جهاد مقدسي: الحل السياسي مستحيل بين السوريين

آراء وقضايا 18 يونيو 2014 0
+ = -

جهاد مقدسي: فيس بوك

 اصبحنا نعيش بحالة من اليقين بأن الحل السياسي مستحيل بين السوريين….و ربما يكون كذلك بسبب التدويل و الأثمان المطلوبة من البلد لتحييد التدويل…..بأية حال هذا التشاؤم له أسبابه الموضوعية فالمسار السياسي معطل منذ فشل جولة جنيف الاخيرة….لكن من باب التفكير بطريقة إيجابية ألا يصح القول أنه و بوسط هذه الحرب ما زال هناك بعض العوامل المشتركة بين “العقلاء” التي يمكن الانطلاق منها ؟ 

كل من يعتقد أن جميع خصومه على الجانب الآخر هم بالكامل بلا ضمير فهو خاطئ …الجميع يعمل اليوم بعقلية المحاصر Under Siege …القليل من الإيجابية بالتعاطي دون التخلي عن الثوابت الوطنية و حقوق الناس المشروعة و أهمها الحق بالحياة…ربما هكذا إيجابية قد تغير شيئاً ما بهذا المشهد الحزين و الدامي. 

أرجو إضافة ما “قد” ترونه من مشتركات محتملة بين السوريين بتعليقاتكم، في حال كنتم ترون أياً منها، اتحدث عن مرتكزات تلاقي و عناوين …و ليس حلولاً و لا تطابقاً تاماً أبداً ( و أرجو إغفال السلبيات لاننا نعرفها عن ظهر قلب و تمتلئ الصفحات فيها) : المشتركات العامة : 

١- رفض تقسيم سورية ( الدولة تقاتل اليوم على معظم الأرض السورية و تدفع رواتب للموظفين بكل مكان و علناً ترفض التقسيم ، على جانب التنظيمات المعارضة و النصوص التأسيسية لكياناتها و هيئاتها و بياناتهم السياسية لا يوجد أي كلمة عن التقسيم كهدف سياسي .

٢- الإيمان بضرورة الحفاظ على ما تبقى من مؤسسات للدولة و ذلك بضوء التوافق المشترك على هيكلة ما يلزم فيها بما يحفظ الثوابت الوطنية

٣- الاجماع الشعبي لدى جمهور الطرفين حول ضرورة إنهاء الحرب في سورية أو تحقيق وقف مستدام لإطلاق النار (يتوسع تدريجياً) و هذا يمثل نبض الناس بغض النظر عن نوايا السياسيين أو أفعال المتضررين.

٤- ارتياح المجتمع المدني للعفو الذي يؤدي لإطلاق كل “معتقل رأي” فهذا يعزز الثقة بعقلانية وجدية التعاطي السياسي مع المظالم .

٥- الرفض و الاستياء الشعبي من انفلات المواجهة العسكرية بطريقة استهداف البنى التحتية ومرافق استراتيجية و الحياة اليومية للناس….و بالتالي هناك أمور يمكن نقاشها لبناء الثقة بالاتفاق على جوانب يتفق الطرفان على توصيفها إرهاباً لتحييدها بالصراع . 

٦- تشكيل وفد قنصلي سوري جوال …يلتقي بلجان تمثل قاطني مخيمات اللاجئين السوريين- وإن بمكاتب الامم المتحدة – للوقوف على الجوانب القنصلية التي يمكن تقديمها للناس (تسجيل الولادات- تجديد وثائق السفر ) بغض النظر عن اللون السياسي و بالطبع لمن ليس هناك ضده أية أحكام بالقضاء العادي مع الدولة.

٧- إجماع لدى الطرفين (بتصريحاتهم على اعلى مستوى ) بعدم العودة لما قبل أذار ٢٠١١.

٨- نضج وعي الناس بما يتعلق بفهمهم لأحداث الربيع العربي و بات واضحاً الاجماع المتزايد بأن الربيع المطلوب هو : ربيع المواطنة قبل أي ربيع أخر .

مجرد أفكار عامة حول مشتركات محتملة تدعو للإيجابية و قد تعيد الروح للجسد السوري… لكل من يعتقد بأنه لا مشتركات بين أبناء وطن واحد ….في حال توفرت النية السياسية .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك