حزبنا و التُهَم !

بيانات سياسية 20 مايو 2015 0
+ = -

 

زاوية نقاط على حروف *

.

منذ تأسيسه, والإعلان عن مدرسته, في سلك العمل الحزبي, والنضال الوطني والقومي, يتعرض حزبنا حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ” يكيتي” إلى سيل من التهم الباطلة, من قبل أقرانه في نفس السلك, تطال عادةً قمة الهرم التنظيمي, ترددها نفس الجهات, ولكن بصِيَغ معدلة وموديلاتٍ تناسب كل مرحلة, من خلال أبواق ومواقع وقنوات, وفق إيقاع متناغم وضمن حملة موجهة, باتت جميعها مبتذلة ومفضوحة مع مرور الزمن, لكن الجهات الراعية للتهمة لم تتعظ – على ما يبدو- رغم خيباتها المتكررة في النيل من سمعة حزبنا والتأثير على توجهاته وشعبيته, فلا زالت تدس سموم الفتنة والفرقة, من خلال الادعاء والتلفيق واصطياد من تغريهم لقمةُ الطُعمِ من بحرِ الحزب, ولم تلتفت إلى القضية الأساسية رغم الدرك المتواضع الذي وصلت إليه أحزاب الحركة الوطنية الكردية, ورغم خطورة المرحلة الحالية, والظروف الاستثنائية التي تمرّ بها البلاد, وما جلبتها حتى الآن من كوارث على الحجر والشجر والبشر, وما يترتب على ذلك من مسؤوليات جسام تحتاج إلى تضافر جهود جميع الفصائل والأحزاب والقوى المجتمعية الأخرى دون استثناء, متحالفة ومتراصة ضمن إطار وطني قومي, لا يمكنه أن يرى النور إلا في أجواء من الثقة المتبادلة وشعور بالمسؤولية وإيمان بالعمل الجماعي .

.

أكثر من نصف قرن من العمل الحزبي الكردي لم يكن كافياً –كما تفيد المؤشرات- لبلوغ الرشد السياسي والاتزان, فالمراهقة الحزبية لا زالت تفعل فعلها حتى في أوساط قيادية, لخوض مغامرات كيدية جانبية هنا وهناك, لا تخلو من التلفيق والبهتان والطعن بالآخر, على مبدأ ( إن لم ألحق بك في الصعود نحو النجاح, فسأجعلك تلحق بي في الانزلاق نحو الفشل ) من شأنها تأجيج المشاعر وتصعيد الخلافات بين الأطراف على حساب جوهر القضية

.

أما التهمة الموجهة لحزبنا في الفترة الأخيرة, ووفق آخر تحديث لها, فهي العلاقة مع منظومة حزب العمال الكردستاني وتشكيلاتها السورية تحديداً أي PYD &TEV-DEM & YPG…..  ، وردّنا عليها أن التواصل مع هذه المنظومة ليس من المحرمات ولا من الممنوعات, بل هي ضرورة قومية و وطنية من وجهة نظرنا كحزب سياسي, كما هي الضرورة نفسها في التواصل والتحاور والنقد والبحث عن آليات التحالف والتآذر والتشارك مع بقية أطراف الحركة الكردية والكردستانية والوطنية السورية, وكل ذلك علناً ودون تردد, في خطاباتنا وعلى صفحات أدبياتنا وليس في الخفاء, وليس من خلال لقاءات ثنائية لغايات حزبية بوساطات إقليمية بعيدة عن الإعلام  كما يفعل البعض

..

لماذا تستقصدنا التهمة؟ وجميع الأحزاب الكردية والكردستانية بدون استثناء إضافة إلى حكومة إقليم جنوبي كردستان ومؤسسة الرئاسة تتعامل وتتواصل مع هذه المنظومة سراً وجهاراً , وتشترك مجموعة أحزاب  وشخصيات سورية معها في هيئة التنسيق, ومجموعة أخرى في الإدارة القائمة, والائتلاف نفسه والكثير من كتائب الجيش الحر لا يتوانون عن فتح قنوات تواصلٍ معهم, والكثير من الأحزاب الأوربية تجاهر بتعاطفها ومواقفها الداعمة لها, وبعض عواصم القرار الدولي منحت إقامات لمسؤولي هذه المنظومة فوصلوا إلى الشانزيليزيه والبيت الأبيض… إذا كان كل هؤلاء متهمون ومذنبون في نظر البعض ممن يتعامون عن رؤية الواقع, فلا ضير أن نكون مذنبين أيضاً لأننا أول من أعلن ضرورة التعامل الإيجابي مع الإدارة القائمة كبديل للفوضى وبديل لولاية أمراء الحرب من خارج المنطقة, وأكثر من ساهم في جهود إنجاح العمل المشترك من خلال المجلس الوطني, والهيئة الكردية العليا, والمرجعية السياسية الكردية الراهنة . فأين هي الجريمة التي نرتكبها ؟، وما قيمة هذه التهمة أصلاً إذا كانت الجهة التي تُلقي التهمة ( أحزاب المجلس الوطني الكردي) هي نفسها وقعت مع TEV-DEM اتفاق الشراكة في الإدارة ؟.

.

هذه التهمة ساقطة ذاتياً كسابقاتها, لكننا يجب أن نعترف لشعبنا طواعية (بذنوبنا) الحقيقية ونقرّ بأننا في حزب الوحـدة واقعيون, لا نبيع أوهاماً للناس, لا نزاود ولا نقبل المال السياسي, لا نغادر موقعنا الذي يبقينا على نفس المسافة من الجميع, نقرأ بتمعن, ونحلل بهدوء, نستنتج ونصيب، وقد نخطئ. …

.

سائرون على الدرب  … ماضون… وهذه بحد ذاتها تُهَم وذنوب من وجهة نظر بعض الأشقاء.

.

* جريدة الوحـدة – العدد /261/ – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي )

 

 

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر