حزب الاتحاد الديمقراطي pyd : بين الشعارات البراقة وارتكاب الحماقة

آراء وقضايا 06 يوليو 2013 0
+ = -

 

 

لم تكن ولادة الحزب الاتحاد الديمقراطي pyd   بمحض الصدفة فبعد فشل التجمع الوطني الديمقراطي التي تأسس في عام 1998 بالقيام بمسؤؤلياته اتجاه الشعب الكوردي في غربي كوردستان بدأ البحث جدياً عن اتجاه أخر يخدم القضية الكوردية حيث كان المهندس صالح مسلم عضواً في التجمع الوطني آنذاك وذلك بعد عودته من المملكة العربية السعودية والتي دخل هناك في النشاط السياسي وبعد عودته وبعد فشل التجمع الوطني الديمقراطي بدأ الحديث عن ولادة حزب جديد يخدم القضية الكوردية في غرب كوردستان فكان انطلاقة وتأسيس الحزب الاتحاد الديمقراطي pyd   في عام 2003 طبعاً أتى هذا الحزب لتصحيح مسار الحركة الثورية الكوردية في كوردستان روج آفا وكان صالح مسلم أحد أعضاء اللجنة التنفيذية وإلى جانبه بعض من رفاقه ، بدأ هذا الحزب بزرع نشاطاته على الأرض وأصبح يدخل كل بيت ولعل ما جعل من هذا الحزب مقبولاً بين الشارع الكوردي في سوريا هو اعتبار هذا الحزب نفسه جناحاً لحزب العمال الكوردستاني في كودستان سوريا ، حيث كان لحزب العمال الكوردستاني الصيت الحسن آنذاك بين المجتمع الكوردي في كافة انحاء العالم لما كانت تقوم به من أعمال مشرفة كنا نعجب بها وهي تلمع من بعيد دون أن ندخل في مضمون تلك الانجازات ، فالمعروف أن الدولة التركية مثلها مثل سوريا وايران والعراق هي مغتصبة لحقوق الكورد وما كان يقوم به حزب العمال الكوردستاني هي حركة ثورية مسلحة في وجه المغتصبين لإسترداد الحقوق المغتصبة ووجود ذلك القائد العظيم عبدالله آوجلان في سجون الدولة التركية جعل من الكورد أكثر تعلقا بالحركة الثورية ، ومن هنا بدأ نشاط pyd   يتوسع في كوردستان روج آفا ، وعندما بدأت الثورة السورية كنا نحن الكورد أول المشاركين بالثورة حيث أننا عانينا من النظام البعثي أكثر من غيرنا على جميع الأصعدة ، وعندما تغير مسار الثورة إلى ثورة مسلحة بدأت المناطق الكوردية تتفاعل وتدعم الثورة بجميع الإمكانيات ، ولكن ما حدث هو ظهور كيان جديد كان غائباً عن الساحة وظهر فجأة وبقوة وبدأ بالسيطرة على مقار حكومية ومؤسسات كانت تابعة للنظام السوري بالأتفاق تارة وبالسلاح تارة أخرى وما كان منا إلا أن نصفق لهذه القوة الكوردية لما بدر منهم من نشاطات إنسانية ودعم للقضية الكوردية ، رغم إننا كنا نسمع كثيرا بأن سمة النظام مزروعة فيهم وما يقومون به هو لخدمة أعداء الكورد والنظام السوري على رأسهم ، لكننا كنا نرفض تلك الأقاويل لأننا نحن الكورد أمة لا تخون ولا تقتل بعضهم لإرضاء الطغاة ، ومع الاستمرار الثورة بدأت الأوراق تكشف وبدأ حزب الاتحاد الديمقراطي بالكشف عن أنيابه وحقيقته ، حيث بدأ بأعتقال كل من يرفض سياساتهم وبدأ بزرع الخوف في نفوس الكورد من خلال استعراض لغة السلاح في شوارع المدن الكوردية كافة ، وحماية الكثير من المواقع البعثية في المناطق الكوردية ، وما جعل النفوس تحتقن ضدهم هو انحراف هذا الحزب عن مهمته الأساسية في الدفاع عن الحقوق الكوردية  وتأمين مستلزمات الحياة للكورد في كوردستان روج آفا كونها القوة الأكثر فعالية على الأرض وأكثر من ذلك هو تفرده بالقرارات السياسية والعسكرية وعدم إلتزامه بأتفافية هولير وكذلك وجوده في هيئة التنسيق المعارضة والتي كانت من صنع النظام الأسدي نفسه .

إن حزب الإتحاد الديمقراطي pyd  أتبع أسلوب ولغة الترهيب لتثبيت وجوده في المناطق الكوردية ، هذه اللغة التي ما عادت تفيد وتنفع في زمن الثورات والسعي إلى نيل الحريات ، ولعل ما تقوم به pyd  هو بداية النهاية لحزب بدأ برفع شعارات براقة تبهر العيون وبين سياسات فاشلة ذو طابع سلطوي ، فما فعلته في قتل الأبرياء في تل غزال بريف كوباني وعامودا كانت بداية ثوران البركان الذي كان تجتاح نفوس الكورد من السياسات الرعناء لحزب الإتحاد الديمقراطي pyd .

إن قتل الكوردي للكوردي ليس مطلباً لأحد من الكورد ولعل ما حدث من الأقتتال الكوردي في كوردستان باشور يجعلنا نعتبر منها لكي نبعد منطقتنا عن شبح الأقتتال الأخوي ، ولكي نستطيع أن نبعد منطقتنا الكورية في كوردستان روج آفا عن هذا الشبح الخطير يجب أن نحتكم جميعاً إلى لغة العقل تلك اللغة التي أصبحت غائبة عن أذهان الأخوة في حزب الإتحاد الديمقراطي الذي أحتكم إلى لغة السلاح للسيطرة على المقدرات والإمكانيات الكوردية ، ومن خلال أفكاري المتواضعة ولأنني كوردي يحق لي أن أخاف على مستقبل أحلامي ولي الحق كما لغيري في تحرير أرضي من دنس الطغاة والمتسلطين على لقمة عيشي أوجه نداء لأخوتي في حزب الإتحاد الديمقراطي pyd  وأقول لهم على لساني ولسان كل الشرفاء من ملتي إذا كنتم تريدون أن يكون لكم وجود على أرضنا وفي صميم مستقبلنا يجب أن تنفذوا البنود أدناه وغيرها الكثير فمازال أمامكم مجال لحفظ ماء وجهكم رغم ما قمتم به من أعمال طائشة وغير مسؤولة وهذه البنود هي :

–         كف عن قتل الأبرياء من الكورد تحت ذرائع وحجج واهية

–         الإلتزام بالثورة ومحاربة النظام الأسدي ودحره من المناطق الكوردية لأن المستقبل للثورة لا للنظام الأسدي .

–         الكف عن التفرد بالقرار ونفي الأخر لأن هذه السياسة تجلب المزيد من الإنقسام في الحركة الكوردية .

–         ترك سياسة التخوين والأحتكام للغة الحوار للتخلص من الخلافات بين الأطراف الكوردية كافة .

–         محاسبة كل من تلوث يده بالدم الكوردي

–         وغيرها الكثير لإننا نحن الكورد مازلت أحلامنا معلقة في اعناقكم فلا تدعوا طيشكم وبطركم تنهي ماكنا نحلم به في كوردستان روج آفا

–         ………………………..

وفي النهاية استذكر حديث لرسول الله صلى الله وعليه وسلم يقول ” ( من لا يرحم لا يُرحم ). ومن خلال هذا الحديث أقول لأخوتي في الحزب الاتحاد الديمقراطي “pyd  ” أنكم وكما يبدو من خلال أفعالكم لا ترحمون أنفسكم قبل أخوتكم وسيأتي يوم لن تجدوا من يرحمكم . سيأتي يوم يسألكم ضميركم وكورديتكم لما قتلتم أخوتكم ، لنكن نحن الكورد في كوردستان روج آفا مثالاً للتوافق والتصالح والتقدم ، دعوا أحقادكم جانباً لأن الحاضر لنا فدعونا نحرر كوردستان روج آفا لنجعل المستقبل جميلاً لأبنائنا وأحفادنا .

 

المهندس : اسماعيل درويش

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر