” حميميم والواقع الكوردي “

آراء وقضايا 17 ديسمبر 2016 0
” حميميم والواقع الكوردي “
+ = -

بقلم السياسي والحقوقي : رشوان معي

بدايات :

حميميم وقع قوي على أذان الكثير من أبناء شعبنا الكوردي التي هي تعتبر اليوم عاصمة سوريا بعد ” دمشق ” ومركز إقلاع طائرات النظام السوري والروس لحصد ما تبقى من أرواح الشعب السوري ، الذي كان ولا زال ضحية لثورة لم تتبين خيوطها بعد ست سنوات إلا أن الكثير من شعبنا السوري بات بين مطرقة أن يكون ضحية لطائرات الإثنين أو يغادر وطنة ، متجهآ إلى مكان مجهول ، وشعبنا الكوردي أيضا هو ضحية سياسة مجهولة تمارسها سلطة أمر واقع منذ ست سنوات وإلى الآن متمثل بحزب الاتحاد و PYD وقواتها ، إلا أن المناطق الكوردية كانت الملاذ الأمن للكثير من الشعب السوري الذين هربوا من بطش ” السفاح وجيشة ”
النظام الروسي وجيشة كانو مشروعآ رئيسيآ في دمار الكثير من المناطق الرئيسة في سوريا بعد الحرب الحاصلة وخاصتآ بعد انشاء “حميميم” وآخرها كانت منطقة حلب التي باتت منطقة منكوبه إنسانيآ وماديآ وبشريآ . وللأسف حتى الآن الدول العربية متفرجة إلى مأساة الشعب السوري في “حلب ” .

حميميم كورديآ :

القوات الروسية في حميميم عقدت قبل فترة اجتماعآ موسعآ مع أحزاب التحالف الوطني الكوردي وبعض احزاب تجمع اليساريين ولكن عندما حضر التحالف واليسار هذا الاجتماع لم يبين احدهم ماذا كان خلف كواليس هذا الاجتماع ؟
– هل اجتمعو بالروس أم النظام السوري ؟
– ماذا كان بنود هذا الاجتماع على الأقل كوردياً وليس سوريآ ؟
– ماذا حققوا بهذا الاجتماع السري مع من يعتبرون المتسلطين على رقاب الشعب السوري ؟

ألا أننا لاحظنا قبل يومين دعوة قائد القوات الروسية في ” حميميم ” ببلاغ رسمي لكل حزب كوردي ، متمثلا بشخصية السكرتير ، والمجلس الكوردي ببيان رسمي أيضا ولكن كانت هناك فروقات في كيفية التعامل مع هذا البلاغ ومن سيحضر ومن لن يحضر من قبل الحركة السياسية الكوردية في الداخل والخارج ، فنلاحظ الفرق في الروئ في سياسات حزب التقدمي الكوردي الذي يترأسه السيد حميد درويش ، فقد رفض درويش حضور حميميم في وقت كان يصرح وعلى لسان سكرتير الحزب بانة نادم لعدم لقاء الاسد عند بدء الثورة السورية ، وحميد درويش نفسة ، غادر مطار القامشلي ، قبل مدة أيضا والتقى بممثل الدولة الروسية والنظام السوري في حميميم إلا أنهم نفو اللقاء جملة وتفصيلآ ، ومن جديد لاحظنا رفضهم لحضور الاجتماع . بعد موافقه أحزاب الإدارة الذاتية واحزابها والتحالف الكوردي وتجمع اليساريين الكورد ، وكذلك رفض المجلس الكوردي هذا الاجتماع بسبب التعارض مع سياسه المجلس كون المجلس واحزابة رفضو التعامل مع النظام السوري منذ بدء الثورة والذي صرح وقتها أن لا تفاوض مع نظام يقتل شعبة والتي تعتبر ايضآ جزء من الإئتلاف السوري المعارض ، التي تعتبر الهيكل المعارض لنظام الأسد في سوريا . والغطاء السياسي للفصائل العسكرية المسلحة والجيش الحر .

إلا أن الكثير من المعارضين الكورد من الاحزاب الكوردية والمثقفين أيضآ نظروا إلى حميميم برؤيه مختلفة وآراء مختلفة ،
ولكن لدى الشارع الكوردي ايضا وبعض المثقفين الكورد بالذات بعض الرؤى لهذا الاجتماع السري وما سيتبلور عنة .
– ما هو حميميم ؟
– ماذا سيقدم للكورد في كورستان الجزء الملحق بسوريا ؟
– هل حضور هؤلاء الأحزاب سيكون كافيآ لطرح موضوع الفيدرالية الكوردية التي ناضل شعبنا لأجلها وكانت مطلب الكثير من الاحزاب السياسية الكوردية في كورستان الجزء الملحق بسوريا .
– هل تلك الأحزاب السياسية التي ذهبت هي مسؤولة عن كامل الشعب الكوردي في كوردستان سوريا ؟
– هل النظام الذي قتل شعبة لست سنوات سيقدم للكورد الفيدرالية المنشودة على طبق من ذهب كما يعتقد البعض أن الحوار مع هؤلاء ستجدي نفعآ وهي لمصلحة شعبنا ؟

كرأي شخصي لسرد كل ما سبق :

دعوة الروس للشعب الكوردي لحضور حميميم هي بحد ذاتها انقسام جديد داخل حركة مقسمة سلفآ وهو زرع خنجر جديد في خصر الحركة الكوردية في كوردستان الجزء الملحق بسوريا لأن الروس تاريخ واضح وسياسة واضحة منذ الاتحاد السوفيتي الأزلي وإلى عهد الزعيم الكوردي الراحل الملا مصطفى البارزاني مرورآ بعهد القائد مسعود بارزاني .
وبخصوص موضوع الفيدرالية الكوردية وطرحها في حميميم كما سرد في تفاصيل مسربة من بيان بعض الاحزاب التي حضرت حميميم بأن موضوع الفيدرالية الكوردية سيطرح على طاولة الجلسة فهذا أراه مستحيلا وغير وارد لأن وجود الروس كمسير نيابة عن النظام لن يقدم للكورد الفيدرالية التي نريدها لسببين ،
أولا – بسبب سياسة الروس مع الأنظمة القمعية لكوردستان .
ثانيآ – الروس لن يعملوا على زرع شرخ ايراني روسي سوري لأن الحليف الأقوى هم بالأصل ضد تطلعات الشعب الكوردي وحقوقة المشروعة .
بالتالي الأحزاب التي حضرت ” حميميم ” هي ليست مسؤولة عن الشعب الكوردي ككل وإنما هناك أطراف رئيسية لم تحضر هذا الاجتماع وهي مسؤولة عن تطلعات شعبها أيضآ ، لذلك كرأي شخصي الذي آباد حلب لن يقدم الفيدرالية للكورد ، وبالتالي
فالشعب الكوردي بات يعرف جيدا ان الروس ليسوا بأصدقاء ، ليس فقط للشعب السوري إنما أيضا لشعبنا الكوردي ، وحضور حميميم هو ليس إلا زيادة من الطين بلة لأن حميميم حتى ولو كان بمثابة عاصمة ثانية لسوريا فلن تكون أقوى من جنيف 1 و 2 التي هي المكان المخصص لطرح الام شعبنا .
وبالتالي لن تكون أقوى من هولير 1 و 2 الذي كان املآ بأن يكون ممرآ لحل مسأله الخلاف الكوردي الكوردي ، وبالتالي حميميم هي ممر عابر للذين حضروا وسيعودون خائبي الآمال إلى شعبهم ، مما سيزيد من الشرخ الكوردي الكوردي وهي بالتالي ستكون تنفيذ لأجندات الروس الجديدة في المنطقة وطمس معالم استقلال كوردستان من جديد .

“ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب ولايعبر بالضرورة عن رأي الموقع”

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك