حول إنضمام الإتحاد السياسي إلى الإئتلاف الوطني السوري

آراء وقضايا 24 مايو 2013 0
+ = -

كثر الجدال حول حضور الإتحاد السياسي الكوردي مؤتمر وإجتماعات الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في استانبول بين 23 ـ 25 الجاري . أعتقد, علينا أن نتوقف عن إطلاق التهم الإرتجالية والمسبقة الصنع تجاه بعضنا البعض, ونناقش الموقف بروية وبعقلانية وموضوعية لنستخلص المفيد من هذه الخطوة, من دون الدخول في سجالات عقيمة قد تؤدي بنا إلى المجهول.
أناقش الخطوة من منطلق سوري أولاً:
ألا تعتقدون معي أن إطار الإئتلاف الوطني هو الأوسع من بين الأطر الأخرى من المعارضات السورية, وهو المرشح الأكبر ليكون بديلاً للنظام الذي يتهاوى؟
لقد اعترفت جامعة الدول العربية بهذا الإئتلاف, واعتبرته الممثل الشرعي للشعب السوري في خطوة منها لتخصيص مقعد سوريا في الجامعة لللإتلاف. وتتالت الخطوات تباعاً لتعترف اصدقاء سوريا دولاً ومنظمات بهذا الإئتلاف ودعمه.. مع كل تخبطات اطراف الإئتلاف متأثراً بأجندات دولية وإقليمية.. لكننا إذا قرأنا الخارطة السياسية للمعارضة السورية بروية وبحيادية, سنتفهم كل العثرات امام خطوات الإئتلاف التي تؤول دون الوصول إلى ما نتمناه خدمة للشعب السوري بسلاسة وسهولة.. كلنا نعرف أن دولاً معلومة, وقوى خفية تلعب من وراء الستار تمسك بأطراف كل الحراك السياسي والثوري للمعارضة السورية, لتوجه المعارضة بشقيها السياسي والثوري نحو تحقيق مصالحها المتناقضة فيما بينها لتناقض الأجندات التي تلعب بمصير سوريا.
ومع كل ذلك, أعتقد أن آن الأوان للمعارضة ممارسة عملها بشيء من الإستقلالية للحفاظ على الثورة التي حوصرت بأخطار مختلفة من جهة النظام وأعوانه الإيرنيين والروس وحزب الله, وكذلك داخلياً من جهة منظمات ومجموعات إرهابية وسلفية متطرفة يختلف مشروعها عن مشروع الثورة الذي تأطر بتحقيق الحرية والكرامة, ودولة العدالة والمساواة على اساس ديمقراطي دستوري تعددي, دولة لكل مكونات الشعب السوري العرقية والدينية والمذهبية…
سوريا اليوم اما مفترق الطرق, عليها أن تختار مصيرها بنفسها بمساعدة اصدقائها من الدول والمنظمات.. وأن الحراك الدولي الآن ينتظر من المعارضة خطوات جريئة ومحسوبة بإتجاه إتحاد قواها الديمقراطية والمدنية, مع البدء بتطهير الثورة من الدخلاء المرتزقة, لتفسح المجال امام الدعم الدولي للمعارضة بجدية لإسقاط النظام وبناء البديل.
من منطلق المصلحة الكوردية أن لاتغيب القوى الكوردية عن أي حراك سياسي ودبلوماسي, وأن تشارك في كل الأطر التي تتشكل هنا وهناك لتكون شريكاً فاعلاً في صياغة المستقبل مع شركائه في الوطن. وأن أي غياب عن أي حراك سياسي وثوري لا يفيد الكورد إن لم يضر بمصلحته. أما أن تبتعد عن تلك الأطر الناشئة بحجج واهية للهروب من المسؤولية التاريخية, أعتقد أنها ستسوقنا نحو المجهول. أما من ناحية إتخاذ الإتحاد السياسي الكوردي قراره للإنضمام إلى الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية منفرداً, والقفز بخطوة بهلوانية فوق كل الثوابت والمحددات التي حددتها اتفاقية هولير, وبما نجمت عنها من تشكيل مجالس وهيئات, وعلى رأسها الهيئة الكوردية العليا هذا من جانب, وفي الجانب الآخر القفز فوق مقررات المجلس الوطني الكوردي.. أعتقد أن الإتحاد السياسي قرر من جانبه البدء بعملية الفكفكة لتلك الهيئات والمجالس التي اصبحت عبئاً ثقيلاً بنظره.. وبخطوته هذا يريد التخلص من كل الخطوط الحمر التي رسمتها بنود اتفاقات متتالية في القامشلي وهولير..( امثل هذه الخطوة بعملية فك وتركيب السلاح عند الإستعصاء) حيث أن واقعياً لم يبقى للمجلس الوطني الكوردي أي معنى لبقائه في ظل تجاذبات من خلال تشكيل محاور جانبية تختلف فيما بينها الطموحات والرؤى.. مما ادت الى قتل اتفاقية هولير والهيئة الكوردية العليا في الرحم..
في الوقت نفسه.. تنتابني المخاوف بشكل جدي, أن يستعمل الإتحاد السياسي تحالفه أو إنضمامه للإئتلاف ضد المحور الآخر للإنتقام.. هناك مؤشرات خطيرة, وخطيرة جداً تتفاعل وتتحرك على الأرض, من خلال إقرار الإتحاد السياسي بتشكيل قوة مسلحة توازي قوات حزب الإتحاد الديمقراطي ب ي د , ومن المؤكد أن انضمام الإتحاد إلى الإئتلاف سيكون وفقاً للائحة الحقوق والواجبات التي يقره المؤتمر على جميع اطراف الإئتلاف كمعارضة سياسية, متبنياً القوى الثورية على الأرض على أنها تمثل شرعية الثورة السورية وفق منظور الإئتلاف تستوجب دعمها بكل السبل.. لتنضم قوات الإتحاد السياسي إلى تلك القوات التي تحارب النظام وتعمل وفق اجندتها, وهنا يكمن الخطر الحقيقي. اعتقد أننا مام مشهد معقد, نتفق في الرؤى حيناً لنختلف على ما هو واقع على الأرض.. أتمنى أن تزيل هذه المخاوف من خلال التحكم بالعقل تجاه التناقضات في المصالح خدمة لقضية شعبنا, وهي الأسمى في كل الأحوال.
أحمـــــــد قاســـــــــم
24\5\2013

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر