حياة السوريين في مرتبة أخرى …. ونزع السلاح الكيميائي أولوية كبرى !!

بيانات سياسية 18 أكتوبر 2013 0
+ = -
  افتتاحية جريدة الوحـدة *
 
كان استخدام السلاح الكيميائي في منطقة الغوطة – ريف دمشق في 21 شهر آب الماضي هو الحدث الأبرز في التعبير مجدداً عن مدى رعونة النظام وتماديه في استخدام كافة أدوات وأنواع العنف ضد المدنيين والمعارضين له ، وكذلك تبين بشكل جلي أولويات الحكومات الغربية في التعامل مع الشأن السوري ، فبعد تلك الزوبعة الإعلامية عن ضربة عسكرية محتملة أو (مقررة) على قوات النظام والحركة الدبلوماسية النشطة والتصريحات الصاخبة لبعض المسؤولين  في دول ما يسمى بأصدقاء الشعب السوري ، ورسم الخطوط الحمراء والصفراء والخضراء ، التأمَ مجلس الأمن الدولي بعد توافق روسي – أمريكي ، وأصدر قراره ذا الرقم 2118 بالإجماع ، مؤيداً قرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي يشمل تدابير خاصة للتدمير العاجل لبرنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا ، والذي اتخذ بعد انضمام الحكومة السورية إلى تلك المنظمة وفق مبادرة من الرئيس فلاديمير بوتين .

 ودعا مجلس الأمن إلى تطبيق كامل للقرار بأكثر الطرق ” سرعةً وأمانا ” ، وأيد إعلان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012 ، كما دعا قرار المجلس إلى عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا من أجل تنفيذ بيان جنيف في أقرب وقت ممكن، وأهاب بجميع الأطراف السورية المشاركة بجدية وعلى نحو بناء في المؤتمر، ونصت الفقرة الأخيرة من القرار على أنه في حال عدم الامتثال سيتم فرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.  دون أن يهتم المجلس بحقوق المجني عليهم بالسلاح الكيميائي ومن المسؤول عن ارتكاب تلك الجرائم وضرورة تطبيق العدالة وفق القانون الدولي الإنساني .

إن سرعة إصدار القرار والبدء بتنفيذه بشكل مباشر تدل على أن الإرادة الدولية تستطيع فرض أي قرار وتنفذه إن تلاقت رؤى ومصالح أطرافها الرئيسية ، حيث لم تتبلور بعد تلك الإرادة في وضع حدٍ لأزمة سوريا وإيجاد حلٍ لها .
وهكذا تبددت آمال من كان يراهن على العامل الخارجي مرةً أخرى في إسقاط النظام السوري وأصيب بالإحباط واليأس مقابل انتعاش أنفاس النظام وحصوله على فرصةٍ أخرى في إطالة عمره وهو يتعاون للغاية مع الفريق الفني المكلف بتصفية ترسانة أسلحته الكيميائية .
واقع الحال مأساوي ومؤلم ، حياة السوريين في جحيم ، دمار ونزيف دماء ، العنف والعنف المضاد مستمرٌ ، الطاغية يحظى بدعم علني من البعض وحمايةٍ خفية من البعض الآخر على وقع ضمان أمن إسرائيل وموارد النفط وخطوط الغاز ومصالح الدول الكبرى في المنطقة ، بينما هناك ضعف وتفكك في أوساط المعارضة السياسية والمسلحة ، وثمة حرب داخلية بين بعض فصائلها ، وطغيان أجندات باسم الإسلام – الدين الحنيف في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة ، تحت شعارات بعيدة عن أهداف الثورة في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ، وما الهجمات الإرهابية على المناطق الكردية إلا جزءٌ منها وتهدف بشكل أساسي إلى ضرب بنية المجتمع الكردي وجوداً وكياناً وقيماً وتبغي إثارة الفتن والقلاقل فيه.
هناك توجه دولي لعقد مؤتمر جنيف 2 لأجل بلورة حلٍّ سياسي ، دون أن تكون المعارضة موحدة أو مهيأة وتمتلك زمام المبادرة ، وفي هذا السياق يترتب على أوساط الحركة الكردية السعي الجاد للمشاركة فيه بتمثيل من الهيئة الكردية العليا كونها العنوان السياسي الأبرز والأكثر فاعليةً وتمثيلاً للكرد وتحظى باحترام مختلف الأحزاب الكردستانية والمعارضة السورية الديمقراطية .
تبقى معاناة السوريين وحريتهم وكرامتهم ومصالحهم في نهاية سلم اهتمامات القوى الإقليمية والدولية المؤثرة والمساهمة في تحديد مصيرهم ، وسقطت كل الأوهام والشعارات الجوفاء ، وتلاشت رهانات واعتماد الكثيرين على الخارج والمال السياسي ، وبدل أن تنتصر الثورة توسع العنف والإرهاب . ولكن يبقى الأمل قائماً في الخلاص من الظلم والاستبداد بإرادة قوى الشعب السوري الخيرة ووعي أبنائه وعزيمة شبابه المخلصين والمخلصات.

* جريدة الوحـدة – العدد / 242 / – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك