خيبات’ أمل أردوغان السورية

ملفات ساخنة 30 سبتمبر 2013 0
+ = -


كورد ستريت / مجلة الفورن بوليسي الأمريكية, الخميس 26 أيلول 2013
ترجمة : تمر حسين ابراهيم
………التداعيات الأخطر بالنسبة لتركيا من الحرب الأهلية السورية كانت عودة ظهور حزب العمال الكردستاني. ردا على دعم تركيا للمعارضة السورية، منح الأسد الحرية المطلقة لحزب الاتحاد الديمقراطي ، الجناح السوري من حزب العمال الكردستاني المتمركز في شمال سورية، سمح له بالعمل بدون قيود ، وبتجنيد مقاتلين جدد لمعركته ضد تركيا ، و يتولى دور شبه – الحكومة في المناطق الكردية في سورية. قلق تركيا اللاحق كان بسبب تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي على الحدود الجنوبية لتركيا كان أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى ما يسمى – عملية إمرالي – التي ’عقدت بموجبها محادثات سلام مع الزعيم المسجون لحزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان. محادثات السلام كانت تهدف الى اقناع حزب العمال الكردستاني بإلقاء السلاح والانسحاب من الأراضي التركية. لكن مؤخرا ، علَق حزب العمال الكردستاني انسحاب مقاتليه من تركيا، ملقيا باللوم على الحكومة لفشلها في اتخاذ الخطوات المتفق عليها في المفاوضات.
في محاولة أخرى لمواجهة التحديات التي يثيرها الصراع السوري الذي ’يعقد من موقف تركيا على الحدود، سعت تركيا إلى استخدام نفوذها على رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني والمعارضة متمثلة بالمجلس الوطني السوري لتهميش دور حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا ضمن المعارضة وبين كرد سورية. وكجزء من تلك الاستراتيجية، دعمت تركيا المجلس الوطني الكردي ، المجموعة المعارضة السورية التي يرعاها برزاني، من خلال تشجيعها بالانضمام الى المعارضة السورية. صرفت تركيا النظر أيضا عن نقل الأسلحة من أراضيها إلى جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، على أمل تعزيز قوة المعارضة السورية و لكي يبقي حزب الاتحاد الديمقراطي تحت السيطرة.
برهنت الحرب الأهلية السورية أن برزاني لديه تأثير ضئيل على كرد سورية ، و حزب الاتحاد الديمقراطي قوي جدا بحيث لا يمكن تهميشه، واحتمال التوصل إلى حل سلمي للقضية الكردية في تركيا أمر ضئيل بدون مخاطبة حزب الاتحاد الديمقراطي مباشرة. لذلك غيرت تركيا المنهج. ويبدو أنها الآن قد تبنت سياسة الإتِّفاق مع حزب الاتحاد الديمقراطي، مواصلة منح السلطة للمجلس الوطني الكردي ، وتهميش جبهة النصرة. بعد أن رفضت دعوات حزب الاتحاد الديمقراطي للحوار في عام 2012، تواصلت تركيا مع رئيس الحزب، صالح مسلم، ودعته إلى تركيا لتنقل مخاوفها بشأن الفوضى في شمال سورية وتشجع حزب الاتحاد الديمقراطي للإنضمام الى المعارضة السورية. لعبت تركيا أيضا دورا مهما في ما قد يثبت انه تقدُّم للثوار. انضم المجلس الوطني الكردي مؤخرا إلى الائتلاف الوطني السوري (وهو تحالف انبثق من المجلس الوطني السوري) بعد أكثر من عام من النقاشات المشحونة. في خروج عن معاملتها الوديًة لجبهة النصرة، أتخذت تركيا موقفا علنيا ناقدا ضد المجموعة الاسلامية خلال الأجتماع مع صالح مسلم.
تعكس التحولات المستمرة و التغيرات الجزئية في سياسة تركيا نحو سورية ، بسبب صراع تركيا للتعامل مع تهديدات أزمة اللاجئين و عودة ظهور نشاط المسلحين الكرد الناجم عن وضع تملك تركيا سيطرة ضئيلة عليه. اشتباكات الحدود، التهديدات الأمنية، واحتمال منطقة حكم ذاتي كردي في شمال سورية، وزيادة التوترات الاجتماعية في البلدات القريبة من الحدود السورية بسبب تدفق اللاجئين، و التكلفة المالية لهؤلاء اللاجئين زادت من الضغوط الداخلية على سياسة حزب العدالة والتنمية فيما يتعلق بسورية. كان ينظرسابقا لتركيا على أنها القوة الإقليمية العظمى للتوسط في الصراعات، التي تبني الجسور بين الغرب والشرق الأوسط، وقد وجدت تركيا نفسها الآن مهمشة في الشؤون الإقليمية.زادت خيبة أمل تركيا مع حلفائها الغربيين لعدم اتخاذ إجراءات قوية في سورية من شعورها بالإحباط.
لأن تركيا تواجه مشاكال محلية وإقليمية متعددة الناشئة من الصراع السوري، تسعى تركيا لتغيير النظام في سورية بشكل سريع لانهاء مشاكلها. لكن هنا تكمن المعضلة في تركيا. الطبيعة الطائفية للصراع والقتال بين الفصائل المختلفة من المعارضة تظهر الحقيقة الصعبة : و التي هي أن رحيل الأسد لن ينهي إراقة الدماء، وأنه سوف يستغرق الأمر سنوات قبل ان يكون هناك استقرار، و هدوء في سورية. بالنظر الى سجل تركيا، قد لا يكون أمرا مستبعدا أن نتوقع تحول آخر في سياسة تركيا نحو سورية , حيث يمكنها الانضمام للرئيس الامريكي باراك أوباما في دعم عملية انتقالية مرسومة بدلا من تغيير النظام بشكل كامل.
جونول تول

http://mideast.foreignpolicy.com/posts/2013/09/26/erdogan_s_syria_frustrations

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر