د. عبدالحكيم بشار : هل يكفي تبني المجلس لبشمركة حتى نقول انها باتت عائدة له؟

بيانات سياسية 16 يوليو 2015 0
د. عبدالحكيم بشار : هل يكفي تبني المجلس لبشمركة حتى نقول انها باتت عائدة له؟
+ = -
 بيشمركة كوردستان يوجد في اقليم كردستان العراق حوالي ستة الاف من البيشمركة من كردستان سوريا تم تدريبهم وتأهيلهم من قبل قيادة اقليم كردستان العراق مشكورا خلال ثلاث سنوات وقد تم تبنيهم من قبل المجلس الوطني الكردي في اجتماعه الاول بعد مؤتمره الثالث كقوة عسكرية عائدة للمجلس الوطني الكردي ولكن ثمة اسئلة تطرح نفسها في هذا الموضوع الحساس والحيوي وهي …
.
١- ما مدى مساهمة المجلس الوطني الكردي كمجلس او احزاب في التأسيس لهذه القوة؟ ٢-مدى اطلاع المجلس الوطني الكردي على استعدادات هذه القوة وفعاليتها وتجهيزها وغيرها؟
.
٣- هل يكفي تبني المجلس لهذه القوة حتى نقول انها باتت عائدة له؟ وبالتالي تملك صلاحية قيادتها وادارتها ام ان هناك قضايا اخرى تحتاج للمناقشة منها مدى قبول تلك القوة بمجملها للمجلس لتكون مرجعية سياسية لها وما هو موقف قيادة اقليم كوردستان العراق وهل لديها الاستعداد للاستغناء عن هذه القوة التي اثبتت فعاليتها في التصدي لهجمات داعش الارهابي ودحرها في اكثر المواقع حساسية مثل الموصل.
.
٤- ما هي وظيفة هذه القوة في حال دخولها الى كوردستان سوريا هل هي الوقوف في وجه المنظمات الارهابية ومحاربتها ؟ام تحرير كردستان وحمايته؟ وهل استمرار النظام بكافة فروعه الامنية في مدينتي القامشلي والحسكة علنا وعفرين سرا تعتبر كردستان سوريا محررة.
.
٥ – ما هي العلاقة الناظمة بين تلك القوة وقوات النظام السوري الدكتاتوري المتواجدة في كردستان سوريا هل هي علاقة تضامن وتكامل. ام علاقة حرب ? ام شيء اخر ومن سيحدد هذه العلاقة
.
٦-هل تم رسم خارطة طريق او برنامج عمل لتلك القوة في حال ادخالها؟
.
٧- هل تم تشكيل لجنة مؤهلة من المجلس الوطني الكوردي لتقوم باعداد دراسة تفصيلية حول الخطوات الواجب اتباعها لادخال تلك القوات وتحديد وظائفها وسبل توفير استمرارية تلك القوة وتطوبرها وتقديم الدعم اللوجستي لها. ومع ان جميع تلك النقاط حتى الان حسب معلوماتي لم تضع على طاولة النقاش من قبل المجلس الوطني الكردي. فان ثمة عوائق جوهرية لادخال تلك القوة الى كردستان سوريا تتمثل في الاتحاد الديمقراطي والنظام السوري ولكل منها اسبابه الخاصة به ولكن قبل كل شيء يجب ان يتم التوضيح للجهتين المعنيين السابقين عن مهام هذه القوة والضمانات التي ترضي الطرفين ومع كل الضمانات التي قد تقدم فان الاتحاد الديمقراطي لن تقبل بوجود قوة عسكرية كردية اخرى في كردستان سوريا وقد يتساءل او يعتقد البعض ان الولايات المتحدة الامريكية سوف تمارس الضغط المطلوب على الاتحاد الديمقراطي لارغامه على القبول بدخول هذه القوات و اعتقد ان امريكا فعلا قد تمارس ضغوطات شديدة على الاتحاد الديمقراطي للقبول بدخول تلك القوة لحاجة امريكا لمحاربة داعش ولكن الاتحاد الديمقراطي لن ترضخ للضغوط الامريكية لان لديها من الاوراق ما يكفيها للاستغناء عن الدعم الامريكي منها علاقتها مع النظامين السوري والايراني الشريكين للاتحاد الديمقراطي بينما لا تملك الادارة الامريكية حاليا اي شركاء على الارض بديلا عن قوات الاتحاد الديمقراطي.
.
لذلك فمن الصعب جدا تنفيذ هذا القرار على ارض الواقع خاصة وان قيادة المجلس قد لا تبدي الجدية المطلوبة المترافقة بالعمل المخطط والمبرمج لتوفير اسس تبني وادخال هذه القوات واقصى ما يمكن ان يقوم به المجلس هو تشكيل لجنة للقاء مع السيد الرئيس مسعود بارزاني والطلب من سيادته للعمل لادخال هذه القوات وهذا الامر رغم ضرورته الا انه غير كاف، فالسيد الرئيس ورغم عمق انتمائه القومي يبقى مرتبطا بحدود سياسية تفرض نفسها على المعادلة لذلك فان الجدل حول دخول هذا القوات سيبقى مستمرا لامد ليس قصيرا.
.
ولا اعتقد انها ستدخل كردستان سوريا ضمن هذه المعطيات بل ان الامر يحتاج الى حصول تطورات جوهرية على الارض ولكن المهم والاهم ماذا سيفعل المجلس الوطني الكردي في حال اصرار الاتحاد الديمقراطي المتوقع برفض دخول هذه القوة هل يملك خيارات اخرى وماهي ام انها ستكتفي ببيان ازاء قضية جوهرية ومصيرية قد يتحدد على ضوئها حاضر الوجود القومي للشعب الكردي ومستقبل قضيته في سوريا
.
د. عبدالحكيم بشار
آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك