ربيعنا…….. وخريف المثقفين الكورد

آراء وقضايا 18 أكتوبر 2013 0
+ = -

 

 

اثبت المثقف الكوردي بأنه ينهل ثقافته من المنابع نفسها التي ينهل منها الاحزاب الكوردية، تلك المنابع التي فجرها النظام الاسدي الشمولي في اوساط الشعب السوري عامةً، والوسط الكوردي بالخصوص، فلم يفلح المثقف الكوردي ورغم محاولاته بأن تكون الثورة هي من تكمن خلف عقله، عله يجد الطريق إلى خلاص مجتمعه القابع تحت ميراث التخلف الذي عُمل على تفشيه في سوسيولوجيةالكورد في سورية منذ عقود. ليبقى ابداً مكبلاً بذاك الإرث المبني على شخصنة الاشياء ومدافعاً عن مصالح مؤقتة ومناصب زائلة، متحيناً سقوط الرفيق لاستغلال الفرصة للوصول إلى مبتغاه ضمن حلقة فوائده الشخصية المنبعثة من حب التملك. وبتلك الغريزة اصبح يقف ضد كل مشروع لا يحقق له مصلحة شخصية .

الشتات الذي يجتاح المؤسسة الثقافية الكوردية ما هو إلا تراكماً للعقدة الدونية التي تسيطر على المثقف الكوردي، فالمثقف الكوردي يمر الآن في مرحلة الاستسلام التام للواقع المعاش، باستثناء تلك المناصب والوظائف التي تقدم له من قبل الاخرين فقط ليكون واجهة ثقافية لمضمون شمولي مسخراً لمصلحة فصيل دون الشعب كله، غاضاً النظر عن وظيفته الاساسية وهي الدفاع عن المجتمع  ومصالحه ضد أي اطار –سمهي ما شئت-  والعمل الدائم على تطوير المجتمع ومساعدته في تجاوز المحن والعقبات.

بصدفة ودون أي موعد مسبق التأم مجلس للمثقفين والكتاب الكورد في أحدى المكاتب، بعد الفشل الذي واجه مؤتمر الكتاب الكورد في سورية، ليتجاذبوا اطراف الحديث عن المؤتمر وخلفياته والاسباب الكامنة وراء فشله، وتطرقنا إلى الاخطار المحدقة بالمؤسسة الثقافية والفكرية في هذه المرحلة. وللآسف ما كان ظاهراً للعيان، بأن المثقفين الذين لم يشاركوا في المؤتمر وقفوا موقف الشامت أمام مشاركي المؤتمر الذين اخذوا بدورهم يتخبطون (وأنا منهم) دون ايجاد أي حل -أمام السيل الجارف من الكلمات التي تؤكد بأن الفكرة خاطئ من اساسها- فقط لنبقى نحن المتخبطون ندافع عن العمل بشيء من الحصرة، وليزيد أحد الشامتين تخبطنا عندما قال: أنا قلت لكم بأنه سيفشل (بأسلوب لا ينم عن شيء سوى الاستسلام). ليرد عليه أحد المتخبطين: نحن عملنا وبأمل إجاد نظام مؤسساتي يخدم المثقف الكردي دون النظر إلى انتمائه السياسي، ليخدم هو بدوره (المثقف) المجتمع، كإصدار مجلة أو ألقاء محاضرة وما إلى ذلك من اعمال تخدم المجتمع. ليقاطعه الشامت بالكثير من اللامبالاة: أنا لدي صفحة على الفيسبوك قوامها 5 آلاف مشترك، واقوم بنشر المقالات على المواقع الالكترونية أيضاً… وهو ملوح بيده للإشارة……كلو ماشي. بذاك الموقف الانهزامي، واللامبالاة من قبل الشامت، وجد بعضاً من الحاضرين بإنهاء الحديث عن المؤتمر كي لا يفضي إلى خلاف، والخلاف هو الشيء الوحيد الذي يكثر عندنا.

هذا هو واقع مثقفينا المنقسم بين الانتهازي، والمنزوي، والمواجه للاثنين معاً دون حل. أما المجتمع مازال بانتظار ما سينتجه المثقف الكوردي في هذه المرحلة التي تفتقر إلى موقف موحد من قبل جميع المثقفين للحد من التدخل السافر للأحزاب في بنيان مؤسسة من أول صفاتها الاستقلالية والحرية في الموقف المساند للمجتمع التي تنتمي إليه، دون الاعتبار لأي اجندة طارئة على المجتمع في مرحلة ما. مساهمة بذلك بأنشاء مجتمع سوي على أقل تقدير.

 

 

آلان حمو  17-10-2013

 

[email protected]

 

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك