رسطام التمو.. النظام يسعى الى عدم الاعتراف بالثورة وتصنيفها بمجموعات ارهابية داخلة الى سوريا

ملفات ساخنة 16 أكتوبر 2013 0
+ = -
في تصريح خاص لــــــــ كورد ستريت قال المحامي رسطام التمو حول  انخراط المجلس الوطني في الائتلاف السوري معتبراً  بانها خطوة في الاتجاه الصحيح واصفا بانها  متأخرة كثيرا ,,مضيفاً بانه لابمكن التعويل عليها كورديا لان المجلس الكوردي لم يبلغ مرحلة التمثيل الكوردي الكاملة ولم يتخلى عن ثوابته الحزبية القديمة عوضا عن خسارته للدعم الشعبي الذي حظي به في بداية تشكيله بسبب ابتعاده كليا عن الواقع الكوردي المعاش حاليا وتبعيته المطلقة للقوى الكوردستانية وضياعه بين صراع مصالح تلك الاطراف وارتباطاتها الدولية وبذلك هو ايضا من جماعة المنفصلين عن الواقع .
وفي مقال مثير للاعجاب والاهتمام منشور على معظم المواقع الاخبارية  ..وحصلت شبكة كورد ستريت الاخبارية على نسخة منه   يتحدث فيها  المحامي رسطام التمو عن الوضع السوري عامة والكوردي خاصة , ويلخص نظرته الواقعية للمستقبل  , وحول جرائم الذي يرتكبه النظام الاسد بحق المدنيين العزل ,  ورسطام هو حقوقي له تاريخ نضالي طويل وخاصة في مجال حقوق الانسان , ومن عائلة وطنية كوردية قد وضعت بصمتها الواضحة في تاريخ النضالي الكوردي ضد الظلم والاستبداد , وهو اخ للشهيد مشعل التمو……..
واليكم  ماقاله الحقوقي رسطام التمو في مقاله الجد يد..
“كثيرا مايردد بعض المعارضين السوريين عبارة ان الاسد منفصل عن الواقع، وانه يتصرف بلا معرفة او دراية، وانه يغرد خارج السرب، ولكن استخدام كل وسائل الاجرام والابادة والدمار دليل على وجود تفهم كامل من قبل النظام ان هناك اردة شعبية سورية نحو احداث تغيير حقيقي في الحياة السياسية للبلد تبدأ باسقاط النظام وتنتهي بالحرية والعدالة والديموقراطية، ولو اجرينا مقاربة بسيطة بين افعال النظام تجاه الثورة السورية وافعال المعارضة اتجاه ذات الثورة، سنجد ان النظام تعامل ومن وجهة نظره كنظام شمولي مستبد بكل واقعية مع الاحداث، بينما لم تتعامل المعارضة مع مكونات الثورة سواء السلمية منها او العسكرية بواقعية القيادة والتمثيل السياسي نهائيا :
 
1- اعلاميا سعى النظام ومنذ بداية الثورة الى عدم الاعتراف بالثورة وتصنيفها بمجموعات ارهابية داخلة الى سوريا، واقعيا دعم مقولته هذه بخطوات سريعة وجدية، حيث استطاع تشكيل مجموعات ارهابية حقيقية، سواء تحت ستار الدين او تحت ستار القومية او تحت ستار حماية الشعب والسلم الاهلي او غير ذلك من المسميات، ونسبها للمعارضة، واستورد عدد كبير من الارهابيين الموزعين بمختلف دول العالم، وزجهم بين صفوف تلك المجموعات، خاصة الدينية منها، ولتضليل العالم اخلا بعض المناطق وسلمها بدون قتال لتلك المجموعات، وبذلك ضمن ابقاء الوضع في تلك المناطق تحت سيطرته ونفوذه، ولتكون كل جرائم الارهابيين ملصقة بالمعارضة . 
بينما عملت معظم كيانات المعارضة السياسية الخارجية والداخلية على تفريق صفوف الثوار والنشطاء من خلال ترسيخ الولاءات الحزبية والشخصية، وحثهم على الخروج من سوريا بداعي المؤتمرات او الدورات التدريبية، للتحدث باسمهم والاختفاء ورائهم لسرقة مكتسبات الثورة، اما من بقي منهم بالداخل السوري واستمر في نشاطه السلمي وتحالف مع المجموعات الشبابية واصبح له كلمة في الشارع، لم يسلم من قمع النظام و المعارضة التقليدية المتحالفة معه، و مورس ضغط كبير على النشطاء الشباب من خلال الاغتيال او الاعتقال او الابعاد القسري . 
2- النظام سعى منذ بداية الثورة الى رسم خطط عسكرية محددة وثابتة لمواجهة الثورة واجهاضها، واستمر في تنفيذ خياره العسكري غير مهتم بالاعلام الخارجي وغير مبالي بالنداءات السياسية الخارجية، ولم يرضخ لكل القرارات الاممية او العربية، وتابع سياسة الارض المحروقة خاصة تجاه المدنيين لثنيهم عن التعاطف مع الثورة وشبابها وكتائبها المسلحة .
بينما انشغلت المعارضة السورية الخارجية بالمؤتمرات الخلبية وتوزيع المناصب والادوار، وارتبطت بمخططات دول الجوار التي تتقاطع مصالحها مع مخططات النظام في اطار لعبة المصالح والامن الاقليمي، ولم تضع اي خطط عملية واقعية لتقوية مواقع النشطاء الثوريين اللذين ينظمون المظاهرات السلمية، ولم تدعمهم باي شكل من اشكال التضامن، ولم تعمل واقعيا على رص صفوف المسلحين وتوحيدهم والاشراف على عملهم . 
3- النظام استفاد من حلفائه كثيرا ماديا ولوجستيا وعسكريا واستطاع الثبات وعدم الانهيار، وسخرهم لدعم حربه مع الشعب السوري وتمرير كل الاعيبه وخبثه والتستر على كل الفظائع التي يرتكبها بحق المدنيين العزل . 
بينما انفصلت المعارضة الخارجية عن الواقع وخضعت للتخدير والتضليل الدولي، فهي صدقت الوعود الدولية من دعاة الصداقة وانتظرت الدعم المعلن الذي لم يصل حتى الان، اما الدعم الخاص الذي وصل فقد ذهب باتجاهات اخرى بعيدا عن القوى الفاعلة وحسب شروط الدول المانحة، ولم تهتم المعارضة بمصدر وجودها وقوتها، ولم تقوي البدائل الداخلية الكفيلة بفرض الحلول الخارجية، ورضخت لكل الضغوط الدولية المبعثرة التوجهات والاهداف، لتدخل في متاهة يصعب الخروج منها .
4- النظام دعم مجموعاته بمختلف انواع الاسلحة والامكانيات المادية للسيطرة على اكبر عدد من المناطق وتجنيد كل اللذين يداقعون عنه في السر والعلن .
بينما بقي المجلس العسكري واركانه اسير الفشل السياسي للمعارضة، ولم يستطع بناء قيادة عسكرية موحدة وفاعلة على الارض، وحصر نشاطه في تلقي الاف الطلبات التي تدعي تشكيل كتائب مسلحة، التي تتضمن الاف الاسماء الوهمية، والمؤسف ان القيادات العسكرية في الخارج والتي تتولى موضوع الدعم تبنت الجداول الوهمية، واهملت الكتائب الحقيقية ولم تدعمها .
5- استطاع النظام ومن خلال حلفائه ابطال كل القرارات الدولية التي من شانها التاثير عليه واجباره على ترك السلطة . 
في حين ان المعارضة الخارجية لم تستطع حتى الان التاثير على الراي العام العالمي، وتمرير اي قرار يخدم الثورة السورية وبدل من الاعتراف بالاخطاء وتجاوز العقبات والمصاعب وانهاء الفساد الداخلي، لجات المعارضة الى اسلوب التبرير واللوم والقاء التهم على الاخرين، والتخفي وراء تناقضات السياسة الدولية وتقلباتها . 
6- النظام يتعامل مع السياسة الدولية حسب ميزان القوى والمصالح المتبادلة، ويتنازل عن كل شيء فوق الارض او تحته في سبيل البقاء في الحكم، ويرتكب المجازر الجماعية بحضور الوفود الاممية، ويتلاعب بالاوراق الاقليمية حسب نهجه الاجرامي مستفيدا من تعطيل مجلس الامن الدولي . 
بينما تشتت المعارضة واختبائها خلف الولاءات الدولية اضعف النهج والهدف والحجة، وغيب السقف الوطني الذي يتوافق مع نهج الثورة واهدافها، واخذت تظهر المواقف متبانية وباهتة بين القوى العاملة في الائتلاف الوطني، ولعل الاسوء من كل هذا وذاك اخفاق المعارضة في بناء مؤسسة حقيقية تمثل كل اطياف الشعب السوري وتعمل بالشكل المؤسساتي المترابط والمتكامل والمؤثر في الداخل والخارج . 
بعد كل هذا الاخفاق وبعد خيبات الامل المتكررة من الوعود الدولية، وانعكاس ذلك سلبا على مجريات الامور في الداخل السوري، يفترض بالمعارضة السورية ان ترسم لنفسها مسار او مسارات مختلفة ومستقلة وخاصة بالشأن الوطني السوري العام، وان تستعين بمن تتوفر لديهم الخبرة الكافية في العمل الدبلوماسي، وان توظف خبراء في العلاقات الدولية يضعون الخطط والبرامج التي تخدم الثورة والشعب السوري قبل اي شيء اخر، وان تسارع الى توثيق العلاقة مع الداخل السوري والاستماع جيدا لما يحدث هناك، والتصرف حسب مقتضيات الواقع السوري الراهن، والابتعاد قدر الامكان عن الاتكالية والتبعية الكاملة لهذا او ذاك .
 
 restam tammo – [email protected] 
 
آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك