رونالد ترامب رئيسا لأمريكا

آراء وقضايا 12 نوفمبر 2016 0
رونالد ترامب رئيسا لأمريكا
+ = -

حاجي سليمان … 

.

انتصر رونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون وفاز برئاسة امريكا متحدياً جميع معارضيه وتجاوز العوائق للسياسات القديمة والحديثة التي اتبعتها سلفه باراك اوباما في امريكا وخارجها مما جعل العالم في حيرة من امره دون معرفة التوجه الى اين بحكم السياسات العوجاء التي تحلى بها الرئيس الامريكي السابق اوباما ، في خلط الأوراق وعدم إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي حدثت او بالأحرى الذي امر بافتعالها خاصة في منطقة الشرق الأوسط بالاتفاق مع من لهم مصالح في خلق الفوضى وإجهاض العمليات الديمقراطية التي تسعى لإيجاد اجواء الثقة والتعاون بين الجميع ، فلكل السياسات والأيديولوجيات والشخصيات التي لا تفكر الا بمصالحها نهايتها مهما طال الزمن ولا بد من القانونيين الدوليين في المطالبة بمحاكمتهم ومنهم الرئيس الامريكي السابق بارك اوباما على افعاله ومؤامراته واضراره لشعوب العالم وخاصة الشرق الاوسطي واخصهم الأقليات في كل من العراق وسوريا بما حل بهم نتيجة تلك السياسات التي اتبعتها الحكومة الامريكية في خلق الفوضى والأجواء المضطربة التي ساعدت في تعميق المشاكل في منطقة الشرق الأوسط ، نعم هزم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ومعها جميع المؤسسات التي رسمت وخططت وفق السياسات القديمة ، فتجاوز فوز رونالد ترامب كل التوقعات والمواقف التي كانت تقول لا لانتخاب ترامب ، فنجاحه غيرت العشرات لا بل المئات من تنبؤات المحللين والخبراء السياسيين وكل العقول النيرة التي كانت تتنبأ بهزيمته امام المرشحة الديمقراطية الناعمة هيلاري كلينتون .

.
وحتى البعض من الجمهوريين خاصة من النخب السياسية في الكونغرس ومجلس الشيوخ تبرؤا من رونالد ترامب نتيجة مواقفه وممارساته المخالفة لقيم الامريكان ، واعتبروا بانه ليس سياسي محنك ولا يستاهل ان يكون رئيس امريكا المستقبل كونه صاحب سوابق غير مرضية من الشعب ،الا انه تحدى الجميع في الأقدام على الاستمرار في سياسته الانتخابية موضحاً بانه على حق ، وخاطب الأمريكيين من عمقهم وفق أمزجتهم وقرأ نفسية الأمريكيين بتمعن وعرف كيف يخاطبهم وما يريدون انجازه من الرئيس الامريكي الجديد ، انه ركب موجة العصر مع اهواء الأمريكيين وعرف كيف يجذبهم الى حيث ما يريد ، علماً انه تعرض لحملات إعلامية شرسة من أنصاره الجمهوريين ناهيك عن الديمقراطيين ومن معهم بغية تشويه سمعته ، فاتهموه بالعنصرية وتارة بانه ضد النساء وتارة اخرى بانه ضد المسلمين وكما اتهموه بانه يريد إغلاق الحدود امام كل المهاجرين وخاصة فقراء دول امريكا الجنوبية من المسكيك وغيره وحتى من امريكا اللاتينية ايضاً ، فالكل هاجموا ترامب لكنه قُبٍل التهجم وواجههم بارادته وخططه المرسومة له وفق برنامجه الانتخابي .

.
انتصر رونالد ترامب على جميع الحالمين رغم التحديات التي واجهت مسيرته الانتخابية مما اجبر الجميع على التعامل معه كرئيس اعظم دولة في العالم ، بالتأكيد سيغير الكثير من سياساته التي اوصلته الى كورسي الرئاسة مكرهاً ، فالسياسات والتصاريح والمواقف الانتخابية تختلف حتماً عن السياسات بعد الفوز ، بسبب الضغوطات والسياسيات الخارجة عن إرادته ، فمعظم دول العالم كانت تتوقع نجاح هيلاري كلينتون الا ان جميع التوقعات والتحليلات ذهبت سدى امام إرادة المنتخبين ، فبعض المحللين الكبار وحتى بعض المسؤلين في دول العالم وصفوا ترامب بالرجل المتهور وعدم أهليته لرئاسة امريكا ومن الذين وقالوا بانه غير مؤهل الرئيس الامريكي السابق اوباما الذي وصفه باشد العبارات السوقية تأييداً لهيلاري كلينتون الا ان النتائج أتت عكس ما كان يتوقع حتى الرئيس الامريكي السابق الذي ليس له سياسة واضحة في الشرق الأوسط لا بل جعل من منطقة الشرق كتلة من النار تأكل بعضها البعض ، فاعتقد ما صرح به الرئيس الامريكي المنتخب قبل انتخابه بخصوص الاسلام والمسلمين معه كامل الحق انه باعتقادي لايشمل كل المسلمين بقدر ما يسعى لابعاد السيئيين منهم ومحاربة الارهابيين والمتشددين ، ولا بد من الاعتراف بان كل المتشددين والانتحاريين والذين يذبحون البشر ويدمرون الحجر هم من المسلمين لذا لابد من الحذر واليقظة منهم ، وهذا ما يفعله كل المسلمين الذين يعارضون الاٍرهاب والممارسات التي تمارسها هذه الشلة التي تريد إساءة كل المسلمين بافعالهم ومواقفهم تجاه البشر ، وان موقفه واضح بمنع المسلمين الجدد من الدخول الى امريكا كونهم كانوا في ظل الاستبداد الداعشي القاهر وعاشروا الاٍرهاببين والمتشددين ، وفي الوقت نفسه يعتبر موقف مشين ومدان بكل القوانين اذا كان معمّماً وضد كل المسلمين ، هذه عنصرية إسائية بغيضة لا فوقه عنصرية ، لايمكن الاستمرار فيه ، وانما اذا خصص القول بمنع الارهابيين منهم فقط في دخول الى امريكا فهذا من حقه الطبيعي لا بل من واجبه ان يمنع كل مسيئ في القدوم الى بلاده ، فلوا اتينا بنفس الموقف وطبقناها على الدول الاسلامية وخاصة الخليجية وقياداتهم نرى بان موقف ترامب افضل من مواقف الكثير من هذه الدول العربية التي تدعي العربية والإسلام والاثنين منهم برآء وخاصة الخليجيين منهم ، حيث لم يسمحوا بإنسان واحد مسلم او غيره في الدخول الى بلادهم بحجج واهية ، لذا ان مهاجمته على مواقفه شيئ من الجنون اذا قارنا موقفه مع موقف الرؤساء العرب والمسلمين ، فترامب من حقه الدفاع عن امريكا وتقويتها والتعامل مع الجميع من اجل امريكا ، الا ان العتب الأكبر هو علينا نحن وعلى رؤساء دولنا الذين يتعاملون مع الجميع وسيتعاملون حتماً مع ترامب رغم عوائهم على حساب شعوبنا ،فلابد ان نعتمد على ذاتنا وعلى خيراتنا وثرواتنا لبناء بنية تحتية قوية نستطيع فيه مواجهة كل من يود الاساءة بِنَا عندها سنكون من الدول الأقوياء في العالم ، ولكن نتيجة الخيانات المتكررة بيننا ومنا على حساب أبريائنا اصبح وضعنا في أسفل الدرجات امام إرادة الأقوياء والمعتمدين على شعوبهم .

.
لذا لابد من التفكير جلياً بما يجب القيام به في مواجهة القادم المجهول من اية جهة كانت ، بداية يجب التفكير من الذات ومن ثم التوسع نحو الاخرين وفهم مغزى التعامل جيداً ، ولا يجب وضع اوساخنا في رقبة الاخرين ، لذا علينا تغير أنفسنا بما يلائم ووضعنا بتفاصيله ، فترامب رجل لايستطيع تغيير سياسة الامريكان بالكامل ، قد يجوز أشد من سلفه بارك اوباما ويغير قليلا من سياسته تجاه شعوبنا الا انه يبقى في دائرة المصالح الامريكية رغم انقسام الامريكين أنفسهم الى قسمين متحاربين سياسياً، منهم من يؤيدون ترامب كرئيس منتخب ومنهم من يعارضونه لا بل يرفضونه وسياساته، وليس عجيباً ما تقوم بها تلك المجموعات المعارضة لانتخابه بأعمال شغب وحرق حاويات القمامة ، اي انهم يعبرون عن ما في ودواخلهم وقد يجوز البعض منهم مدفوعين من الاخرين الذين يريدون الفوضى من وراء الستار لكن في النهاية تبقى مصلحة الأمريكيين هي العليا لديهم ، ويشارك هذا الرأي الكثير من المحللين والسياسيين وحتى بعض الدول أعلنوا عن امتعاضهم بعد فوز الرئيس الجديد ترامب فألمانيا على لسان وزيرة الدفاع أعلنت بأن فوز ترامب صدمة حقيقية وقالت المستشارة الألمانية ميركل بان المانيا وأمريكا توحدها بعض البنود كحرية الانسان والحفاظ على كرامته بعيداً عن لونه ودينه ومذهبه ولا بد من الحفاظ والالتزام بهذه البنود ، وكذلك الحال في فرنسا حيث عبر الرئيس الفرنسي نفسه عن امتعاضه وايضاً بريطانيا العظمى عبرت عن عدم رضاها وغيرهم من المسؤولين في العالم عبروا عن رفضهم لمواقف ترامب لا بل تضاربت الأفكار والسياسات حول انتخاب الرئيس الامريكي الجديد ، ومن جهة ثانية اعتبرت الأحزاب اليمينية المتطرفة فوزا لهم لنهجهم في العالم الديمقراطي حيث أعلن الكثير من رؤساء الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوربا تأييدهم لا بل ابتهاجهم لهذا النجاح الباهر وعبرو عن مواقفهم ضد الغرباء والمهاجرين في اوطانهم كما عبر رئيس حزب البديل في المانيا عن ابتهاجه لنجاح ترامب وكذلك امثاله كثر في هولاندا وفرنسا وبلجيكا والنمسا وغيرهم من الدول الأوربية الذين ابتهجوا لهذا النصر لترامب ، والقانون الامريكي يسمح لاي أمريكي ترشيح نفسه للرئاسة الامريكية بشرط ان يكون عاش في امريكا اكثر من أربعة عشر عاماً وان يتجاوز عمره خمسة وثلاثون سنة ، فالشروط كلها مستوفية لدى السيد رونالد ترامب مما رشح نفسه للرئاسة الامريكية ونال شرف الرئاسة بالانتخابات الديمقراطية الحرة ، وقرار انتخابه يعود الى الشعب الامريكي كونهم يعرفون مدى إمكانية تأثير الشخص على القرار الامريكي ، وليس خافياً عليهم بان آلية اتخاذ القرار يمر عبر قنوات ودهاليز متعددة كثيرة ومن ثم يعرض على الريئيس لاتخاذه باسم الشعب الامريكي ، فللويلات المتحدة الامريكية ثوابت سياسية لايمكن تغيره كما يظن البعض من المحللين الغاضبين من انتصار ترامب ، ولايمكن لأية سياسة أمريكية ان تعلن قبل دراسته مفصلاً من قبل اللجان والخبراء المختصين والمستشارين السياسيين ذات الشأن ، وليس كما يقول البعض بان سياسة الجمهوريين وخاصة الرؤساء منهم هي ساسة عدوانية تجاه العرب ، حيث لايختلف سياستهم عن سياسة الديمقراطيين تجاه الخارج ولا الداخل الامريكي ، فمثلا في عهد لرئيس الديمقراطي الامريكي الأسبق ترومان اتخذ قرار إلقاء القنابل الذرية على هيروشيما وناغازاكي وفي عهده تأسس حلف الناتو وكما تم في عهد الديمقراطيين الحروب الباردة لمصلحة الامريكان ، لذا ليس هناك غير مصلحة الامريكان في مكتب الرئاسة ولا يهم من سيكون الرئيس بقدر ما يهم الحفاظ على المصالح الامريكية ليس فقط في اميركيا وانما في العالم اجمع . فالقلق الزائد الذي شغل معظم المحللين السياسيين وخاصة في منطقة الشرق الأوسط ليس في محله وفق التنبؤات ، لان كل ما قيل اصبح ماضياً ولا بد من التعامل مع الواقع كما هو موجود وليس كما يتمناه المتربصون والانانيون .

.
نعم الكل يطمعون في منطقة شرق الاوسط بسبب موقعها الجغرافى الممتاز لذا نراهم يتقربون منها وفق رؤاهم ومصالح دولهم ، ولا اعتقد بان الرئيس الامريكي الجديد سيبتعد عن هذه الفكرة ، بسبب غنى اراضي الشرق الأوسط بثروات باطنية وزراعية مؤكدة ، حيث الكميات الكبيرة من النفط و الغاز الطبيعى اللذان يعتبران المصدر الرئيسي للطاقة الدولية ، مما يجذب الجميع بطمعهم في السيطرة على منطقتنا ، ويعملون على تعكير الأجواء بين الجميع ليبقى المنطقة في صراع بيني دائم ويحلم بالاستقرار السياسي و الشعبي وهذا بحد ذاته يساعد الدول القوية التدخل فى شؤوننا الداخلية وتهيئة الأجواء على هواهم والتلاعب بِنَا كمايريدون بسبب جهالة شعوب منطقتنا وقاداتنا الذين يبحثون بدورهم لشريك يساعدهم في الحفاظ على كرسيهم ومصالحهم ولو على حساب جماجمنا .

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر