ريف حلب: الأطراف المتحاربة تسعى لزيادة نفوذها عسكرياً

تقارير خاصة 19 مايو 2016 0
ريف حلب: الأطراف المتحاربة تسعى لزيادة نفوذها عسكرياً
+ = -

كوردستريت – سيدا أحمد
.
لعله لا يخفى على أحد أن مفتاح الصراع الدائر في سوريا جله ينحصر في منطقة ريف حلب الشمالي، وذلك بسبب أهمية موقعها الإستراتيجي كونها الخط الرئيسي لدعم المعارضة المسلحة من جهة ولأهميته الإقليمية من جهة أخرى حيث تسعى كل من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري السيطرة عليها، ويسعى النظام السوري التوسع باتجاهها لقطع طرق إمداد المعارضة وتحاول قوات سوريا الديمقراطية التوسع لربط بين عفرين وكوباني، وهذا الأمر الذي ترفضه تركيا ولذلك تدعم الكتائب التركمانية من خلال التمهيد مدفعيا لها للتوسع على حسب تنظيم داعش قبل أن تقوم قوات سوريا الديمقراطية بالتوسع والوصول لنقاط التماس مع داعش أكثر.
.
وتلتقي قوات سوريا الديمقراطية مع تنظيم داعش في ريف حلب الشمالي عند محور قريتي “أم حوش وحربل”، حيث حاولت المعارضة المسلحة والإسلامية مرارا وتكرارا الهجوم على هاتين القريتين والسيطرة عليها ولكن جميع محاولاتهم بآت بالفشل، وحسب بعض المصادر لكوردستريت فإن قوات سوريا الديمقراطية على أهبة الاستعداد لخوض المعركة للسيطرة على هاتين القريتين بعد السيطرة على “الشيخ عيسى” في المستقبل.
.
أما بالنسبة لجبهات تنظيم داعش مع فصائل المعارضة المسلحة في ريف حلب الشمالي وتحديدا القرى المتاخمة للحدود السورية التركية، فإن تنظيم داعش قام يوم الخميس/19أيار بهجوم مباغت على مواقع المعارضة واستطاع بسط سيطرته على بلدات “الشيخ ريح والفيزرية والبل ويحمول وجازر” وذلك بعد انسحاب مقاتلي المعارضة منها بسبب استهداف التنظيم حاجز لهم غربي بلدة “جازر” بعربة مفخخة واستهداف نقاط تمركزهم براجمات الصواريخ وقذائف محلية الصنع مما أجبر مقاتلي المعارضة على الانسحاب من النقاط والبلدات المذكورة.
.
ويأتي تقدم التنظيم رغم تمهيد المدفعية التركية وطائرات التحالف لفصائل المعارضة، حيث خسر التنظيم عدة نقاط وبلدات في الريف الشمالي في الأسبوعيين الماضيين بسبب التمهيد التركي والتحالف ولكن سرعان ما استطاع الخميس/19أيار استعادة السيطرة على جميع النقاط التي خسرها حيث لازالت المعارك مستمرة بين الطرفين ويحاول التنظيم التقدم شرقا باتجاه إعزاز وذلك بعد سيطرته على الطريق الواصل بين “صوران إعزاز وإعزاز المدينة”.
.
أما بالنسبة لمدينة عفرين الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمحاذية لمدينة إعزاز الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، فقد تعرضت صباح الأربعاء/18أيار لقذيفة مصدرها بلدة “أطمة” في ريف إدلب حيث استهدفت القذيفة “تلة جنديرس” وتسببت بجرح ثلاثة مدنيين نقلوا جميعهم إلى مشفى آفرين في مدينة عفرين لتلقي العلاج، وحسب ما صرح مصدر خاص داخل المشفى لشبكة كوردستريت فإن جميع الإصابات كانت خفيفة.
.
وتعرضت مدينة عفرين أيضا للقصف من قبل الكتيبة 13 المتواجدة في مدينة إعزاز لمدة ثلاثة أيام من دون أن تخلف أي خسائر بشرية حيث اقتصرت جميع الخسائر على الماديات.
.
أما مناطق التي تسمى بما يعرف “مناطق الشهباء” والخاضعة لسيطرة جيش الثوار وجبهة الأكراد المنضويين تحت راية قوات سوريا الديمقراطية تشهد بين الحين والآخر سقوط عدة قذائف عليها وخاصة على “عين دقنة” وذلك من قبل الفصائل الإسلامية المتواجدة في الريف الشمالي.
.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية على عدة قرى منذ مطلع شهر شباط المنصرم في ريف حلب وإعزاز وخاصة بعد معارك طاحنة مع الفصائل الإسلامية التي كانت تسيطر عليها مثل “تل رفعت ومنغ ودير جمال وكفر ناصح والشوراغة” وغيرها.
.
وفي مركز محافظة حلب تدور اشتباكات منذ مدة بين قوات النظام السوري وميلشيات موالية له مع كتائب المعارضة على أطراف “الخالدية وبني زيد” مع أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين من دون أن يحقق أي تقدم على الآخر.
.
وتحاول قوات النظام أيضا السيطرة على “مخيم حندرات” من خلال تكثيف غاراته، ويأتي هذا الهجوم بعد سيطرة فصائل المعارضة والإسلامية على المخيم قبل عدة أيام.
.
ومن جهة أخرى أصدر مجلس محافظة حلب الحرة وقوى الدفاع المدني في المدينة بياناً يحذرون فيه من كارثة إنسانية حسب قولهم وذلك لقطع طريق الكاستيلوا من قبل قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، حيث أتهم البيان قوات النظام باستهداف الطريق بغارات مكثفة إلى جانب رصد الطريق من قبل قوات سوريا الديمقراطية بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون والمدفعية، ونوه البيان أن الطريق مغلق منذ يوم الاثنين الماضي، مما يهدد بكارثة إنسانية لأنه الطريق الوحيد الذي يربط الريف الغربي والشمالي مع مناطق مدينة حلب الخارجة عن سيطرة النظام والتي يسكنها حوالي 4000 نسمة.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك