زيارة جون ماكين إلى كوباني .. مغنم أم مغرم ؟

أكد مكتب السيناتور الأمريكي جون ماكين صحة ماورد في صحيفة وول ستريت جورنال أن ماكين زار سورية و عقد عدة لقاءات في مدينة كوباني .

.
زيارة ماكين لاقت ترحيبا” من قبل بعض الأوساط في الشارع الكردي الذين اعتبرهوا كتعويض عن استمرار إقصاء الكرد ( ممثلي الإدارة الذاتية ) و الذي تمثل مؤخرا” بعدم دعوتهم لحضور مؤتمر جنيف4 .

.

و في محاولة لقراءة زيارة ماكين لكوباني ، من المفيد أن نعرج على الزيارة الأولى لماكين إلى سورية في 27 أيار 2013 و ما تلتها من أحداث ،
تلك الزيارة التي هللت لها أوساط المعارضة السورية و اعتبروها نقطة تحول استراتيجية لهم و تحديدا” أنها تزامنت مع الهزائم التي كانوا يتعرضون لها في معركة القصير و التي انطلقت في 19 أيار ، و لكن مالذي جرى بعد زيارة ماكين :

.
1- بعد زيارة ماكين بعدة أيام و تحديدا” في 5 حزيران تم الإعلان عن تمكن الجيش السوري و حزب الله من السيطرة على مدينة القصير بشكل كامل و التي اعتبرت نقطة تحول في الحرب السورية .

.
2- تزامنت زيارة ماكين أيضا” مع الحصار الخانق الذي فرضته الفصائل المسلحة على عفرين فيما بات بعرف بقضية محمود عيسى القيادي في لواء التوحيد ، و آثار ذلك الحصار مازالت ممتدة حتى اللحظة على مدينة حلب و ريفها الشمالي و الشرقي .

.
3- معارك عنيفة في مدينة رأس العين ( سري كانيه ) بين الفصائل الاسلامية ( النصرة و غرباء الشام – أحرار الشام ) ووحدات حماية الشعب إلا أن تمكنت الوحدات من السيطرة على المدينة في تموز 2013 .

.

و بهذا خسرت الفصائل المسلحة خلال شهرين مدينتين حدوديتين هامتين ( القصير على الحدود اللبنانية – رأس العين على الحدود التركية )

.

4 – بدأت داعش ( وقتئذ كان اسمها دولة الاسلام في العراق و الشام ) بالسيطرة رويدا رويدا على ريف حلب الشمالي لتحكم في أيلول 2013 سيطرتها على مدينة اعزاز ، و في تشرين الأول على تل رفعت .

.
5 – مقتل قائد لواء التوحيد عبد القادر الصالح ( حجي مارع ) في تشرين الثاني 2013 و ماتزال قضية مقتل عبد القادر الصالح يكتنفها الغموض .

.
كل هذه المعطيات تدعم ما قيل عن دور ماكين في الحرب السورية بوصفه الداعم الأول لعسكرة الثورة و من ثم دوره في تحويل جل الفصائل إلى نوعين ( فصائل متطرفة – فصائل مرتزقة ) .

.