سقوط كركوك يكشف الفشل السياسي الكردي

كوردستريت_نيوز || مقالات 

بقلم : سلمان إبراهيم الخليل

ما حدث اليوم في كركوك ودخول الجيش العراقي إليها ،بدون اية مقاومة من البيشمركة ، يظهر جليا هشاشة الواقع السياسي في اقليم كردستان ، وطغيان المصالح الحزبية وتفضيلها على الاهداف الاستراتيجية للشعب الكردي ، إن المتابع للأحداث المتسارعة وغير المتوقعة التي حصلت خلال الساعات القليلة الماضية يمكن له أن يستنتج بوضوح إنه حصل اتفاق سري بين قيادات من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحكومة العبادي ، تنسحب بموجبه البيشمركة التابعة لحزب الاتحاد الوطني من كركوك ، ومن ثم يدخلها الجيش العراقي والغاية من هذا الاتفاق ” تحجيم دور وسلطة رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني ، وعزل محافظة كركوك الغنية بالنفط عن اربيل التي تخضع نفوذ وسيطرة الرئيس البرزاني ، ومن ثم اجهاض كل مفاعيل الاستفتاء على استقلال اقليم كردستان العراق، ما حصل في كركوك يدل إن القوى السياسية الكردستانية لم تعمل كفاية لتوفير الشروط اللازمة لتحقيق الحلم الكردي باقامة كيانه المستقل لم تنجح هذه القوى في إقامة أنموذج الحكم الديمقراطي اللازم للانتقال إلى استحقاق الاستقلال، لم تكن أجهزة السلطة في الإقليم مُوحّدة خصوصا قوات البيشمركة لم تكن موحدة ضمن هيكيلية كجيش نظامي يتبع لقيادة موحدة بل كان حزب الاتحاد الوطني الكردستاني له بيشمركته وحزب الديمقراطي الكردستاني له بيشمركته وتأتمر هذه البيشمركة باوامر قياداتها الحزبية ، وكذلك العمل السياسي لم يكن موحداً، فالصراع على السلطة والنفوذ والمال ظلّ قائماً بين الأحزاب الحاكمة في الإقليم، بل حافظ على وتيرة متصاعدة، الأمر الذي قاد إلى النكسة التي قد تكون لها تداعياتها السلبية على مجمل القضية الكردية في عموم اجزاء كردستان