سلسلة لماذات أو لماذيّاتٍ

آراء وقضايا 05 أبريل 2019 0
سلسلة لماذات أو لماذيّاتٍ
+ = -

كوردستريت|| مقالات

.

لِماذيّات (1)

سلسلة لماذات أو لماذيّاتٍ رأينا من المفيد أن نتسلّل تحت عنوانها إلى واقعنا الكورديّ الذي يعيش في عمومه سيلاً من الشوائب و التناقضات و الإرث الدخيل عليه بقصدٍ أو دونه ، و الذي يجرفه شيئاً فشيئاً بعيداً عن أصالته و نقاءه و عن بلوغ أهدافه كشعبٍ هو أحق الشعوب بنيلها .

 

.

سيلٌ يجرفه نحو التشوّهات و العبثيّة و سواها من التي لن تجلب له إلا الويل و الوبال .

لن نطيل في سرد الغاية ، بل اللماذيّات كفيلةٌ بإنقشاعها و فكّ طلاسمها .

لنبدأ إذاً في طرح اللماذية الأولى:

لماذا ….لا تقبلني أيها الأخ و الأب  و الابن و الجار و الصديق و الزميل و المعلم و القائد و الزعيم و غيره كما أنا ؟

لماذا لا تقبلني إلا نسخةً كربونيةً عنك ؟

لماذا لا تقبلني إلا خالصاً لخدمتك ؟

لماذا لا تقبلني إلا أسيراً لطاعتك ؟

لماذا تجهضون فينا الإبداع و الفكر و النور و الفائدة و الرأي قبل أن يلد ؟

تلك لماذيّتنا الأولى التي ربّما تبدو لكم سهماً في الأفق بلا عنوان ، أو رمياً كيدياً دون حجةٍ أو برهان .

حسناً إذاً …فليس أمامنا إلا أن نطلق صفير الطوارىء و نطلب النجدة لتجربتنا و بإمكانكم حينها استيعاب اللماذية و تقييم استحقاقنا للنجدة من عدمها .

كفردٍ و كمجموعةٍ عشنا التجربة ، من خلال تأسيس مركزٍ أو جسمٍ نمارس من خلاله اختصاصنا الذي حُرمنا منه لأسباب تعلمونها ، في مجالٍ نحن أحوج الشعوب إليه . و أقلّها خبرةً و معرفةً فيه و أكثرها عرضةً للظلم من غيابه ، ألا و هو مجال الحقوق و القانون .

عفرينيون اجتمعت كل الظروف لتفرض عليهم سبيلاً واحداً لا ثاني له ، و هو أين أنت أيها اللاجىء القزم مما أصاب حالك و أهلك .

فخضنا المسؤولية و التجربة ، وبإمكانياتٍ ميتةٍ لا مجال لنفخ الروح فيها إلا بالإرادة بدأنا و تفوقنا على أنفسنا مدركين قزمية دورنا مقارنةّ بالمسؤوليات و حجمها .

حينها برز و طفى على السطح بعض نتاجنا المتواضع ،فماذا كانت ردود الأفعال و النتائج و بماذا قوبلنا يا ترى ؟

للأمانة نقولها …هرول الكثيرون إلينا بذات القدر الذي هرولنا فيه نحن أيضا نحو الكثيرين .

هرولوا بإتجاه نتاجنا و هرولنا باتجاه امكانياتهم في تفعيل النتاج و الاستفادة منه أقصاه .

و لكن يبدو أن كلانا أساء فهم الآخر .

البعض هرول ليسلبك نتاجك و ينسبه اليه خالصاً ، فقبلنا عرضه المجحف أشد الاجحاف رضوخاً لغاياتٍ أسمى .

و البعض الآخر هرول لتسخيرك و نتاجك حاضره و مقبله ،خالصاً لخدمته و مصالحه و اجنداته الفردية و الحزبية .

هؤلاء أيضاً هرولنا بإتجاههم و رضخنا لقدراتهم و امكانياتهم و الدعم الذي يحظون به .

فئةٌ أخرى هرولت لتزرع الخلاف و الشرخ و الشقّ في جسدك و تبعثر مركزك أشلاءا ، فلا كيان إلا كيانه الممثل للشعب و القضية و لو كنت تمطر على الأخيرين ذهبا .

لم يكتفوا بذلك …بل ما أن مارست أبسط تعاونٍ أو نشاطٍ مع أحدهم حتى بتّت في عين الغير فيهم و منهم ، و سرعان ما سعى من تمارس معه النشاط بدوره الى اتخاذ اجراءات نقل ملكيتك الى اسمه و بتّت ماركة مسجلة له و استحوذ على كامل حقوقك الحصرية ، و بات يأمرك و يتأمر عليك و يملي عليك تعليماته و محاذيره . و إياك و العمل أو التفكير في العمل مع جهةٍ اخرى ، فحقوق احتكارك و اسرك باتت محفوظة لهم .

ليس هذا فحسب بل لا بد من قلمك أن يتحوّل سلاحاً فتّاكاً تجاه المختلف عنه في اللون والآيديولوجية و المصالح .

أمّا المصيبة الأعظم يا سادة

لا اعتبار بالمطلق لمواهبك و ثقافتك لدى جماعةٍ أو حزبٍ و أنصاره بقدر ما كل الأهمية و الاعتبار للانتماء و التبعية ، فعلمك و أجلّ الفوائد التي يمكن أن تحققها ، لا معنى له ما دمت لم تعلن فروض الطاعة و الولاء لهم .

وفي المقابل .. لأجهلم في اختصاصك كامل الدعم و الرعايةبأشكالها و لو أودى بالقضية في خبر كان .

بالمختصر …نحن ندفع ثمن لا انتماءنا إلا للشعب و القضية .

عماد الدين شيخ حسن

مركز ليكولين للدراسات و الأبحاث القانونية . المانيا .

٥/٤/٢٠١٩

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر