سوريا صراع البقاء فيها

آراء وقضايا 05 أكتوبر 2013 0
+ = -

 

اطلقت ثيران الأسد الهائجة في ساحة ماراثون هذا العام تلتهم كل ما يظهر في طريقها من البشر والحجر وحتى الأبنية حتى لم يتبقى ما يأكل في سوريا , ثيران تقودها روسيا أمام المجتمع الدولي تحاول بشتى الوسائل أن تعكس الوجه القبيح المشمئز لها على أنها ملائكة رحمة نزلت من السماء كي تحارب جموع الإرهابيين والجهاديين العازمين على العبث بأمن واستقرار البلاد, هذا ما تحاول روسيا اثباته قبل بدء مفاوضات جنيف 2 بشكل مباشر

الذي يعتقد بأنه سينهي أزمة البلاد وتسن قوانين جديدة يحفظ به دماء السوريين ويضمن خروج سلسا وآمنا للأسد إلا أن الأولى – حفظ دماء السوريين – تثار حولها آلاف الشكوك حول نية الروس وخوفهم على السوريين فجل ما يهمها في المقام الأول هو مصالحها وآخر قلاعها في الشرق الأوسط , خاصة بعد خسارتها في ليبيا واليمن وبقية البلدان التي شهدت تغييرات وسطوة الولايات المتحدة الأمريكية على الحياة السياسية فيها , وحليفها الأسد الذي يحرس تلك القلعة لهم

روسيا بقيادة بوتين تحاول اليوم جاهدة اعادة صنع أمجاد الماضي كقوة عظمى لا يستهان بها بعد أن لملمت اجزاء نفسها من جراء تفكك الاتحاد السوفياتي في التسعينيات ولم تكن هذه القوة قد وصلت إلى ذروة عظمتها لو كانت سياسة الولايات المتحدة الامريكية أكثر شدة خاصة تجاه الملف السوري فهي اليوم بقيادة السيد أوباما والذي عرف عنه عدم الثبوت في قراراته خاصة تجاه الملف السوري والذي أعلن فيه لأكثر من مرة حول توجيه ضربة عسكرية ما أن تجاوز الأسد خطوطه الحمراء والبيضاء والخضراء والحمراء والتي تجاوزت جميعها , إلا انه سرعان ما تراجع عن موقفه وحاول ترقيع اخطائه عبر تصريحات تركزت معظمها حول الأسلحة الكيمائية السورية ووجوب تسليمها للأمم المتحدة كحجة يحفظ به ماء وجهه أمام المجتمع الدولي , ذلك التخبط وعدم القدرة على أتخاذ قرار جدي جعلت الروس يمضون قدما في سياستهم المتشددة حول سوريا كي تكون بذلك أهم أطراف الحل فيها وليست أهم اطراف المشكلة كما يعول الكثيرون وبذلك أضافت الشرعية لجرائم الأسد التي يرتكبها بحق السوريين وجعلت من جنيف 2 أهم نقطة لانفراج الأزمة في سوريا والتي تتركز في أهم بنودها جلوس المعارضة على طاولة واحدة مع نظام الأسد , الأمر الذي ترفضه المعارضة جملة وتفصيلا وهو ما احط الائتلاف السوري المعارض في موقف لا يحسد عليه فيجب عليه إرضاء طرف على حساب طرف آخر فإما عليه اختيار الشعب السوري والذي هو مصدر شرعيته أو إرضاء الغرب لكسب تأييدهم إلا أن بعد انسحاب العديد من كتائب الجيش الحر من مظلة الائتلاف وعدم اعترافهم بأي قرار صادر من مكاتبها جعلت من شرعيتها على المحك في سوريا , ففي

عرف السياسة والشرعية الدولية أي قوة سياسية لا تستند في قراراتها على قوة عسكرية تدعمها فهي حتما فاشلة ولا شرعية لها

الا أن جميع الطروحات تبقى قائمة إلى حين انعقاد جنيف 2 التي وكما يبدو ستكون الخاتمة لخلافات الغرب أولا حولا مصالحهم في سوريا ثم ملف الأسلحة الكيميائية السورية والذي تم البدء به فعلا واخيرا مسألة تقسيم سوريا الى أقاليم والذي كثر الحديث عنه مؤخرا اما ما بعد الأخير فهي مسألة دماء السوريين الطاهرة التي لا زالت تراق الى الآن دون أي حراك من المجتمع الدولي [email protected]

فيس بوك https://www.facebook.com/suliman.hasan.16

سليمان حسن

بلجيكا

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك