سورية من دون سوريين وكردستان “روجافا “من دون كرد

آراء وقضايا 01 نوفمبر 2015 0
سورية من دون سوريين وكردستان “روجافا “من دون كرد
+ = -

 سلمان ابراهيم الخليل

.

التحركات الأخيرة للجهود الدبلوماسية الدولية والمتمثلة بمباحثات فيينا حول سورية والتي انتهت قبل يومين لم تفض إلى أية نتائج ملموسة ،أو إلى أي توافق بين الدول الكبرى حول كيفية انجاز الحل السياسي للصراع الدائر في سوريا منذ خمس سنوات،هذا يعني اطالة أمد الصراع المسلح في سوريا والذي يشارك فيه أطراف عديدة سورية واقليمية ودولية ،أي بمعنى أدق استمرار المعاناة الانسانية الكبيرة للشعب السوري ،التي تتخلص في المزيد المزيد من القتل والتشريد والتهجير لهذا الشعب الذي لا حول له ولا قوة، تاليا افراغ سوريا من أبنائها،وهذا ما نشهده في الكثير من المناطق السورية التي تجري فيها المعارك ،حيث أفرغت هذه المناطق من سكانها تماما،وبذلك تتحقق مقولة بشار الاسد بان سورية لمن يدافع عنها وليس لابنائها،والامر ذاته ينطبق على كردستان روجافا أو المناطق ذات الأغلبية الكردية ،وعلى الرغم من وجود ادارة ذاتية لهذه المناطق استطاعت أن تحقق أمانا نسبيافي كردستان روجافا،لكن ما يشوب هذه الادارة اصدارها للكثير من القرارات المجحفة بحق شرائح وفئات رئيسية من أبناء المجتمع مثل قرار قانون التجنيد الاجباري الذي تسبب في هجرة الآلاف من الشباب من أبناء هذه المناطق باتجاه اوربا،أي إنها هجرة بلا رجعة،وكلنا يعلم بأن فئة الشباب هم الطاقة الهامة والقوة الأساسية التي تعتمد عليها في بناء المجتمعات ،اضافة للخلافات بين القوى السياسية الكردية الرئيسية وعدم قدرة هذه القوى على الارتقاء إلى مستوى القضية الكردية ،في هذه الظرف التاريخي الاستثنائي ،وسعي هذه القوى نحو مصالحها الحزبية ومصالح قياداتها ،زد على ذلك الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب جدا والذي أرهق كاهل المواطن الكردي ،كل هذه الأسباب ساهمت بشكل كبير وقوي في دفع ابناء الشعب الكردي في كردستان روجافا إلى الهجرة بشكل جنوني ،إن هذه الهجرة ستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل القضية الكردية و ناقوس خطر كبير جدا يدق على أبواب القوى السياسية الكردية ،فهل تتحمل هذه الحركة مسؤولياتها،أم سنرى في الأمد القريب كردستان روجاف دون كرد وخالية من أبنائها ،كما سورية ستكون خالية من السوريين

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر