سيدار رمو يكتب : العمال الكردستاني ليس بالإرهابي كما يعتقده العالم، بل إنه يدافع عن حق شعب مضطهد.

العلم والتكنولوجيا 27 نوفمبر 2018 0
سيدار رمو يكتب : العمال الكردستاني ليس بالإرهابي كما يعتقده العالم، بل إنه يدافع عن حق شعب مضطهد.
+ = -

كوردستريت || مقالات 

بعد مساعٍ حثيثة تمكنت تركيا (أكثر الدول التي تجد الكرد أعداءً لها) من وضع حزب العمال الكردستاني على قائمة الأحزاب الإرهابية، وبات من المحظور اليوم الحديث عن حزب العمال الكردستاني والحركة التحررية الكردية، فمن المعروف أنه حزب إرهابي، إلا أن محكمة الاتحاد الأوروبي  في الأسبوع الفائت اعتبرت أن وضع حزب العمال الكردستاني في لائحة المنظمات المحظورة عالمياً قرارٌ خاطئ، وعليه ألغت المحكمة القرارات السابقة للدول الأعضاء ووجدت المحكمة إن مجلس الدول الأعضاء لم يقدم أسباباً كافية أثناء وضع الحزب في لوائحها أعوام 2014-2017 وإن الاتهامات والقرارات بحق الحزب كانت ناقصة أي أنها لم تكن قانونية.

.

هذا كان موقف محكمة الاتحاد الأوروبي، فما هي هذه المحكمة؟!

هي أحد مؤسسات الاتحاد الأوروبي السبع؛ تتألف من ثلاث محاكم : «محكمة العدل» و«المحكمة» و«محكمة الخدمة العامة». تتكفل المحكمة بتطبيق قانون الاتحاد الأوروبي وتفسير موحد له لكل دول الاتحاد، ولتحقيق هذه الغاية، فإنها تقوم بمراقبة مشروعية أعمال المؤسسات وفق قواعد الاتحاد الأوروبي ومدى امتثال الدول الأعضاء لالتزاماتها بموجب المعاهدات، وتفسر المحكمة أيضاً قانون الاتحاد الأوروبي بناء على طلب من المحاكم الوطنية.

ورغم هذه القرارات والإثباتات الجديدة فأن الحظر على الحزب لا يزال ولن يغير في التعامل غير العادل بحقه شيئاً لأن هنالك لوائح حظر جديدة تم إصدارها خلال العام الحالي 2018 إرضاءً لتركيا بسبب تقاطع مصالح دول الاتحاد الأوربي مع سلطات الإرهاب والقمع التركية.

.

ويقال أن العمال الكردستاني يشكل خطراً على تركيا ويهدد أمنها القومي، ولكن ما لا يتم رؤيته وقوله أن تركيا تهضم حقوق شعبٍ بأكمله على نحو 40 عاماً، أكثر من 40 مليون نسمة كردية تُنكر ثقافتهم ولغتهم الأم في تركيا، علاوة على ذلك تقتل السلطات التركية الأجنة في رحم الأمهات الكرديات، تهدم المدن الكردية، تضرب النساء، تعتقل الرجال، ولم يعد الكردي كردياً بسبب ممارسات الدولة التركية، والدول الأخرى المحتلة لكردستان بفعل اتفاقية سايكس بيكو الدولية قبل مئة عام من الآن.

فالحقيقة الواضحة هي أن تركيا والقومية التركية هي التي تشكل خطراً على الكرد.

.

يقال أن العمال الكردستاني إرهابي، ولا يأتي في ذاكرة أحد أن قائد العمال الكردستاني الذي هو قائدٌ ومفكرٌ وطليعةُ الشعوب والأمم الشرق الأوسطية والعالمية الحرة طَرَحَ في عام 2015 مبادرة سلام لحل القضية الكردية، وتركيا هي التي رفضت!!

سآتي معكم وأقول أن العمال الكردستاني حزب إرهابي عالمي، لكن لماذا لم نجد له أي أعمال تخريبية حول العالم؟، مثلما تفعله داعش اليوم من تفجيرات وأعمال قتل جماعية و استهدافات فردية وأخرى جماعية؟!

لو لم يدافع العمال الكردستاني عن حقوق شعب مظلوم لوجدناه داعشاً آخر، وليس مخلصاً ومنقذاً من الإرهاب، وما وجدنا مقاتليه كرسل السلام في نكبة شنكال ومحنتها يمدون يدون العون لهؤلاء الشنكاليين الذين لا يملكون حولاً ولا قوة، بعدما تخلت عنهم السلطات الحاكمة التي فرَّت من المكان وقتها، لا بل ساعد العمال الكردستاني الأهالي ونَقَلهُم إلى برِّ الأمان، وساهم في تحرير مناطقهم من إرهاب داعش.

العمال الكردستاني ليس بالإرهابي كما يعتقده العالم، بل إنه يدافع عن حق شعب مضطهد.

سيدار رمو

.

مقالة  تعبر عن رأي كاتبها فقط

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر