شبكة كوردستريت ترصد : كيف قرأت النخبة السياسية استقالة ” الحريري ” وهل بدأت السعودية بدق طبول الحرب على حزب الله

ملفات ساخنة 06 نوفمبر 2017 0
شبكة كوردستريت ترصد : كيف قرأت النخبة السياسية استقالة ” الحريري ” وهل بدأت السعودية بدق طبول الحرب على حزب الله
+ = -

كوردستريت – نازدار محمد 

.

شهدت منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة توتراً سياسياً ملحوظاً ، ويعود السبب إلى الانخراط الإيراني في النسيج السياسي والعسكري وتنامي دورها في المنطقة ولاسيما العراق وسوريا ولبنان  وكانت اخرها وصول عاصفة الحرب على الفساد بعد اعلان العاهل السعودية بان كل من تورط في الفساد سيحال الى المحاكم لينال جزائه العادل .. 

في حين سيطرة  إيران  على مفاصل الحياة السياسية في لبنان من خلال حزب الله اللبناني ،وامتدت جذور تدخلها إلى العراق من خلال الحشد الشعبي ،

ولايخفى على أحد أنّ الرئيس البارزاني أعلن رفضه لتمديد ولايته الرئاسية في رسالته التي طُرحت في برلمان كردستان منذ فترةٍ وجيزة ، ليأتي من بعده الحريري ويعلن استقالته في 4 نوفمبر 2017 ،كل ذلك جاء بالتزامن مع التدخل الإيراني في المنطقة وسط الصمت العارم على الأوساط الدولية ،

 

وقد رصدت شبكة كوردستريت الإخبارية آراء نخبة من السياسيين والنشطاء في هذا الصدد ،،حيث قال الدكتور محمد خالد الشاكر ، أستاذ القانون الدولي، والقيادي بتيار الغد السوري”أنّ استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تأتي تعبيراً فعلياً لسقوط التسوية الرئاسية التي أرادتها إيران كطريق للإطباق على لبنان، واختطاف هويته العربية، وتحويله إلى طوائف متصارعة تأتمر بقرارات الولي الفقيه، الذي أسس جمهورية الضاحية الجنوبية ( كما يحلو لأنصار حزب الله تسميتها)، لتكون دولة كارهة لأبنائها اللبنانيين دون غيرهم، والذي تجلى بمراحل من القبح الإيراني،

 

وتابع ” بدأت مع البيان التأسيسي لحزب الله 1986، الذي أعلن منذ بدء تأسيس حزب الله 1986 ، بأنّ كل جندي فيه هو جندي في ولاية الفقيه في إيران، قبل أن يصادر الدولة، و يتمدد محتلاً الخارطة السياسية والعسكرية ، ولم تكتف إيران بهكذا احتلال، بل تعدته إلى مشاريع لشراء الجغرافية اللبنانية، لتتمدد صور زعماء وقادة إيران وحزب الله إلى المناطق الأقرب للوسط التجاري، والتي تم شرائها بشكل ممنهج بأموال الحرس الثوري الإيراني.

 

 

واصفاً استقالة الحريري بأنها أبعد بكثير من حالة التجاذبات الداخلية التي يعيشها لبنان ، وأبعد من التفاهمات التي تم الاتفاق عليها بين الحريري وحزب الله في نوفمبر 2016، الذي أنهى الفراغ الرئاسي في لبنان، لتأتي في إطار مشروع أكبر يتعلق بالدور الإيراني المقيت في كامل المنطقة، على شكل احتلالات كرست الصراعات الطائفية في العراق، وسورية واليمن،

 

مضيفاً ” الأمر الذي يضع أية شراكة- مهما صغُرت- مع هذا الدور في خانة الغطاء للمشروع الإيراني في المنطقة ، وهو الحال الذي لا ترتضيه لا المملكة ولا الحريري الذي دفع والده دمه، في سبيل التصدي لمشروع ملالي إيران، الذي يحمل حقداً تاريخياً على كل ماهو عربي، سنياً كان أم شيعياً.

 

وعن الطريقة التي قدم فيها الحريري استقالته قال الشاكر “..

طريقة الاستقالة ومكانها جاءت في أبعادها المباشرة، في إطار فهم عميق لإيديولوجية الاغتيالات التي انتهجتها إيران في المنطقة، فأي موقف أو تلميح بالاستقالة من لبنان، ستكون تداعياته تفجيراً جديداً للوضع اللبناني، وقد يجر أكثر من اغتيال لشخص رئيس الحكومة، كما حصل قبل هذا التاريخ عندما اُغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في سيرورة تاريخية لعقيدة طائفية تقوم على خلط الأوراق وصناعة الفوضى واستمرار حالة الصراع في لبنان وكامل المنطقة.

 

مشيراً أنّ الاستقالة تأتي في توقيت مهم، فإيران مازالت تعرقل أية تسوية سياسية سواء في سورية أو اليمن، مدركة في ذلك أن الإبقاء على حالة الحرب، والدمار ، والفوضى، هي المدخل الوحيد لبقائها في المنطقة.

 

 

هكذا جاءت استقالة الحريري كرد على السياسيات الإيرانية التي ظلت تعتاش على الحروب والصراعات الداخلية في محيطها. ولبنان البلد الأكثر معاناة من آلة الفوضى الإيرانية، فمن لبنان انطلق العمل الإيراني الممنهج إلى كامل المنطقة،

غير مستبعدٍ بأن تبادر لبنان واللبنانيون، إلى مناهضة هذا المشروع، ومن لبنان انطلقت حكومات الملالي المتعاقبة، في مشروع صناعة الكراهية داخل مكونات الوطن الواحد، قبل أنْ تصبح عقيدة سياسية لتصدير الفوضى ( الثورة) في كامل المنطقة العربية، وحجة مغلفة بإيديولوجيا طائفية، لم تشهدها المنطقة قبل “الثورة الإسلامية” في إيران سنة 1979، إذ شكل البعد التاريخي في التعايش بين السنة والشيعة منعكساً لبلورة مفهوم الدولة المعاصرة، التي ولدت على أنقاض دولتين ثيوقراطيتين هما العثمانية – السنية، والصفوية – الشيعية، إلا أنّ وصول الخميني أعاد لإيران فكرة تسييس المذهب، بعد أنْ نجحت المنطقة العربية في تجاوز ظاهرة الاختلاف الديني أو المذهبي، ليصبح مادة خلافية داخل المكونات المجتمعية في الدول العربية، إذ أفرزت ” الثورة الإيرانية” أذرع سياسية وعسكرية لها داخل الدول العربية، إذ لم يكن مشروعاً شيعياً في مواجهة السنة وحسب، بقدر ما كان مشروعاً لزرع الخلاف داخل البيت الشيعي ذاته،

 

ونوّه إلى أنّ لبنان كانت أنموذجاً لتداعيات تسييس المذهب، إذ برز الشقاق والاقتتال بين المكونات الشيعية، تزامناً مع وصول الخميني السلطة 1979، عندما لم تنجح إيران في جر التوجهات الوطنية لحركة “أمل الشيعية”، إلى حضيرة النظرية السياسية للولي الفقيه، ما دفع لتأسيس نواة إيرانية إيديولوجية لها في لبنان، تمثل في “حزب الله”، الذي دخل منذ بدايات تأسيسه في أتون الاقتتال الدموي مع الشيعة اللبنانيين في حركة أمل، في المعارك الشهيرة في “إقليم التفاح” 1987، التي ذهب ضحيتها الآلاف من أبناء الطائفة الواحدة، والمدينة الواحدة والقرية الواحدة، والبيت الواحد.

 

ويرى “الشاكر” أنّ استقالة الرئيس سعد الحريري، ستشكل مفصلاً تاريخياً ، ومقدمة لإخراج المنطقة من فخ الصراعات الكلاسيكية القائمة على تثوير العوامل الإيديولوجية، في عالم أصبح فيه النظام الدولي محكوماً بنوع جديد التنافس القائم على العوامل الاقتصادية والتنموية. ورسالة أيضأً للشعب الإيراني، الذي استنزفت مقدراته في مناطق تمدد حكومة الملالي، وهو مانعكس على الداخل الإيراني على شكل آفات مجتمعية خطيرة من الفقر والبطالة وانتشار المخدرات بين صفوف الشباب،

.

ولم يذهب “حميد إبراهيم” رئيس مكتب العلاقات في منظمة صوت المعتقلين بأوربا بعيداً في رؤيته لاستقالة الحريري فقد أفاد “..

.

استقالة الحريري في لبنان  بحسب قوله جاءت نتيجة العوامل والتشرذم الحاصل بين القوى السياسية في لبنان المحتلة من  الإيرانيين  ودعمهم  لحزب الله الذي يتحكم في كل مفاصل الحياة السياسية فى لبنان، والأمور الإقليمية   تتجه نحو تصعيد  ميليشيات الحشد الشعبي والتي هي مليشيات إيرانية تهدد أمن واستقرار كردستان وتريد التوسع والقضاء على كردستان ،

 

مضيفاً ” الحوثيون في اليمن المدعومون من الإيرانيين أصبحوا يشكلون خطراً كبيراً على السعودية حيث سيتم إطلاق صواريخ إيرانية الصنع من قبل الحوثيين  على السعودية..

 

مشيراً إلى الازدواجية في المواقف الإقليمية وخاصة السعودية التي تحارب الحوثيين في اليمن المدعومة من الإيرانيين ووقوفهم  لمحاربة المد الشيعي في المنطقة  بينما يغضون النظر عن تصرفات الحكومة الاتحادية بزعامة العبادي  في محاربة كردستان 

 

مؤكداً أنّ الأيام المقبلة ستشهد خطوات تصعيدية من المجتمع الدولي  وعلى رأسها  الولايات المتحدة،  لأنّ إيران أصبحت مصدر خوف لجميع شعوب المنطقة.

.

كما وصف ياسين نجّار تلك الاستقالة وصفاً يناسب الوضع الراهن للمنطقة العربية قائلاً “..

المنطقة على صفيح ساخن….فاستقالة الحريري كانت مفاجأة…وهذا سيشكل ضغطاً على إيران وأدواتها في المنطقة وخاصة حزب الله ، فقد تزايدت الضغوط على إيران في الآونة الأخيرة .

.

فيما ذهب “نافع بيرو ” عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا إلى أبعد من ذلك حيث بيّن أنّ الأسباب التي ذكرها الحريري في بيان استقالته واضحة فلم يعد باستطاعة تياره مجاراة أو مقاومة سيطرة إيران من خلال حزب الله على مفاصل الدولة اللبنانية والاستيلاء على قراره..

 

وتابع ” ليس هذا فحسب بل أنّ تنامي الدور الإيراني في العراق وسوريا واليمن ولبنان أصبح من الصعوبة بمكان على تيار المستقبل لوحده على الوقوف بالضد من مشاريعه التوسعية في ظل تقاعس الدول المناهضة لإيران القيام بدور جدي،

 

مرجحاً أنّ استقالة الحريري ربما تأتي  بعد أن جعل حزب الله  لبنان جزء من الصراع في سوريا على وجه الخصوص وكردة فعل لاظهار نتائج هذا التدخل السافر ودوره السلبي من مختلف قضايا المنطقة.ولعل الجملة التي وردت في بيان استقالة الحريري ( ايدي ايران في المنطقة  ستُقطع )

 

وأوضح “بيرو” أنّ ً إعلان الاستقالة خارج لبنان ( السعودية) توحي ب بداية مرحلة جديدة عنوانها “وقوف المجتمع الدولي بحزم أمام مشاريع إيران التوسعية” والتي تتعارض مع مصالح امريكا والغرب ودول الخليج عموما.

.

وتابع “شلال كدو” في الإطار ذاته ” أعتقد أنّ استقالة الشيخ سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية   جاء في سياق تنامي رفض التدخل الإيراني المزمن في الشأن اللبناني حيث أدى هذا التدخل القديم الجديد إلى تشكيل دولة ضمن الدويلة اللبنانية التي هي دولة حزب الله والتي هي صاحبة كلمة الأمر والفصل والنهي في سائر الشؤون اللبنانية” العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية” وما المؤسسات اللبنانية الأخرى كالرئاسة والحكومة والبرلمان إلا واجهة لدولة حزب الله التي تتحكم بكل شيء في لبنان

 

كما جاءت هذه الاستقالة في إطار حشد الدعم الإقليمي والدولي ولا سيما بعد خطة ترامب الأخيرة ضد إيران

مؤكداً أنّ هذه الاستقالة جاءت في إطار الحشد ضد الوجود الإيراني وتدخله في شؤون عدد كبير من دول المنطقة وعلى رأسهم لبنان وكذلك العراق وإقليم كردستان واليمن وسوريا..

 

ومن هذا المنطلق يرى “كدو “بأنّ المرحلة سوف تكون حبلى بالمفاجآت التي من شأنها أن يكون عنوانها الرئيسي هو “التصدي لتدخل حزب الله وكذلك لخلايا إيران الأخرى” المتواجدة في هذه الدول الآنفة الذكر

ويبدو أنّ عنوان المرحلة المقبلة في هذه الدول وفي المنطقة عموماً سيكون التصدي للنفوذ الإيراني والحد من التدخل الإيراني في شؤون هذه الدول

.

كما وأردف “نصر الدين إبراهيم”  بالقول “استقالة رئيس الوزراء اللبناني ” سعد الحريري ” وكما هو معلن جاءت على خلفية تهديدات أمنية لحياته , ونتيجة تمدد النفوذ الإيراني من خلال حزب الله اللبناني , واستيلائه على مرافق الحياة اللبنانية بقوة السلاح .

وفي واقع الأمر فإنّ ما حدث يعكس مدى الفوضى التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط نتيجة الصراعات الطائفية ” السنية والشيعية ” , ومن خلفها يمكن الصراع الدولي الأكبر على المصالح في المنطقة .
وحالة عدم الاستقرار في العديد من الدول ” سوريا والعراق واليمن وليبيا …” أيضاً يعكس ما ذهبنا إليه .

ويرى “إبراهيم” أنّ النفوذ الإيراني في تقدم مستمر في إتمام مشروعه المعروف “بالهلال الشيعي .”

 

ورجّح إبراهيم أن هذا التقدم سيصطدم برفض المجتمع الدولي , والذي سيتحرك في اتجاه كبح جماح الإيرانيين , ولكن مع الإبقاء على حالة الصراع التاريخي , والذي تستفيد منه القوى العالمية على مرّ التاريخ .

.

فيما ذهب “بشار أمين”  عضو المكتب السياسي للديمقراطي الكردستاني في سوريا في رؤيته إلى مدى بعيد فقد أفاد “أنّ جذور الخلاف بين كتلتي 8 و 14 آذار تعود إلى ما قبل اغتيال رفيق الحريري عام 2005 وما حصل بين الطرفين من توافق إثر حصول الفراغ الدستوري بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق لم يكن سوى تحصيل حاصل ولم يكن بمثابة الحل المرضي للطرفين .

 

وأضاف “وتبين للرئيس الحريري فيما بعد أنه ليس سوى الرئيس الشكلي خاصة بعد زيارة وزيرين من حكومته إلى سوريا دون علمه وكذلك إعادة التبادل الدبلوماسي مع سوريا بإيفاد سفير وتراكمات أخرى داخلية وهيمنة حزب الله اللبناني على مقاليد دولة لبنان والتجاوز السافر على صلاحياته وبدعم واضح من ايران .

 

وأوضح أنّ محاولة اغتياله كانت سبباً مباشراً لاستقالته تلك حسب بيان استقالته

كل ذلك وبالتزامن مع التصعيد الأمريكي مع إيران ،ما ينذر باحتمالات أن تكون المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع ودون استبعاد حتى مواجهات تنذر بالخطر على المنطقة وخصوصاً لبنان.

.

وبدوره قال  الدكتور أدهم باشو عضو القيادي في ” آزادي الكردستاني” ان استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في مكان إقامته في السعودية جاءت نتيجة هيمنة وتدخلات ولاية الفقيه في كل شارد ووارد في سياسة لبنان داخلياً و خارجياً .

كما ورد في كلمة الاستقالة أنه كان معرّضاً للاغتيال في الفترة الأخيرة

ويرى “باشو” أنّ تغير موازين القوة في الشرق الأوسط أتت بعد سيطرة الحشد الشيعي على مناطق واسعة في العراق نتيجة ذلك أصبح الممر مفتوحاً أمام قوات الملالي و أعوانه من طهران مروراً ب كركوك و جنوب ديرالزور السورية وصولاً إلى جنوب لبنان و هذا خطر على مصالح بعض من الدول المنطقة .

وأشار أنّ الاستقالة هي بداية تصعيد توتر سعودي _إيراني في هذه المرة على الأراضي اللبنانية و الابتعاد عن حدود السعودية كما هو الآن في اليمن .

واختتم “كاظم خليفة” القيادي في حركة الإصلاح الكوردي مارصدته شبكة كوردستريت بالقول “الاستقالة هي ردّ على غطرسة إيران في المنطقة وفي لبنان خاصةً من خلال حزب الله ، وهي بمثابة إنذار خطرٍ على الدول العربية ، وتأتي ضمن سياقات السياسة الأمريكية تجاه إيران والمنطقة ……

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك