صالح مسلم يقول بان مهمة وحدات الكوردية انتهت في منبج بعد تحريرها وعضو في الائتلاف السوري يفسر ذلك بعدم وجود حاضنة اجتماعية لهم

صحافة عالمية 15 نوفمبر 2016 0
صالح مسلم
+ = -

17 نوفمبر,2016

 .

قررت وحدات حماية الشعب الكردية السورية، الانسحاب من مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي والانتقال إلى شرق نهر الفرات. وعللت، في بيان لها، هذا الانسحاب من أجل «المشاركة في حملة تحرير مدينة الرقة معقل تنظيم داعش في سوريا». ويأتي هذا البيان بعد ساعات قليلة من تصريح للمبعوث الأميركي الخاص مكجيرك، الذي أعلن فيه أن «كل وحدات حماية الشعب الكردية السورية ستنسحب من منبج، وتعود إلى شرق الفرات بعد أن تستكمل وحدات محلية عمليات تدريب»، من دون أن يعطي المسؤول الأميركي تبريرًا لذلك.

.
وبينما تتجه الأنظار نحو مدينة الباب التي باتت قوات «درع الفرات» المدعومة من تركيا على أبوابها، فإن تصريح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، أعطى هذه المعركة أهمية قصوى عندما قال في تصريح له أمس، إن مقاتلي معارضة سوريين تدعمهم تركيا «أصبحوا على بعد كيلومترين فقط من مدينة الباب بشمال سوريا، ومن المتوقع أن ينتزعوا السيطرة عليها بسرعة رغم بعض المقاومة».

.
وإذا كان بيان وحدات الحماية الكردية يكتنفه بعض الغموض، أوضح رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، أن هذه الوحدات وقوات سوريا الديمقراطية «تعتبر أن مهمتها انتهت بعد تحرير منبج من تنظيم داعش الإرهابي، وقررت الانتقال إلى ساحة أخرى هي الرقة لمواصلة القتال ضد هذا التنظيم». وأكد مسلم في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن القوات الكردية «تركت منبج منذ أن أنجزت تحرير هذه المنطقة من الإرهابيين، لكن الذين بقوا فيها مع سلاحهم، هم مقاتلو مجلس منبج العسكري، الذين قرروا اليوم الانسحاب إلى شرق الفرات، لمهمة أخرى»، مشيرًا إلى أن «من يتولى أمن منبج الآن، قوات محلية و(جيش الثوار) و(جبهة الأكراد)، وهم من أبناء المنطقة ولا علاقة لهم بقوات سوريا الديمقراطية»، نافيًا أن يكون الانسحاب مرتبطًا بضغط أميركي، أو تحت وطأة التهديد التركي.

.
أما عضو الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، أحمد رمضان، فكان لديه تفسير آخر، حيث أكد لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لم يكن أمام حزب الاتحاد الديمقراطي وميليشيا وحدات الحماية سوى مغادرة تلك المنطقة، والانسحاب من منبج نتيجة الضغط العسكري الذي تعرضت له وعدم وجود حاضنة شعبية لتلك الميليشيات». وقال: «خلال المباحثات الأخيرة سحبت الولايات المتحدة الغطاء الذي وفرته لميليشيا وحدات الحماية للانتشار في ريف حلب والتمدد بالاستفادة من انسحاب تنظيم داعش والعلاقة مع نظام الأسد». وأبدى رمضان اعتقاده بأن «الخطوة التالية ستكون بمنع الميليشيا الانفصالية من الاقتراب من مدينة الرقة، ووقف عمليات التهجير التي ترتكبها بحق المواطنين العرب من ريف الرقة، حيث تم تهجير آلاف المدنيين السوريين من هذه المنطقة».

.
وبحسب رئيس الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم، فإن دور القوات المنسحبة من منبج لم ينته بعد، إذ شدد على أن «المقاتلين الذين غادروا منبج لن يلقوا السلاح، وهم برروا انسحابهم منها، بداعي المشاركة في عملية تحرير الرقة». وقال: «استراتيجيتنا قائمة على محاربة الإرهاب حتى لا يبقى لـ(داعش) وغيره من الجماعات الإرهابية أي وجود في سوريا»، مؤكدًا في الوقت نفسه أن القوات الكردية «لن تكون خارج القرار السوري الموحّد». وأضاف مسلم: «عندما تنتهي الحرب سيجلس السوريون مع بعضهم البعض ويحددون مستقبل بلادهم، وأن يكون لديهم جيش سوري قوي وموحّد يحمي كل الأراضي السورية».

.
ولم يظهر المسؤول الكردي تصلبًا حيال الطروحات التي قدمها الأكراد، وطموحاتهم إلى حكم ذاتي، وقال مسلم: «لن نستبق الأمور، لكن لدينا بعض الأفكار القابلة للنقاش مع كل مكونات الشعب السوري، ومن بين هذه الأفكار التي رؤيتنا لسوريا الفيدرالية، التي تبقى رهن قبول كل السوريين بها»، مذكرًا بأن «هذه الفيدراليات موجودة في الدول الأكثر تطورًا، وكلّها متفق عليها».

.
إلى ذلك، واصلت فصائل المعارضة المدعومة من الجيش التركي وطيران التحالف الدولي تقدمها نحو مدينة الباب التي يحتلها تنظيم داعش، بعد سيطرتها ليل أول من أمس على بلدة قباسين، نتيجة مواجهات مع التنظيم، وذلك في إطار معركة «درع الفرات». ونقل «مكتب أخبار سوريا» المعارض، عن فراس الأحمد، أحد مقاتلي فصائل المعارضة، إن التنظيم «انسحب من قباسين باتجاه الباب، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة وسط قصف مدفعي متبادل بين الجانبين، تزامنا مع غارات جوية شنها طيران التحالف الدولي على أطراف البلدة». وقال المقاتل المذكور إن المواجهات «أسفرت عن مقتل ستة عناصر من التنظيم وإصابة آخرين، في حين أصيب 11 مقاتلاً معارضا، بينهم ثلاثة حالتهم خطرة، نقلوا إلى النقاط الطبية في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي».

.
بدورها أعلنت وكالة الصحافة الفرنسية، أن التنظيم «شدد القيود على تنقلات سكان مدينة الرقة، ووضعهم تحت الإقامة الجبرية، وفرض تعتيما كاملا على أخبار المعركة الجارية على بعد كيلومترات عنهم لعزلهم تماما، وذلك منذ بدء قوات سوريا الديمقراطية هجوما باتجاه أبرز معاقله في سوريا».

.
وأفادت الوكالة الفرنسية، بأنها وثّقت مع ناشطين داخل الرقة، ينتمون إلى تجمع «الرقة تذبح بصمت»، واستعملوا أسماء مستعارة، كثيرا من الانتهاكات. وقال موسى (31 عاما) إن «الرقابة الشديدة التي يفرضها التنظيم على الإنترنت فضلا عن منعه أجهزة الاستقبال الفضائي، جعلت متابعة أخبار معركة الرقة أمرا صعبا للغاية». وأضاف: «نعتمد على ما ينقله إلينا أشخاص تمكنوا من مشاهدة الأخبار عبر الإنترنت بشكل صعب جدا وخطر جدا».

.
ويخاطر أحمد، وهو ناشط معارض (22 عاما)، من أجل الحصول على الأخبار الصحيحة للمعركة. ويقول: «أحاول الدخول إلى الإنترنت بين الحين والآخر، أتصفح صفحات معينة، ولكن بحذر شديد بسبب تشديد تنظيم داعش الإرهابي على مقاهي الإنترنت»، مشيرا إلى أن التنظيم «أغلق كثيرا من مقاهي الإنترنت داخل المدينة منذ بدء الحملة، وكثف حواجزه الأمنية».

.
ويعيش في الرقة نحو 300 ألف شخص، فيما ترجح تقديرات غربية وجود أكثر من عشرة آلاف من المقاتلين المتطرفين الأجانب مع أفراد عائلاتهم في المدينة التي تشتبه أجهزة الاستخبارات الغربية بأنها المكان الذي يخطط فيه التنظيم لتنفيذ هجمات خارجية.

.

المصدر : الشرق الاوسط

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك