وجاء في المقال: ورد، الأسبوع الماضي، خبر قصير لم يحظ باهتمام كاف في وسائل الإعلام يقول إن طائرات التزويد بالوقود التركية زودت قاذفتين أمريكيتين بالوقود أثناء تحليقهما فوق البحر الأسود.

ووفقا لما كتبه المعلق السياسي باريش دوستر في صحيفة جمهوريت التركية في الثالث من يونيو، فإن هذا الحدث يثير العديد من الأسئلة.

فقال: “ماذا تفعل الولايات المتحدة في البحر الأسود؟ فطالما أن تركيا وبلغاريا ورومانيا، الواقعة على البحر الأسود، أعضاء في الناتو، فهل يمكن لرغبة الولايات المتحدة في ضم جورجيا وأوكرانيا إلى الحلف إلا أن تقلق روسيا؟ وهل سيزيد ذلك الضغط على تركيا أكثر؟”، يطرح دوستر أسئلته، مؤكدا أن الأهم في الوضع الحالي هو موقف تركيا.

فقد تبين، بحسبه، أن المفاضلة بين الولايات المتحدة وروسيا، والأطلسي وأوراسيا، والعلاقات العسكرية الدبلوماسية والتجارية، والاعتماد على الطاقة، وأنماط الحرب الباردة، وتوجه العالم المعاصر، معضلة كبيرة بالنسبة لتركيا.

فـ “أنقرة غير قادرة على الحفاظ على توازن صحي ومستقر، أو إدارة هذه المعضلة، وهذا التوتر. على سبيل المثال، اشترت أنقرة منظومة S-400 من روسيا، مخاطرة بمشاكل في العلاقات مع الولايات المتحدة، والتعرض لعقوبات، والآن لا يمكنها تفعيل هذا المنظومة”. وفي القضية السورية، ترسل أنقرة إشارات، مرة للولايات المتحدة وأخرى لروسيا.

موقف الدول الكبيرة والمتوسطة في العالم والمنطقة التي تتواجد فيها (تركيا)، ووجهات نظر هذه الدول حول العالم والمنطقة، مختلفة، وكذلك علاقاتها مع العالم والمنطقة، وأولوياتها، واهتماماتها، وطرائق تفكيرها وسلوكها، ومواقفها المبدئية، وسياساتها المتبعة، واستراتيجياتها المختارة. هذا الاختلاف، بالطبع، مرتبط بحجمها وإمكانياتها وقوتها.

في الختام، يستشهد المحلل التركي بقول للزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، عن أن التحالف بين الدول الكبيرة والصغيرة أشبه بصداقة الذئب بالحمل. فبالنتيجة، يأكل الذئب الحمل.

روسيا اليوم 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب