كتب أندريه أونتيكوف:

 

أعلن نواب سوريون أن دمشق مستعدة، من أجل الحفاظ على وحدة البلاد، للاتفاق مع التشكيلات الكردية، التي تهاجم مدينة الرقة، على إعادتها إلى السلطات السورية بعد تحريرها من “داعش”.

 

وقال النائب ساجي طعمة إن “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يشكل الكرد عمودها الفقري، سبق أن حررت مناطق عديدة ثم سلمتها إلى السلطات السورية، التي تعول الآن على أن تعيد “قسد” الرقة بعد تحريرها إلى سيطرة دمشق”. وأشار إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية” بنظر السلطات السورية، هي قوة معارضة بناءة، – كما أوضح طعمة.

غير أن مصير الرقة يبقى معلقا بعد تحريرها. فقد أعلن الكرد منذ بداية عملية تحريرها عن احتمال ضمها إلى منطقة الحكم الذاتي، التي شكلت عام 2016 في شمال سوريا. ثم أعلنوا أن مصير المدينة يقرره سكانها. وبحسب آخر المعلومات، تنوي “قوات سوريا الديمقراطية” تسليم إدارة المدينة بعد تحريرها إلى مجلس المدينة، الذي سيعلن لاحقا ولاءه لدمشق.

 

ولقد تغير موقف دمشق في الفترة الأخيرة من الكرد. فبعد أن كانت تتهمهم بتقويض وحدة البلاد، أصبحت تتحدث عنهم بلهجة مغايرة. فقد رحب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بموقف الكرد والعمليات التي يقومون بها في الرقة؛ مشيرا إلى أنها تهدف إلى الحفاظ على وحدة البلاد.

 

بهذا الصدد، يقول خبير رابطة المحللين السياسيين العسكريين أوليغ غلازونوف إن الولايات المتحدة تحول الكرد تدريجيا إلى قوة يجب على دول المنطقة بما فيها سوريا أخذها بالاعتبار؛ لأنها “بالنسبة إلى واشنطن ستكون أداة لتنفيذ سياستها في الشرق الأوسط. وعمليا سوف يسيطر الأمريكيون على جزء من الأراضي السورية. وإن دمشق تسعى بتغيير لهجتها مع الكرد، للتحاور معهم والتشاور بشأن مستقبل سوريا”. (روسيا اليوم)