صحيفة روسية : واشنطن لا تستطيع الضغط على المعارضة السورية

صحافة عالمية 20 سبتمبر 2016 0
دبابة تابعة لجيش الفتح على طريق يربط دمشق بحلب يوم السبت. تصوير: محمد بايوش - رويترز.
+ = -

عالجت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس″ موضوع تنفيذ الاتفاقية الروسية-الأمريكية الأخيرة؛ مشيرة إلى أن التشكيلات السورية التابعة للأمريكيين لا تريد الإصغاء لمموليها.

 

من المعلوم أن روسيا والولايات المتحدة توصلتا في العاشر من سبتمبر/أيلول الجاري إلى اتفاقية، تعلَن بموجبها الهدنة في سوريا. ووفقا للاتفاقية، “لا يمس″ الجيش السوري المعارضة، ويخفف من الحصار عن المناطق الموجودة فيها.

 

بدورها، وعدت الولايات المتحدة الأمريكية بأن تتوقف المعارضة عن توجيه الضربات إلى القوات السورية وأن “تبقى على مسافة” من “داعش” و”جبهة النصرة”. ووعدت بوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام في البداية.

 

وقد سألت الصحيفة الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي عن قدرة مثل هذه الاتفاقيات على البقاء سارية المفعول، وكيف ستميز الولايات المتحدة “المعتدلين” عن “غير المعتدلين”؟ وهل توجد لدى واشنطن أدوات واقعية للضغط على “أتباعها”؟

 

يقول موراخوفسكي إن الولايات المتحدة ترى في الاتفاقية بين روسيا والولايات المتحدة حول وقف إطلاق النار اختراقا دبلوماسيا كبيرا. وبالطبع، فعلى الورق كل شيء أملس، وخاصة أن الجانبين يعدان بممارسة الضغط على القوى المتصارعة. وأنهما سيوجهان ضربات مشتركة إلى “داعش”. بيد أن القوات السورية تحت ضغط روسيا تطبق الاتفاقية، الأمر الذي لا يمكن قوله عن المعارضة “المعتدلة”، التي تشرف عليها الولايات المتحدة.

 

ووفق الرقابة الموضوعية لوزارة الدفاع الروسي، لم يتوقف قصف أحياء حلب، حيث يموت المواطنون المدنيون.

 

ويضيف الخبير العسكري أن “المعتدلين” يستغلون التهدئة والتزام الجيش السوري بعدم الرد، ويقصفون مواقعه بضراوة.

 

لذا، لا يستبعد فيكتور موراخوفسكي احتمال تفجر الوضع مجددا، وفشل اتفاق وقف إطلاق النار؛ لأن الولايات المتحدة لا تستطيع “فصل” المعارضة المعتدلة عن “جبهة النصرة”.

 

“المعضلة الكبرى تتمثل في أن الذين جهزهم الأمريكيون وساندوهم كانوا يغيرون ألوانهم غير مرة. أي ما دامت واردات الأسلحة تأتي فهم مع الولايات المتحدة، أما بعد تلقي المؤن والأسلحة، فكانوا يصبحون إسلامويين راديكاليين”، كما يقول الخبير.

 

ويضيف الخبير أن الأمريكيين لا يعرفون إلا القليل عن واقع الأمور وحيثيات ما يجري على الأرض. ويؤكد موراخوفسكي أن الأمريكيين لا يملكون أدوات للتأثير في أوساط المعارضة المسلحة السورية، وبالتالي لن يكون بمقدورهم إصدار أمر يلزمها بوقف إطلاق النار. كما يرى الخبير أنه من أجل الاشراف على هذه العملية وإدخالها حيز التنفيذ الفعلي يجب أن تكون الولايات المتحدة جزءا من حركتها، في حين أنها تقود الجماعات السورية المسلحة من مراكزها في الاردن، العراق وتركيا.

 

ويصف الخبير أن الموقف الروسي من اتفاق جنيف للفترة، التي تلت توقيعه، وبدء تنفيذه، بالاستياء الذي له ما يبرره. ويقول إن الأسئلة الموجهة إلى الولايات المتحدة الامريكية تضاعف عددها الآن”.

 

وينهي الخبير كلماته بالقول: “نحن لا نراقب السوريين عبر دمشق فقط، بل وعلى الأرض حيث يعمل هناك مستشارونا، ونستطيع ضمان تنفيذ الجيش السوري شروط الاتفاقية، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية منشغلة بالمزايدات السياسية”. (روسيا اليوم)

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر