وجاء في اللقاء: تحطم إحصاءات الوفيات الناجمة عن فيروسات كورونا في أوروبا الأرقام القياسية: ففي إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، وصل العدد إلى عشرات الآلاف.

في الإجابة عن أسئلة “أوراسيا إكسبرت” تحدث أستاذ التاريخ الدولي في معهد الدراسات السياسية (باريس)، ماريو ديل بيرو، عما يجري للاتحاد الأوروبي تحت ضغط وباء كورونا.

كيف ستعيد إيطاليا النظر في موقفها من الاتحاد الأوروبي، آخذة في الاعتبار موقف بروكسل؟

هذه نقطة تحول. وربما نهاية الهوس بالتقشف الذي أثر سلبا على سياسات الاتحاد الأوروبي في العقد الماضي. لكن، كل شيء يتوقف على المهيمن الواقعي على الاتحاد الأوروبي، أي ألمانيا وناخبيها.

إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي إجراء، فأضعف سياسته المالية، وقدم الحافز الملح لمواجهة الركود الوشيك، فيمكن إحياء مشروع الاتحاد الأوروبي وإعادة تشغيله. وإذا لم يحدث ذلك، ورجعنا بعد حالة الطوارئ إلى سابق عهدنا، فسيكون من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، كبح المشاعر الأوروبية المتشككة أو المعادية لوحدة أوروبا، وقد يصبح خروج إيطاليا احتمالا جديا للغاية.

كتبت صحيفة “لا ستامبا” الإيطالية أن 80% من المساعدة التي قدمتها موسكو لإيطاليا عديمة الفائدة. ما رأيك في هذا؟

من الواضح تماما أن الجدل حول هذا الموضوع – الشديد والمكثف إلى حد ما – يعكس الفجوة في وسائل الإعلام وفي الساحة السياسية، بين النخب الأوروبية والأطلسية التقليدية. وصحيفة “لا ستامبا” في القلب من ذلك. والجماعات القومية الموالية لروسيا التي تستخدم مساعدة روسيا للقول بأن أوروبا والاتحاد الأوروبي لا يبذلان ما يكفي لمساعدة إيطاليا. كان هذا الخط المؤيد لروسيا وغالبا الكاره لأوروبا، كما أظهر العديد من استطلاعات الرأي، شائعا جدا قبل أزمة كوفيد-19، ويصبح أقوى يوما عن يوم.

كيف ينظر الإيطاليون العاديون إلى المساعدة الروسية؟

بعين إيجابية، بالاستناد إلى استطلاعات الرأي. كبادرة كريمة، مقارنة بأنانية العديد من دول الاتحاد الأوروبي وهولندا وألمانيا.