صحيفة كويتية : إتفاق سري أميركي – إيراني حول نفط سورية

صحافة عالمية 09 سبتمبر 2019 0
صحيفة كويتية : إتفاق سري أميركي – إيراني حول نفط سورية
+ = -

كوردستريت || الصحافة

.

قال الكاتب ايليا ج. مغناير في مقال له في صحيفة الراي الكويتية “علمتْ “الراي” أن إتفاقاً سرياً لم يُعلن عنه حصل بين أميركا وإيران عن طريق طرفٍ مُفاوِضٍ ثالث إستطاعت من خلاله طهران إدخال ناقلة النفط العملاقة “أدريان داريا 1” إلى مقابل مرفأ طرطوس السوري. وقد تم تحميل النفط لمدة أربعة أيام على متن ناقلات أصغر ليتم تفريغ الحمولة كلها في سورية.

وتقول مصادر مواكبة للمفاوضات لـ “الراي” إن “أميركا كانت صممت على محاولة منع الناقلة العملاقة التي كانت تسمى بإسم “غريس 1” من التوجه إلى سورية بسبب السياسة الأميركية – الأوروبية التي تريد محاصرة الرئيس بشار الأسد إقتصادياً ومحاولة تركيع الشعب السوري بالعقوبات الإقتصادية والنفطية.

.

فما لا تستطيع هذه الدول أخذه بالعمليات العسكرية لإسقاط النظام السوري وإحداث الفوضى في الشرق الأوسط. تحاول أخذه بالعقوبات على حكومة دمشق وأهمّها منْع إيصال النفط إليها”. وأضافت المصادر ان “الناقلة الإيرانية العملاقة بقيت لأيام تدور وتُبْحِر في البحر المتوسط إلى حين إنتهاء المفاوضات بين إيران وأميركا. وقد تم التوصل إلى سلسلة خطوات أهمها البدء بإطلاق سراح جزء من طاقم الباخرة “STENA IMPERO” التي تحمل العلم البريطاني والتي إحتجزت في المرفأ الإيراني بندر عباس كردّ على إحتجاز الناقلة الإيرانية العملاقة “أدريان داريا 1”.

وجرى اطلاق سراح سبعة من هذا الطاقم وسيتم إطلاق آخَرين في مرحلة أخرى عند التأكد من أن الناقلة أفرغت حمولتها للمشتري”. وتؤكد المصادر أن “المشتري هو رامي مخلوف، قريب الرئيس بشار الأسد الذي دفع ثمن المحتويات (المقدرة بنحو 130 مليون دولار بسعر السوق العالمية) وإستلمها على دفعات لإستحالة دخول الباخرة إلى مرفأ طرطوس لعدم وجود عمق مائي كافٍ لإقتراب ودخول الناقلة اليه”.

.

وقد علمت “الراي” ان إيران تقدّم جزءاً من النفط كهدية لحليفها الرئيس السوري بينما يُدفع ثمن الجزء الأكبر المتبقّي إلى إيران أو مَن تريد هي أن يستلم المبالغ الباقية”. وتتابع المصادر أن “طائرات مسيّرة إسرائيلية من طراز “هيرون” قد حلقت فوق الباخرة الإيرانية طوال أيام المفاوضات إلى أن جاء القرار بأن إتفاقاً قد عُقد فاختفت كلياً المُسيّرات وإستطاعت الناقلة الإيرانية العملاقة التوجه مقابل مرفأ طرطوس السوري لتفْرغ حمولتها في ناقلات أصغر منها”.

وقد أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك أسبر – بعد الإتفاق غير المباشر الذي توصلت إليه أميركا مع إيران – أن “بلاده لا تملك أي خطة لإحتجاز الناقلة الإيرانية العملاقة أدريان داريا 1”. وبينما كان بريان هوك، الممثل الخاص الأميركي للملف الإيراني، يوجّه رسالة إلى قبطان “أدريان داريا 1” بأنه يستطيع دفع مبلغ 15 مليون دولار إذا حوّل وجهة الباخرة إلى قبضة القوات الأميركية أو ستُفرض عليه عقوبات أميركية خاصة بغرض تخويفه، كانت إدارة البيت الأبيض تفاوض من أجل الحصول على مكتسبات منها عدم تغريم الباخرة “STENA IMPERO” لأجل إحتجازها مع مَن تبقى من طاقمها الـ16 ولتنازلات أخرى لا تتعلق بالملف النووي.

إسطاعت إيران الوقوف بوجه أميركا وبريطانيا في مياه الخليج وهي ترسل الطائرات المسيّرة يومياً وعلى مدار الساعة فوق كل القطع الحربية البريطانية التي تجوب المياه الواقعة في مضيق هرمز وعلى طول الساحل الإيراني وحتى خارج المياه الإيرانية الإقليمية.

.

وقد فرضت طهران نفسها في المنطقة بإظهار إستعدادها للقتال للدفاع عن أمنها ومصالحها الإقتصادية. إلا أنها أظهرت أيضاً قدرتها على التفاوض حيث هناك مجال لذلك وبما لا يعطي أي دفع للرئيس الأميركي دونالد ترامب إنتخابياً لأن قرار التفاوض معه في الملف النووي أُقفل تماماً إلى حين الإنتخابات الرئاسية نهاية السنة المقبلة. وبإدخال “أدريان داريا 1″ إلى المياه الإقليمية السورية، حاملةً ما يكفي سورية وحلفاءها لأشهر، تكون إيران نفذت تعهداتها أمام حلفائها بالدفاع عن مصالحهم وكأنهم جزء من أمن إيران القومي، وتالياً فإن العقوبات ومحاولات أميركا محاصرة سورية وحلفائها في لبنان لم تعطِ النتيحة المطلوبة”.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك