طلائع الجيش الأوكراني تدخل بلدة “ليمان” التي ضمّتها روسيا والجيش الروسي يتّخذ خطوةً مُفاجئة..

حول العالم 02 أكتوبر 2022 0
طلائع الجيش الأوكراني تدخل بلدة “ليمان” التي ضمّتها روسيا والجيش الروسي يتّخذ خطوةً مُفاجئة..
+ = -

كوردستريت || وكالات

دخل الجيش الأوكراني السبت بلدة ليمان الاستراتيجيّة في شرق أوكرانيا، الواقعة في منطقة دونيتسك التي أثار ضمُّها في اليوم السابق من جانب موسكو عاصفة إدانات دوليّة ورفضًا من كييف المصمّمة على استعادة أراضيها.

كما دانت كييف “الاعتقال غير القانوني” للمدير العام لمحطّة الطاقة النوويّة في زابوريجيا (جنوب)، إيغور موراتشوف الذي أوقفته روسيا المحتلّة للموقع، لسببٍ كان لا يزال مجهولاً الجمعة.

وكتبت وزارة الدفاع الأوكرانيّة على تويتر بعد ظهر السبت “قوّات الهجوم الجوّي الأوكرانيّة تدخل ليمان في منطقة دونيتسك”.

وأرفقت التغريدة بمقطع فيديو مدّته دقيقة واحدة يُظهر جنديَّين أوكرانيَّين يُلوّحان ثمّ يُعلّقان العلم الوطني باللونَين الأزرق والأصفر بجانب لافتة كُتب عليها “ليمان” عند مدخل المدينة.

قال أحد الجنديَّين مبتسمًا “نرفع علمنا الوطني وننصبه في أرضنا. ستظلّ ليمان دائمًا جزءًا من أوكرانيا”.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسيّة في بيان “بعد تهديدها بالتطويق، تمّ سحب القوات الحليفة من ليمان إلى خطوط ملائمة أكثر”.

قُبيل ذلك، ذكر الجيش الأوكراني أنّه “يُطوّق” آلافًا من الجنود الروس في هذه البلدة الواقعة في منطقة دونيتسك التي ضمّتها روسيا الجمعة.

وقال متحدّث باسم الجيش الأوكراني إنّ “نحو خمسة آلاف أو 5500 روسي” تحصّنوا في ليمان ومحيطها خلال الأيّام الأخيرة.

تُشكّل الاستعادة الكاملة لليمان انتصارًا رئيسيًا لكييف، فهي تُعَدّ مركز تقاطع مهمًا للسكك الحديد في شرق أوكرانيا.

وأكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت أنّ جيشه الذي بات يُسيطر على مدينة ليمان، سيستعيد “الأسبوع المقبل” مدنًا أخرى في منطقة دونيتسك.

وقال زيلينسكي “خلال هذا الأسبوع، رُفعت أعلام أوكرانيّة جديدة فوق دونباس” حيث تقع منطقة دونيتسك، مضيفًا “سيُرفع مزيد من الأعلام خلال الأسبوع المقبل”.

وأضاف الرئيس الأوكراني متحدّثًا عن المسؤولين الحكوميّين الروس “لقد بدأوا يُهاجمون أحدهم الآخَر: إنّهم يُفتّشون عن مذنبين ويتّهمون جنرالات بأنّهم أخفقوا. إنّها إشارة الإنذار الأولى التي ينبغي سماعها على كلّ مستويات الحكومة الروسيّة”.

وردًا على الانسحاب الروسي من المدينة، ندّد رئيس جمهوريّة الشيشان الروسيّة رمضان قديروف بـ “المحسوبيّة” السائدة في الجيش الروسي، داعيًا موسكو إلى استخدام “أسلحة نوويّة محدودة القدرة” في أوكرانيا، من دون أخذ “+المجتمع الغربي الأميركي+ في الاعتبار”.

– “احتجاز غير قانوني” –

أصدر قادة دول الاتّحاد الأوروبّي بيانًا الجمعة أعلنوا فيه “رفض” هذا “الضمّ غير القانوني” و”إدانته”.

واعتبر وزير خارجيّة الاتّحاد جوزيب بوريل السبت أنّ ضمّ موسكو أربع مناطق أوكرانيّة يجعل انتهاء الحرب في أوكرانيا “شبه مستحيل”، داعيًا أوروبا إلى تعزيز ترسانتها العسكريّة، وقائلًا “إنّه أمر ضروري ولا غنى عنه للبقاء”.

ورأى أنّ “روسيا في صدد خسارة” الحرب، “لقد خسرتها على الصعيدَين المعنوي والسياسي”، لكنّ “أوكرانيا لم تنتصر بعد”.

بدوره، ندّد الناتو بالضمّ “غير الشرعي”، بينما ناقش مجلس الأمن الدولي في نيويورك مشروع قرار يدين إجراءات “الضمّ المزعوم” لأوكرانيا عطّلَ تمريره الفيتو الروسيّ.

وتعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن “دعم جهود أوكرانيا لاستعادة السيطرة على أراضيها”، قائلًا إنّ بوتين “لن يُرهب” الولايات المتحدة وحلفاءها.

ودفعت النجاحات العسكريّة الأوكرانيّة الأخيرة الرئيس الروسي إلى إصدار أمر بتعبئة “جزئيّة” لمئات آلاف جنود الاحتياط المدنيّين، في محاولة للحدّ من زخم كييف.

ميدانيًا، عثِر على جثث 24 مدنيًا بينهم 13 طفلًا قُتلوا بالرصاص في سيّارات بقرب كوبيانسك (شمال شرق أوكرانيا)، حسبما أفاد حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف السبت.

وشاهد فريق وكالة فرانس برس جثث 11 مدنيًا على الأقلّ في المكان.

وبحسب أولكسندر ستاروخ، حاكم إقليم زابوريجيا، فإنّ حصيلة قتلى القصف الذي استهدف سيّارات مدنيّة في مركز عبور هذه المدينة الواقعة جنوب أوكرانيا الجمعة ارتفعت إلى 31 (30 مدنيّا وشرطيا واحدا) مع وفاة امرأة متأثّرة بإصابتها.

كما دانت أوكرانيا “الاحتجاز غير القانونيّ” من جانب موسكو لإيغور موراتشوف، المدير العامّ لمحطّة الطاقة النوويّة في زابوريجيا، لسببٍ لا يزال مجهولًا.

ودعت كييف إلى “الإفراج الفوريّ عنه”، مندّدةً بـ”عمل إرهابي جديد من جانب روسيا”.

وقال بيترو كوتين، رئيس شركة الطاقة النوويّة الأوكرانيّة “إينيرغو-أتوم”، على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي، إنّ “دوريّة روسيّة” اعتقلت موراتشوف الجمعة قرابة الساعة 16,00 (13,00 ت غ) أثناء توجّهه من المصنع إلى بلدة إرنوغودار التي تُسيطر عليها روسيا.

وأضاف أنّه تمّ اعتراض السيّارة التي تنقل مدير المصنع وإخراجه منها ونقله “معصوبًا إلى جهة مجهولة”.

في ألمانيا، قال متحدّث باسم الشركة المشغّلة لخطّ أنابيب نورد ستريم 2 الرابط بين روسيا وألمانيا، لوكالة فرانس برس، إنّ تسرّب الغاز من خطّ الأنابيب تحت بحر البلطيق انتهى.

وتعرّضت البُنى التحتيّة لخطَّي الأنابيب نورد ستريم 1 و2 للضّرر بسبب انفجارات تحت الماء قبالة جزيرة دنماركيّة في بحر البلطيق الاثنين، ما أثار ردود فعل واسعة.

وقال أولريش ليسيك “أدّى ضغط الماء إلى إغلاق خطّ الأنابيب في شكل يمنع تسرّب الغاز الموجود داخله”.

ولم تتوافر معلومات حول التسرُّب في خطّ أنابيب نورد ستريم 1 والذي كان أقوى في شكلٍ ملحوظ.

إلى ذلك قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت خلال زيارة غير معلنة لمدينة أوديسا الأوكرانية يوم السبت إن ألمانيا ستسلم أول نظام من بين أربعة أنظمة دفاع جوي متطورة من طراز أي أر إي إس-تي إلى أوكرانيا في الأيام المقبلة للمساعدة في التصدي لهجمات الطائرات المسيرة.

ومع انطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية في المدينة الساحلية، أجرت لامبرخت محادثات مع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في مخبأ تحت الأرض. وكانت لامبرخت قد مددت زيارة لمولدوفا المجاورة لحضور الاجتماع.

وقالت لامبرخت لقناة إيه أر دي التلفزيونية “في غضون أيام قليلة سنقدم نظام الدفاع الجوي أي أر إي إس-تي الحديث للغاية.

“إنه مهم للغاية للتصدي للطائرات المسيرة بشكل خاص”.

وأعلنت توريد 16 مدفع هاوتزر من إنتاج سلوفاكي لأوكرانيا العام القادم .

وقالت لامبرشت اليوم الأحد لبرنامج “بريشت أوس برلين” (تقرير من برلين) بالقناة الأولى بالتلفزيون الألماني (إيه أر دي) إن المدافع من طراز ” Zuzana ” يتم إنتاجها في سلوفاكيا ويتم تمويلها بالتعاون بين الدنمارك والنرويج وألمانيا.

وجاءت هذه التصريحات بعد عودة وزيرة الدفاع الألمانية اليوم من أول زيارة لها لأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي ضد أوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي.

وقالت لامبرشت إن مرافق الإنتاج الخاصة بهذا الطراز متوفرة في سلوفاكيا، وتابعت: “يظهر ذلك مدى أهمية استكشاف مثل هذه الإمكانيات بصورة متكررة مع شركائنا، وتنفيذها أيضا”.

يشار إلى أن مدافع هاوتزر من طراز “Zuzana” هو المنتج الرئيسي لصناعة الدفاع السلوفاكية وهو نظام الأسلحة الثقيلة الوحيد الذي يتم إنتاجه في سلوفاكيا.

وكانت وزيرة الدفاع الألمانية تعهدت خلال الزيارة  أمس السبت لنظيرها الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بأن بلادها ستسلم أول وحدة من أحدث أنظمة الدفاع الجوي المعلن عنها بالفعل “إيريس- تي إس إل إم” لأوكرانيا في غضون أيام قليلة.

يشار إلى أن لامبرشت اضطرت للاحتماء مرتين في المخابئ خلال زيارتها التي استغرقت يومًا واحدًا في أوديسا بسبب أجهزة الإنذار من الغارات الجوية وخطر الصواريخ والطائرات بدون طيار.

وأكدت في تصريحاتها بعد العودة لبرلين اليوم أهمية الدفاع الجوي بالنسبة لأوكرانيا، وأشارت إلى أن الإنذارات من الغارات الجوية يندرج ضمن الحياة اليومية للأشخاص في أوكرانيا، وقالت إن ذلك يظهر مدى العذاب الذي يواجهه الأشخاص هناك ومدى  التقييد الذي يتحملونه في يومهم وكذلك حجم الأعباء التي يتحملونها.

وتابعت الوزيرة الألمانية: “لهذا السبب من المهم للغاية دعم أوكرانيا في الدفاع الجوي حاليا بصفة خاصة وأن يتم مكافحة هذه الهجمات”، وأشارت إلى أن الحكومة الاتحادية سوف تواصل التزامها في مكافحة الطائرات بدون طيار أيضا.

بدورها فرضت أستراليا يوم الأحد عقوبات مالية وحظر سفر على 28 من الانفصاليين والوزراء والمسؤولين الكبار الذين عينتهم روسيا بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم أربع مناطق في أوكرانيا.

واستهدفت العقوبات الجديدة الأفراد الذين قالت الحكومة الأسترالية إنهم ينتهكون القانون الدولي لإضفاء الشرعية على تصرفات روسيا في أوكرانيا من خلال “الاستفتاءات الزائفة والتضليل والترهيب”.

وقالت وزيرة الخارجية بيني وونج في بيان إن “هذه العقوبات الإضافية تعزز اعتراض أستراليا القوي على تصرفات الرئيس بوتين وأولئك الذين ينفذون أوامره”.

وأعلن بوتين يوم الجمعة ضم أربع مناطق في أوكرانيا بعد إجراء ما وصفته موسكو باستفتاءات أدانتها كييف والحكومات الغربية ووصفتها بأنها غير قانونية وإجبارية.

وقال وونج إن “المناطق الأوكرانية التي تحتلها القوات الروسية حاليا هي منطقة ذات سيادة لأوكرانيا. ولن يغير استفتاء وهمي ذلك”.

(أ ف ب)- رويترز

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك