عدالة القضية الفلسطينية وسوء الادارة السياسية

آراء وقضايا 06 سبتمبر 2015 0
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره السعودي عادل الجبير (يمينا) في موسكو يوم الاربعاء. تصوير: ماكسيم شيميتوف - رويترز
+ = -

صلاح بدرالدين

.

لأنني أجد نفسي من المؤيدين الكرد للقضية الفلسطينية العادلة وكان الحزب الذي كنت أترأسه من أوائل من نسج علاقات التنسيق والصداقة مع معظم فصائل المقاومة ومن أصدقاء قيادات الحركة الوطنية الفلسطينية منذ ستينات القرن الماضي الأحياء منهم والراحلون ومنهم ياسر عرفات وأبو أياد وأبو جهاد ود جورج حبش وكان لي شرف الحصول على أرفع وسام من الأخ أبوعمار تكريما لي في العمل على تعزيز الصداقة الكردية الفلسطينية كما كان لي شرف المساهمة في بناء وترسيخ العلاقات النضالية بين حركتي الشعبين الفلسطيني والكردي واقامة جمعيات الصداقة وخصوصا علاقات السلطة مع اقليم كردستان الفدرالي لكل تلك السباب أرى من مسؤليتي التاريخية تحديد الموقف من ما صدر عن ( أمين السر الجديد المعين ) لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد صائب عريقات في لقائه مع – الكاشف نيوز – عمان – 26 – 8 – 2015 – الذي أعلن عن مواقف المنظمة تجاه جملة من القضايا ونطرحها هنا بايجاز مع التعليق عليها :

.

يقول صائب عريقات :

( – موقف المنظمة حياد ايجابي والرئيس عباس يحتفظ بعلاقات اخوية مع كافة الاطراف في النظام السوري والمعارضة ايضا – موفد رئاسي سيلتقي الرئيس الاسد لاطلاعه على حصيلة تحركاتنا – وذلك بعد لقاء الرئيس ابومازن في القاهرة بوفد ورئيس هيئة التنسيق حسن عبد العظيم وكان هناك توافق كبير بين الجانبين – عدم الوقوف امام مسالة رحيل الاسد – لان الاخوان وراء ذلك تمهيدا لازاحة النظام الحالي – ونحن متفقون مع هيئة التنسيق أن بقاء الاسد افضل مليون مرة من مجيء الاخوان – كماالتقينا بصالح مسلم رئيس – ب ي د – وبالرغم من محاولته معارضة البارزاني في الدعوة الى الاستقلال الا ان باطنيته كشفت عن نية اكراد سوريا الى الانفصال – حيث أن قيام دولة كردية ستكون بمثابة خنجر مسموم مغروس في الجسد العربي،- وأضف لذلك العلاقات السرية والعلنية بين الأكراد واسرائيل، وهو ما يعني تحالف (اسرائيلي-كردي) لإضعاف الموقف العربي، ومن الأهمية بمكان عدم اغفال النزعة الانفصالية للأكراد وعلاقتهم باسرائيل . )

.

أولا – في الملف السوري : منذ البدايات وقبل اعترافات – عريقات – كانت أوساط الثورة السورية تراقب بقلق مواقف السلطة الفلسطينية في احتضانها لعناصر ( المعارضة السورية المدجنة القريبة من النظام ) وتزكيتها أمام مسؤلي جامعة الدول العربية وتاليا القيادة المصرية وتزويد بعضها بجوازات سفر ( في آي بي ) وقد تحول ذلك القلق الى شعور بالخيبة من قيادة السلطة عندما ظهرت علاقات سرية وعلنية مع أوساط نظام الأسد وبعد أن تفاقمت أزمة مخيم اليرموك وتواصل مندوبي الرئاسة الفلسطينية مع نظام الأسد وتقديم التنازل تلو الآخر كما أن السيد – ناصر القدوة – الذي استلم مسؤلية الاشراف باسم الجامعة العربية على الموضوع السوري قد سار على نفس المنوال بتوجيه مباشر من رئيس السلطة وكان واضحا مدى الانقسام في الموقف الفلسطيني فقد كان ومازال هناك مؤيدون كثر للثورة منظمات وأفرادا ومشجعون لتعزيز المصير المشترك الفلسطيني السوري كما عبر عن ذلك بوضوح الأخ ياسر عبد ربه أمين سر منظمة التحرير حتى قبل اعفائه منذ أقل من شهر وقد يكون ذلك الموقف النبيل أحد أسباب عزله الاشكالي .

.

ثانيا – حول الموقف من القضية الكردية : كما يظهر هناك تطابق كامل بين مواقف ( أمين السرالجديد المعين وغير المنتخب ) من الكرد وقضيتهم وسياسات سابقة لنظام صدام حسين ولاحقة لنظام الاستبداد الأسدي وكل التيارات الفاشية والشوفينية العنصرية من قضية الشعب الكردي التي لاتقل عدالة ومشروعية من القضية الفلسطينية كان الأولى بالسيد الأمين – غير المؤتمن – أن يتذكر جزء من ماقدمه الشعب الكردي وحركته الوطنية من دعم ومساندة لقضية الشعب الفلسطيني وما أبداه الرئيس مسعود بارزاني من تضامن ومواقف ايجابية وأقله الرعاية الكاملة المادية والمعنوية لقنصلية فلسطين في أربيل عاصمة اقليم كردستان .

.

لقد وقفت حركات الشعوب التحررية وقوى التقدم في العالم مع النضال الفلسطيني عندما كان يجسد المبادىء السامية في نشدان حق تقرير المصير والوقوف الى جانب القضايا العادلة ومع الشعوب في كفاحها ضد الدكتاتورية والاستبداد ولكن نتساءل ماذا ظل من تلك الأهداف النبيلة بعد أن حولت حركة حماس الجزء الأكبر من النضال الفلسطيني التحرري الى مجرد شكل من أشكال الصراع الديني العنفي الموسوم بالارهاب ؟ وبعد أن استكملت قيادة السلطة والمنظمة مابدأته حماس بتحويل البقية الباقية من ذلك التراث المجيد الى مطية لأنظمة الاستبداد وضد ثورات الربيع وقضايا الشعوب التحررية ؟ .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك