عذر أقبح من فعل..

آراء وقضايا 23 يناير 2019 0
عذر أقبح من فعل..
+ = -

كوردستريت|| مقالات 

.

زيد شحاثة

مشكلتنا نحن العرب أننا نحب البطولة.. ونتعلق عاطفيا بالبطل، فننزهه ونجعله قديسا ربما؛ فنبالغ في تقدير عمله أحيانا وربما ننسب له فضل غيرها أو نذرك له موافق وبطولات وهمية أصلا.

لا ينكر أحد إن السيد عبطان سجل نجاحا ملحوظا خلال عمله وزيرا للشباب، ورغم أن الرجل سبق أن حقق نجاحا مماثلا حين عمل في محافظة النجف الأشرف, لكن نجاحه الأخير كان هاما ومبهرا, خصوصا مع فهم الظروف التي كان يمر بها البلد حينها وخصوصا الأمنية منها والمالية.. لكن الدنيا لا تقف على رجل مهما علا شأنه.

ما أثار التعجب لدى كثير من المتابعين؛ ليس التسريبات التي تم تداولها, حول تواتر أخبار ترشيح عبطان لتولي أمانة بغداد, بل الحملة المضادة الضخمة والمنظمة التي قوبلت بها تلك التسريبات!

.

منصب الأمين مهم جدا لحياة العاصمة بغداد, فهي قلب العراق وواجهته ومقر أهم فعالياته ونشاطاته الإقتصادية والسياسية والحكومية.. وهو وجه جاذب “أو منفر” لأي جهة ترشحه.. بالتالي يمكن أن يكون جاذبا للصوت الإنتخابي في مواسم الإنتخابات.. وهنا تكمن الأحجية.

ما يثير السخرية حقا أن كل الإعتراضات ركزت على جزئية أن عبطان ليس بغداديا أصليا, وهي حجة غريبة مقارنة بما موجودحاليا ومن سبقها.. ولم تتحدث عن فشل أو فساد أو حزبية أوطائفية عن الرجل, وهي حالة نادرة وغريبة لم نشهد مثلها في أيحملة تسقيط أو تشويه سابقا!

الحدث الأعجب في الحملة المستمرة والمتصاعدة.. هو إجتماع أضداد لم تنجح مصلحة الوطن أو أداء واجباتهم الدستورية في جمعهم.. لكنه التقوا بتحالف ضد “تسريبات الترشيح” في محاولة لإيقاف هذا الترشيح الذي لازال  “تسريبات” عن  “ترشيح” فقط!

.

خلال الإنتخابات الأخيرة حقق الرجل ثاني أعلى نتيجة للأفراد عندما رشح عن بغداد رغم أنه ليس ” بغداديا” .. فهل يعني هذاأن البغداديين يحبونه, أو يثقون بقدرته على تحقيق شيء؟! وهل إن هذا ما أخاف مناوئيه!

رغم معرفتنا أن الدنيا وحياة وطن أو مدينة لن تقف على رجل حتى لو كان عبطان فهناك عشرات أمثاله.. لكن المخجل حقا، هو ما أقره معارضو ترشيحه ضمنيا، بأن تطور وإزدهار بغداد متوقف عليه وإلا ما عارضوه بهكذا حملة ومنسقة ومنظمة.. وأنه ربما سيحقق فيها إن تولى أمانتها شيئا سيظهر عجزهم وفشلهم..وربما فسادهم!

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك