عفرين الشمعة الصامدة

آراء وقضايا 03 أغسطس 2017 0
عفرين الشمعة الصامدة
+ = -

تحية لعفرين … تلك الشمعة الصامدة وسط هذه الفوضى الظلامية ، تلك الشمعة التي تضيء إنسانية بتميز يليق بثقافة أهلها …. حيدت المدنيين عن أي صراع او خلاف قدر المستطاع ( مهما كان حجم الخلاف أو الإشكال و بغض النظر عن الجهة المتسببة بحدوث الإشكال ، فمهما يكن الأكيد أن المدنيين لا علاقة لهم )  .

– عفرين رفضت المشاركة في حصار المدنيين في نبل و الزهراء طيلة ثلاث سنوات و نصف رغم كل وسائل الترغيب و الترهيب التي استخدمها التركي و أدواته .

– عفرين التي تحدت داعش و رفضت تسليم مقاتلين و مدنيين من اعزاز عندما تمكنت داعش من السيطرة على مناطقهم و مقراتهم .  

– عفرين آب 2013 و بينما كان الإرهابي أبو عمر الشيشاني أحد أبرز قادة داعش يستعد لاقتحام مطار منغ ، كانت عفرين تعمل على استقبال الجنود السوريين الذين تمكنوا من الخروج من المطار و الوصول إلى تخوم عفرين .

– عفرين التي احتضنت و ماتزال ما لا يقل عن أربعمئة ألف نازح من إدلب و حمص و حلب و ريفها ( معرستة الخان – حندارات – حردتنين – بيانون – الليرمون – عندان – كفرحمرة – حريتان – ماير – اعزاز – دارة عزة – قبتان الجيل – تل رفعت ) 
و بإذن الله قريبا سنشهد عودة ما تبقى من أهلنا إلى تل رفعت و هذا حق لهم و ليس منة …

– عفرين التي لديها عشرات إن لم نقل مئات المدنيين المفقودين و المختطفين الذين خطفوا في ريف حلب و ادلب  و منهم مكان و الجهة التي اعتقلتهم معلومة و لكنها رفضت أن تقوم بخطف مضاد أو اعتقال آلاف المدنيين ( من ريف حلب و إدلب ) المقيمين أو العابرين داخل عفرين لكي تجبر الخاطفين على إطلاق سراح المدنيين الكرد ( لا تزر وازرة وزر أخرى )  فالغاية عند العفرينيين لا تبرر الوسيلة ( الغاية النبيلة تحتاج لوسيلة نبيلة كي تبقى نبيلة ) .

– عفرين في اجتماع حصل قبل سنوات بين وفد من الجيش الحر و قادة من وحدات حماية الشعب للتفاوض بخصوص الحصار المفروض على عفرين وقتها ، بدأ وفد الجيش الحر بالكلام عن عائلاتهم و عائلات أقربائهم ( نساء و أطفال ) الذين التجؤوا إلى عفرين من المناطق الساخنة ، مازلت أذكر تماما ماجرى : ضرب القيادي في الوحدات يده على الطاولة قائلا : موضوع العائلات و المدنيين خارج التفاوض و لا نقبل الحديث عنه .. بغض النظر إن اتفقنا أو لم نتفق .. فالمدنيون هم إخوتنا و من المعيب بحقنا مجرد النقاش بهذا الأمر .
عفرين التي يجتمع في أحيائها السني و الشيعي ، العلوي و الإيزيدي ، العربي و الكردي … المسلم و المسيحي .

عفرين التي قررت عزل نفسها عن الصراع العرقي و المذهبي  ، فانفصلت بتميز عن هذا الواقع الطارئ المحيط بها ، فأغاظهم نجاحها بذلك فاتهموها بالانفصالية ؟؟!!

عفرين أشعلت شمعة من أجل سورية .. ليس من أجل أن تعود سورية كما كانت ؟!  فسورية لن تعود كما كانت … بل  ستتعافى و ستكون أقوى و أنقى … و ستبقى شمعة عفرين مشتعلة ..
لا أجد أجمل من كلمات كتبها من الساحل السوري الجميل ، الصديق الكاتب محمد غانم كي أختم بها : (( تعمد بتراب كوباني ، و اغتسل بزيت عفرين حتى تلامس غيم النقاء و روح الصقر )) .

ريزان حدو كاتب و سياسي – عفرين

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر