عقلية القيادة الكردية بين الواقع والطموح…في روج آفا

آراء وقضايا 06 أبريل 2015 0
+ = -

مع انطلاقة الثورة السورية في الخامس عشر من آذار عام ألفين واحدى عشر ومع التحولات الكبيرة التي حصلت على كافة الصعد وأثرت سلباً وايجاباً في مسارها والتي شملت كافة المناطق السورية بما فيها المناطق الكردية والتي فرضت واقعاً جديداً من العمل السياسي والتنظيمي يختلف اختلافاً جذرياً عما كان سائداً قبل عقود وهنا برزت تحديات أمام قيادات الحركة الكردية فرضت اسلوباً جديداً من العمل السياسي وكانت أولها الانتقال الى النضال الجماهيري والميداني تلبي طموحات الشعب وتحديداً شريحة كبيرة من الشباب الكرد لتتناسب مع الواقع الجديد وقيادة الشعب في المرحلة الانتقالية 
.
وهنا وجدت القيادات نفسها بين المطرقة والسندان بين التمسك بمنصبها القيادي وتوجيه الاملاءات الحزبية واقتصار عملها على البيانات والاجتماعات والخوض في الاختلافات الحزبية وبين القيادة الفعلية الميدانية تلبية للواقع الجديد وافساح المجال للحراك الشبابي والجماهيري وفعاليات المجتمع المدني لتأخذ دورها الفعال في هذه المرحلة الحرجة واشراكها في اتخاذ القرار السياسي الكردي .
.
وهنا حاولت القيادات الكردية أن توافق بين تمسكها بقيادتها وتفردها بالقرار ومتطلبات الواقع مع احتواء الجماهير وشرائح المجتمع محاولة قولبتها وفق مفهومها القيادي الا أن تلك القيادات ومع المكاشفة السياسية والوعي الجماهيري السائد واصطدامها بالواقع الجديد فشلت في مسعاها وبدأت بتسويق المبررات والحجج الغير مقنعة عن تقاعسها وفشلها في محاولة منها للحفاظ على موقعها السياسي والحزبي ودورها القيادي .
.
الا أنه مع تكرار الحالات واستمرار الأزمة وبروز تحديات ومتطلبات جديدة يوماً بعد يوم بدأت تخسر الكثير من جماهيرها وتفقد مصداقيتها وهنا انكفأت على نفسها ودخلت في دوامة المهاترات الحزبية واللجوء الى نشر الانشقاقات والبحث عمن يلقي باللوم عليها لتبرير فشلها القيادي واختصر دورهم على اصدار البيانات والظهور الأنيق على شاشات التلفزة فماذا كانت النتائج :
.
1 ـ الكره الجماهيري للقيادات السياسية حتى وصلت حد القرف
.
2 ـ تقلص أحزاب المجلس الوطني الكردي الى خمسة أحزاب مع غياب تام لدور المستقلين والحراك الشبابي وعدم القدرة على تشكيل لجان تخصصية وتفعيل دور مجالسها المحلية
.
3 ـ فقدان تأثيرها بالشارع الكردي مع زيادة وتيرة الانشقاقات في صفوف الأحزاب الكردية
.
4 ـ لجوء البعض من القيادات عن فرص بروز شخصيتها والبحث عن المكاسب الشخصية للتعويض عن هزيمتها السياسية
.
5 ـ تقاعسها عن القيام بدورها الفعال ضمن الائتلاف الوطني السوري
.
6 ـ انعدام قدرتها على تفعيل المرجعية الكردية والتي انتعشت معها آمال الجماهير الكردية سرعان ماتبعثرت تلك الآمال على منصة الخلافات الحزبية فهل ستكون قادرة على لعب دور ما في المرحلة المقبلة بهذه العقلية وباتباع ذات الاسلوب أم أنها ستواجه فشلاً أكبر ان لم تتغير تلك القيادات واسلوب عملها وتتوصل الى هيكلية سياسية جامعة وتفرض نفسها في العمل الميداني بأساليب مختلفة تتماشى مع الواقع الجديد ومتطلبات المرحلة القادمة ستلاقي تلك القيادات هزيمة نكراء وتكون محل استهجان وازدراء من الجماهير الكردية ومن سيعمل ميدانياً حسب امكانياتها ويتبع سياسة متوازنة ويبتعد عن المهاترات والعداءات الحزبية سيبقى ويكون له موطىء قدم في المستقبل
.
6 ـ 4 ـ2015
.
المحامي محمود دالي
آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر