(( فانيس )) … رحلة الموت والضياع … مرةً أخرى فعلتها يا أيها البحر

تقارير خاصة 04 نوفمبر 2015 0
(( فانيس )) … رحلة الموت والضياع … مرةً أخرى فعلتها يا أيها البحر
+ = -

كوردستريت – سامية لاوند /

.
انطلق ” اليخت ” ذاك المركب الصغير في 14 – أكتوبر – 2015 متمايلاً بين تلاطمات أمواج بحر ” إيجه ” المخيف نحو الجزر اليونانية , التي باتت متعطشة للأرواح السورية , لتأخذ على حين غفلة عشرة أشخاص , يبدو أنه لم يرتوي من هؤلاء الهاربين من وطن سيطرت عليه أوجه يائسة بائسة ، وربما باتت فقط ألواح تجريدية , نسي معها ذاك الفنان الألوان في بحار الموت .

.
هنا يروي لكوردستريت ” نيجيرفان عثمان ” خال الشاب المفقود ” كمال فانيس ” ماحدث من مهاترات ذاك المهرب حول إيصالهم بر الأمان , بطرق آمنة, ليفقد بذلك ابن أخته ، وهو يناجي أحدهم لمساعدته , لكن البحر وأمواجه , كانت الأسرع في إبعاده عن ” اليخت ” إلى مكان مجهول , حتى لحظة الكتابة هذه .

.
يقول عثمان , والألم يفجعه مرة أخرى بمصير كمال المجهول : ” انطلقنا من أزمير باتجاه إحدى الجزر اليونانية ، وتحديداً جزيرة “بلوماري” .

.
انطلقنا بحدود الساعة 6:35صباحاً ، وعدنا المهرب ( عبدالباسط أوسو ) بيخت كبير ، ولكن عند وصولنا إلى البحر , قرب إحدى القرى التابعة لأزمير , المطلة على البحر وجدنا قارب صيد بسيط , بطول 9 أمتار أو أقل ربما “.

.
وأضاف عثمان أيضاً : ” نعم انطلقنا حسب التوقيت المذكور سابقاً , سار المركب حوالي 20-25دقيقة , ثم وجدناه يمتلئ بالمياه المتسربة إليه شيئا فشيئا ……. حاولنا بشتى الوسائل إفراغه من الماء … نعم بأيدينا … بما نملكه من وسائل حتى ” رضاعات الأطفال ” ………… وأكياس النايلون ….. رمينا مافيها من الحقائب ليتوازن ويطفو ، ثم انقلب القارب على إحدى جوانبه “.

.
ثم أشار عثمان إلى عدد الغرقى قائلاً : ” كنا – 25 – شخصاً , بقينا لمدة تتجاوز الخمس ساعات في المياه الإقليمية إلى أن جاءت شرطة السواحل التركية ، ولكننا للأسف فقدنا – 4- أشخاص , فيما بقي- 3 – منهم تحت المركب , امرأة وطفلتين ، كما فقدنا امرأة وطفلتها , من قرية كلهي التابعة لديريك , ولايزال جثمانهما هناك في اليونان , وطفلة من الدرباسية ، والشاب كمال البالغ 18 عاماً , لايزال مفقوداً إلى الآن ” .

.
ثم توجه ” نيجيرفان عثمان ” من خلال موقع كوردستريت بنداء إلى المنظمات الإنسانية , ومنظمات حقوق الإنسان لمعرفة مصير الشاب ” كمال ” , وما آلت إليه حالة والدته ووالده الصحية لخبر عن حياته , لعله لايزال حياً مفقوداً في مكان ما ..

.
والجدير بذكره هنا , أنه حسب آخر احصائيات لعدد الغرقى منذ بدء الهجرة فقد بلغ عددهم 3360 شخصاً .

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر