فرصة الكورد

آراء وقضايا 15 فبراير 2016 0
فرصة الكورد
+ = -

نور شوقي – هولير

.

الكورد شعب بسيط ومسالم، ولا يحمل الضغينة، ولو فعل ذلك ما تعايش مع مغتصبيه سنوات طويلة وتحت شعار الأخوة، وللأسف سياسيهم غير محنكين سياسيين فهم من نتاج مجتمعاتهم، ولم يتعودوا قرأت ما بين السطور لمواقف الأنظمة، أو معارضة تلك الأنظمة ولا حتى مواقف الدول العظمى، كانوا دائماً اتكاليين بمشاعر جياشة نحو من يمد لهم يد العون أو تحقيق حقوقهم وفي أدنى مستوياتها.

.

وأتت الثورة السورية لتضع الشعب الكوردي وسياسيهم على محك المواجهة والمطالبة، لكنهم للأسف أخفقوا في كل المحافل، وعلى جميع المستويات، والسبب يعود إلى بساطتهم وعدم وجود قراءة دقيقة للمرحلة، والاهم من ذلك الموقف الانتهازي للطبقة المثقفة والطبقة البرجوازية الكورديين، والطبقتين كانت مواقفهم ثابتة قبل الثورة باتجاه النظام واتجاه القضية.

.

 وبعد الثورة تطورت باتجاه تحقيق مصالحهم بعيداً عن معاناة الشعب الكوردي وضياع حقوقه، وهذا ما انعكس على الساسة الكورد، فقد استلمت دفة القيادة فئة أمية بفنون وألاعيب السياسة، وللأمانة هم من تواجدوا على الارض في غياب الفئة المثقفة وأصحاب الشهادات العليا، فما كان للساسة الكورد الا ان يعودوا للمربع الاول في الاتكال على النظام او على المعارضة في تحقيق اهداف الشعب الكوردي في سوريا، وعلى هذا الأساس انقسموا على بعضهم، وبات كل قسم يحارب القسم الكوردي الاخر فقط ليرضي المحور الذي قدم قدموا ولائهم وثقتهم له.

.

 ومع مرور الأيام والسنيين كان الشعب الكوردي يدفع ضريبة ذاك الانقسام، وهو على أمل أن تتم وحدة الصف الكوردي، أو حتى وحدة الخطاب الكوردي . لكن لا حياة لمن تنادي في ظل الانقسام الذي بات يتحول يوماً بعد يوم الى تناحر (حلقة الاتجاه المعاكس نموذجاً )، وجاءت جنيف 3 لتؤكد للعالم وللسوريين والكورد أن المشروع الواقف على قدم وساق سوف يُنفذ في سوريا، ومن لن يرضى فليضرب رأسه في أقرب حائط.

.

المعارضة السورية كأنها استوعبت اللعبة وقبلت بشروط الدول العظمى وتوجهت إلى جنيف3 لتتحاور مع النظام، أو بالأحرى لتتصالح مع النظام، خاصة وان دورها سينتهي عن قريب وتصريحات جون كيري أكدت ذلك، وتوقف جنيف عن مقرراته حتى قبل أن تبدأ، لتؤكد الدول العظمى أن المعارضة والقوى المسلحة التابعة لها هي السبب الرئيس في تأجيل المفاوضات، وليأتي موقف أميركا التي تقول إن حزب الاتحاد الديمقراطي ليس إرهابيا كما تراها تركيا.

.

 ومن جانب آخر يتم طرح دخول القوات العربية إلى سوريا لمحاربة داعش، والأميركان مثابرين على إنشاء قاعدة عسكرية في روج آفا، ووفد من الإدارة الأميركية والبريطانية والفرنسية تأتي إلى روج آفا وتقابل المسؤولين في الإدارة الذاتية في أول يوم لمفاوضات جنيف 3، وفي ظل استبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي . كل ما يتم في المنطقة . الا تستوجب من الحركة الكوردية بكل فصائلها إعادة قراءة الأحداث ؟، ومحاولة توحيد الخطاب الكوردي ؟، ألم يتأكدوا بعد أن الدول العظمى تبحث عن الساسة الكورد على أرض روج آفا ؟، ألا يكفي اتكالهم على هذه الجهة وتلك وهي مضيعة للوقت في الوقت التي تؤكد المعارضة رفضها لمبدأ الفيدارلية في سوريا وتقدم تحفظها على وثيقة اللامركزية الادارية التي تم التوقيع عليها في الرياض.

.

 وأود أن أعرف كم كوردي شريف شعر بالسرور والنشوة لصراع الديكة التي تمت بين الأستاذين شيرزاد يزيدي وجيان عمر، وبغض النظر لارتباط كل منهما بطرف ومحور، وبغض النظر عن استماتت كل منهما حسب حواره وأدلته ووثائقه على عمالة الآخر لهذا المحور أو ذاك، الم تتأكدوا أن الشريحة المثقفة العربية والمعارضة المتمثلة بشخص الدكتور فيصل القاسم اكدت مفهوم اللعب بالورقة الكوردية، وإظهار النزعة الشوفينية التي لا تتقبل وجود اي شكل من اشكال الكيانات الكوردية في سوريا.

.

لازال الشعب الكوردي ذاك الشعب البسيط والنظيف، لكن لم يبقى سياسيهم على ماهم عليه. لازالت الظروف في الصالح الكوردي وعليهم لملمة البيت الكوردي والتعجيل في المصالحة الكوردية والابتعاد عن الخلافات والاختلافات، والتوصل إلى النقاط والثوابت التي تؤكد للعالم ان الحركة الكوردية بكل فصائلها (مجلس غربي كوردستان – المجلس الوطني الكوردي – كتلة احزاب المرجعية ) هم الممثلون الشرعيون للشعب الكوردي، وعلى القوى العظمى أن تأتي إليهم وتفاوضهم على مستقبل سوريا، لا أن ينقسموا على بعض ويتجه كل قسمٍ بشكل مذل الى المحافل التي ستتمنى رضائهم إن توحدوا.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر