فريد سعدون ؛ الدولة القادمة ستكون من نمور الشرق الأوسط ، ومصدراً للحضارة الإنسانية في المنطقة

ملفات ساخنة 19 سبتمبر 2017 0
فريد سعدون ؛ الدولة القادمة ستكون من نمور الشرق الأوسط ، ومصدراً للحضارة الإنسانية في المنطقة
+ = -

حوار نازدار محمد |

الكاتب والدكتور فريد سعدون في حوار خاص مع شبكة كوردستريت حول موضوع الاستفتاء والجدل الجاري في الأوساط الدولية والإقليمية أكد “ليس هناك بديل عن الاستفتاء، فهو حق
مشروع للشعب الكردي، ولكن يمكن الحديث عن الآليات والإجراءات التي ستفعّل نتائج الاستفتاء،

وتابع “فالمسألة محسومة لصالح الاستقلال، أما كيفية تنفيذ هذا الاستقلال فهو محور النقاشات والحوارات الجارية، فليس بالإمكان إعلان الاستقلال بين ليلة وضحاها، وذلك يتعلق بملفات معقدة جدا من القضايا الإدارية والعقود والاتفاقات والمصالح الاقتصادية ورسم الحدود والتغييرات الجغرافية والديموغرافية وغيرها كثير،
ّ
وهذا الأمر يمكن أن يؤجل تنفيذ نتائج الاستفتاء لسنوات، وهنا بالضبط يمكن البحث عن البدائل المطروحة التي تضمن حق الشعب الكردي في تقرير مصيره من دون إلحاق الضرر بالمنطقة ودول الجوار .

وفي رده على سؤال مراسلتنا حول المرحلة الانتقالية في تاريخ إقليم كردستان فيما بعد 25 أيلول أجاب قائلاً”ذلك يعتمد على الترتيبات التي ستعقب الاستفتاء، وبكل الأحوال فإن هذا اليوم يشكل نقطة تحول جوهرية في تاريخ الشعب الكردي، حيث يرسم هذا الشعب شكلا جديدا لوجوده، ويعلن عن كينونته الراسخة والأصيلة التي استلبتها الدول الغاصبة لكردستان وشوهتها عبر عصور الاستبداد والتسلط والهيمنة العنصرية،

مضيفاً ” أعتقد أن بزوغ فجر دولة كردستان قد لاح في الأفق، وستكون هذه الدولة من نمور الشرق الأوسط دولة عصرية منفتحة وديمقراطية تجلب الحضارة الإنسانية لهذه المنطقة التي افتقدتها منذ تسلط الأنظمة الدكتاتورية عليها .

وبالنسبة لوضع روج آفا وماستكون عليه في المستقبل وبالأخص أنّ الإدارة الذاتية لاتملك الكادر الكافي من المهندسين والجامعيين أفاد سعدون “استطاعت الإدارة الذاتية أن تحقق نوعا من الاستقرار في المنطقة، ولكنها فشلت في تحقيق أي تطور أو ازدهار اقتصادي واجتماعي وسياسي وصحي، حيث تفتقد المنطقة لأي مشاريع انمائية أو اقتصادية أو زراعية، وتدهور المجال الصحي وانتشرت الأوبئة والأمراض الخبيثة بشكل مخيف في ظل عدم توفر الأدوية النوعية، وبدأ المجتمع يفقد توازنه وتماسكه في ظل تدخل هذه الإدارة في حياة الناس الشخصية كمسائل الزواج وغيرها،

وكذلك التضييق على هيئات ومنظمات المجتمع المدني والوسائل الإعلامية في ممارسة نشاطها، فضلا عن تضييق الخناق على السياسيين حتى أصبحت الاعتقالات من الأمور اليومية الاعتيادية دون محاكمات أو قضاء ..

مشيراً إلى المشروع التربوي والتعليمي والذي فُرض على الأهالي والذي يفتقد لأدنى شروط النظام التعليمي، كل هذا وإلى جانب هجرة المتخصصين والأكاديميين والأيدي العاملة فإنه سيؤثر بشكل سلبي كبير في تطوير المنطقة وتحسين ظروفها المعيشية .

وعن الاعتقالات المتكررة والاعتيادية بحق أعضاء المجلس الوطني قال “هذه الاعتقالات غير مبررة، وفي معظم الأحيان تكون ارتجالية وانفعالية لحظية لا سند لها قانونياً ، ولا يتم محاكمة المعتقلين أو تقديمهم للقضاء، مما يعني أنها اعتقالات سياسية بامتياز ، وتجاوز على قانون الإدارة الذاتية وخرق لها، مما يزيد الشرخ في المجتمع الكردي، ويوسّع الهوة بين الأطراف السياسية، ويكبح أي مبادرة لتقريب وجهات النظر وترتيب البيت الداخلي.

وفي إشارةٍ منه إلى تصريح بثنية شعبان المستشارة الإعلامية في الحكومة السورية قال”بثينة شعبان وقعت في مغالطات وتناقضات كثيرة في حوارها مع قناة المنار، فقد ادّعت أنها ستناضل ضد قوات قسد واي قوات أخرى تدعمها، ومن جهة أخرى ادّعت أن أي مواجهة بين الجيش السوري وقوات قسد سيكون بمثابة حرب عالمية ثالثة،

ثم أردف أنها تبحث عن تسوية سياسية وحل لقضية ملايين من الأكراد السوريين ،

مؤكداً أنّ هذه التصريحات ليس لها غير تأويل واحد وهو أن هذا التصعيد الإعلامي هدفه الدفع باتجاه التسوية السياسية ، فليس من مصلحة النظام ولا قسد أي صدام بينهما، لأن ذلك سيهدد الجهود الرامية إلى دحر داعش ومحاربة الإرهاب،

وتابع في السياق ذاته “أعتقد أنه آن الأوان للبدء بحل القضية الكردية في سوريا، وهي العقدة الأخيرة في الأزمة السورية بعدما اتفقت جميع الأطراف على صيغة الحل في أستانة.

وفيما يتعلق بالفيدرالية التي تلوح في الأفق حسب تصريحات قياديي الإدارة الذاتية أفاد “
لا أعتقد ستكون هناك أي فيدرالية في سوريا، بل مناطق إدارات ذاتية ، ويمكن أن يحصل الكورد على الحكم الذاتي، والفيدرالية المطروحة حاليا من قبل الاتحاد الديمقراطي غامضة وتحتاج إلى دراسة وشرح وبيان لمفاصلها ومحاورها وحدودها،

وفيما لو افترضنا أن هذه الفيدرالية سيكتب لها النجاح فإنها وفق مبدأ الأمة الديمقراطية لن تكون بصبغة كردية، وليس هذا فحسب بل سيشكل الأكراد فيها أقلية عددية تكبح أي طموح لهم في إدارة المنطقة .

وفي ختام حديثه توجه بكلمة عبر كوردستريت قائلاً”الفرصة الذهبية سانحة للكورد ، وهذا العصر هو عصر الكورد بامتياز، ولكن الاستفادة من هذه الفرصة متعلقة بالكورد أنفسهم، ومرتبطة بفاعليتهم الذاتية،

وأعتقد من دون ترتيب البيت الكردي وتوحيد جهودهم وقواهم فإن تحقيق الحد الأعلى من الطموحات الكردية سيكون مهددا.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر