فهلويّة الرئيس

آراء وقضايا 21 يوليو 2016 0
فهلويّة الرئيس
+ = -

أثارتْ موجة الأحداث الأخيرة في تركيا التفاتاً كبيراً من الكُتاب والنقاد والمحللين السياسين وأصبح الخبر شغل الشاغل للاعلام العالمي، وقد كانت بالفعل تستحق تلك الضجة نظراً للأهمية القصوى للحادثة التي تُسمى بـ “الإنقلاب العسكري”، أستطاع أردوغان وبذكائه السياسيّ وبمساعدة أعلامه العربي والتركي، جعل هذه الحادثة حديثاً لشوارع العالم باكمله. الإنقلاب بدأ بشكل مفاجئ وغير متوقع، وبنسبة صغيرة من الجيش التركي، وأستطاعوا خلال ساعات من السيطرة على مباني حكومية مهمة ومنها: مبنى التلفزيون ووكالة الأنباء الرسمية ومطار أتاتورك الدولي ومبنى البرلمان وغيرها. ولم يكن باق الا لحظات للأعلان رسمياً عن السيطرة التامة على تركيا، فما الذي ادى إلى هذا التراجع؟!. سؤال يطرح نفسه بقوة.

.
بدأ سلطان زمانه “أردوغان” بتوجيه التهمة إلى المعارض فتح الله غولن ومسؤوليته عن كلّ ما حصل!، أنا لستُ محامي لـ غولن، ولكن أستطيع أن أكذب أردوغان، وأقول: أنه يريد من خلال هذا الفلم السينمائي، التخلص من أبرز معارضيه وخصوصاً أن فتح الله أدان العملية الإنقلابية، ولكن أنقرة أصرت على تهمتها وطالبت واشنطن بتسليمه ورفضت الأخيرة. وقال أيضاً : إن مَن فتح النار على المناهضين للإنقلاب، هم: حزب العمال. تفاجأت كثيراً، فلا يوجد أيّ دليل بسيط على ذلك، وخصوصاً أن الجناح السياسي للحزب المذكور، وهو حزب الشعوب الديمقراطي أدان هذه العملية بأشد العبارات. وحيث أن المخرج هذا الفلم لم يحكم قبضته على تطبيق سيناريو بشكل جيد، سرعان ما ظهرت الضعف في سيناريو ذاته عداك عن التطبيق. فما بين المخرج والنص والممثل تناقضاً وبهذا التناقض قد فضح نفسه سلطان زمانه، ليكون صغيراً في قادم الايام، وهو لن يستطيع أن يقول أن وراء الأكمة ما وراءها، ولمن تنازل ليكون سلطاناً تركيا ببصمة الاخرين ولا يعرف مريديه أن سلطانهم صناعة أجنبية بنكهة تركية بحتة، والاكثر من ذلك صدق أن الفكر والصناعة هما تركيان قلباً وقالباً وهذه سمة التخلف الشرقي الذي يعاني منه تركيا قاطبة، هم يرون انفسهم اوروبيين بينما افعالهم هي اكثر من شرقية من الذي اسس فكرة الشرق، والديمقراطية التي يعلنها بين فينة وأخرى والذي يتبجح بها ما هي فخر الصناعة الاجنبية والدين الذي به يتربع على سدة السلطة بريء من اقواله الذي يدشن بها أي محفل يفتتحه هو، فالانقلاب ليس صناعته بها أُذّل، وهو سيمارس شرقيته وتصفية خصومة بطريقة ديكتاتورية بإعلانه الديمقراطي.

.

جوان زورو

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر