في الذكرى الخامسة عشر لاعتقال القائد أوجلان

آراء وقضايا 17 فبراير 2014 0
+ = -

 

بينما تحتفل جل شعوب  العالم بعيد الحب (فالنتاين) نرى الشعوب السورية هي الأخرى منهمكة ليس بالاحتفال بعيد فالنتاين إنما منهمكة من جهة بانتشال جثث الاطفال  والشيوخ والنساء من تحت  أنقاض المباني التي دمرت نتيجة قصفها  بالبراميل المتفجرة وصواريخ سكود وقذائف الدبابات والمدفعية ، وجميع صنوف الاسلحة الأخرى ومن جهة اخرى منهمكة بتجميع أشلاء موتاها ودفنهم  وتنظيف وغسل شوراعها من اللون الأحمر ، اللون السائد في جميع ساحات وشوراع الوطن الجريح ، الذي ينزف شلالات من الدماء منذ ثلاث سنين ،والعالم يتفرج بلا مبالاة .

واليوم ونحن نتذكر بكل مرارة هذه العذابات ، نتذكر وبحسرة وقهرالذكرى الخامسة عشر للمؤامرة الكونية التي اعتقلت القائد أوجلان وأنظارنا وأنظار الشعب السوري يتجه صوب جنيف 2  في جولته الثانية ، هذا المحفل الدولي الكبير، حيث استطاع الوفد الكردي ضمن وفد الائتلاف  (الذي لا يختلف في جوهره عن النظام بشيء بالنسبة للقضية الكوردية السورية) ،  وبجهوده الفردية ان يدرج ملف قضية الشعب الكردي في سوريا الى جدول أعمال جنيف2 ، وان يوثق مجازر قامشلوا  2004ضمن قائمة المجازر التي ارتكبها النظام السوري…                                        ………………………………………………………………..

نعم انها الذكرى الخامسة عشر لاعتقال القائد اوجلان ، والشعب الكردي يمشي بخطوات مدروسة نحو تحقيق واسترداد حقوقه الطبيعية في جميع الأجزاء ومن هنا نرى ان المؤامرة مستمرة ومنها  توقيت تسريب فيديو اوجلان المفبرك والذي لا يمت الى الحقيقة ولا الى اوجلان بشيء والهدف منه جلي وصريح ، وهو ضعف الروح المعنوية لشريحة كبيرة من الشعب الكردي المؤيد للأوجلان ، بث السموم بين ابناء الشعب الكردي عامة ، ضرب عملية السلام الجارية بين أكراد تركيا وأردوغان و إحداث شرخ في قيادة ب ك ك التي بقيت وفية لاوجلان وأخرها ضرب مكتسبات الشعب الكردي في روشافا وخلق فتنة كردية كردية والاصطياد في المياه  الكردية العكرة خاصة بعد انتصاراتها على كتائب داعش و مثيلاتها من كتائب الظلام .   

نعم تمر اليوم ذكرى أليمة وحزينة على الشعب الكوردي في جميع أجزاء كوردستان وفي سائر أنحاء العالم ففي مثل هذا اليوم قبل خمسة  عشر سنة اجتمعت واتفقت أكثرمن عشرة دول  بأجهزتها الأمنية في ملاحقة ومتابعة القائد آبو الذي اجبر على مغادرة دمشق بعد أن حشدت تركيا قواتها وعربدت بالطول وبالعرض وعلى لسان اكبر مسؤوليها بضرب سوريا وتدمير القصر الجمهوري السوري على رأس رئيسها حافظ الأسد و بمن فيه………………………………………………..
 

غادرت الطائرة دمشق وعلى متنها أسير المؤامرة الدولية ,  وسجين طريق الكرامة الكوردية  , متنقلا بين  عواصم عدة  , وبعد سلسلة من الرحلات المكوكية بين عواصم  هذه الدول التي  كانت تعتبر في نظر الكثيرين قلعة للصمود والتحرر,  وملجأ للمظلومين والمناضلين,  والهاربين من وجه الظلم والعبودية,  لكن هذه الدول خيبت نفسها قبل معجبيها و لم تنظر في وضع القائد آبو الذي اضطر أو خطط له  للهبوط في مطار روما الدولي مقدما نفسه الى السلطات الإيطلية التي وجدت نفسها في ورطة كبيرة , كيف تتصرف مع عدو تركيا اللدود والمطلوب من المانيا ودول أخرى ؟
 
وحقا صدق من قال كل الدروب تؤدي الى روما , ولكن روما لم تعد كما كانت , وقائد روما ليس بذاك القائد الهمام  ,وشعب روما لم يعد كما كان , غير ان روما أصبحت قبلة لكل الكورد في ذاك اليوم والشهر , وبالرغم من البرد القارس ، قوافل بشرية اتجهت من كل صوب وحدب , من  دول اوربا والعالم صوب المكان الذي نزل فيه القائد آبو , الكورد بجميع اتجاهاتهم السياسية والفكرية احتشدوا في المكان , افترشوا الارض والسماء في تلك الأجواء الباردة,, ألقوا خطبهم الحماسية , أقاموا الحفلات الغنائية الوطنية والدبكات الكوردية الشجية  , غير أبهين بالعوامل الجوية الصعبة , همهم الوحيد  الحفاظ على قائدهم و رمز نضالهم الثوري التحرري, صديق حقي قرار , كمال بير , مظلوم دوغان , ساكنة جانسيز وغيرهم من مؤسسي ب ك ك الذين   ضحوا بأنفسهم في سبيل انبعاث الحركة الكوردية في  تركيا  من شبه  العدم ومن المقابر الأسمنتية والأكياس البلاستيكية الملقاة في بحيرة وان وفي كهوف ديرسيم ، ومغارات جبال  كوردستان التي ارتوت بدماء الشهداء الكورد وشهداء الحرية أمثال مظلوم دوغان و حقي قرار وكمال بير .

 استطاعت روما  ان تعيد شيء من مجدها  من التاريخ ولكن بصورة مختلفة , الأنظار كلها متجهة صوبها ,  اليسار الإيطالي في صوب واليمين في صوب أخر ,  والعالم يراقب عن  كثب  ما يجري ,  تصريحات دونكيشوتية طورانية هنا وهناك , نفاق وعهر  سياسي مبتذل , صمت وخجل  وترقب من صوب أخر ,  عشرات الشباب والشابات أضرموا النيران في اجسادهم الفتية تعبيرا عن تضامنهم مع قائدهم ,  بينما الأجهزة الأمنية التركية والامريكية والروسية والموساد الإسرائيلي وغيرها تعقد الصفقات فيما بينها وتتأمر على الدول والشعوب الضعيفة  , والثمن غالي ومهم  وهو رأس القائد آبو , هذا القائد الذي زاره شخصيات كوردية وعالمية كثيرة في محل إقامته في روما , وقالت عنه صديقة الشعب الكوردي دانيال ميتران ” أوجلان ليس إرهابيا بل ثائرا يناضل في سبيل حقوق شعبه ” .
 لكن  الديك الرومي Turkey وظنا منه بأن اعتقال أوجلان و إعدامه  سوف ينهي ويشل حركة حزب العمال الكوردستاني وبالتالي القضية الكوردية ,مثلما فعلته إسرائيل مع القيادة الفلسطينية حيث قامت بتصفية أغلب قادتها , و هكذا استمرت المؤامرة الدولية والكونية وأطل بولنت أجاويد رئيس وزراء تركيا انذاك  ورائحة (البامبرز  ) تفوح منه و بعنجهية الديك الرومي على قنوات التلفزيون التركي و الشاشات الفضائية  العالمية  نافشا ريشه بأن أوجلان أو ( أبو ) زعيم حزب العمال الكوردستاني في قبضة تركيا الآن ، ناسيا أو متناسيا بان ما قامت بها تركيا بمساعدة أمريكا واسرائيل وبمساعدة دول اخرى وتواطىء كيني هو إرهاب دولي تجاه مناضل وثائر في سبيل حقوق شعبه .

اعتقال أوجلان ونشر صور الاعتقال بتلك الطريقة المشينة دلت على ان تركيا لا تزال كل البعد عن القيم الأخلاقية و عن الحضارة المدنية الانسانية وبأنها لا تزال مستمرة في الفكر الكمالي و تنكر القوميات الأخرى وأنها بعيدة عن الانضمام للاتحاد الأوربي .
.  
الصحافة التركية اشادت بجهاز الاستخبارات التركية (اي ام تي )التي كانت وراء اعتقال أوجلان منذ سنين عدة وبمساعدة اسرائيل وأمريكا وغيرها , لكن تركيا فشلت في إضعاف ب ك ك بل ازداد الكورد إيمانا بقضيتهم  ووقفوا خلف حزبهم وقائدهم في كوردستان تركيا وها هم اليوم ممثلين عن الكورد بأكثر من سيعين نائبا , والقائد أوجلان لا يزال شامخا في جزيرة ايمرالي و لوحده , هذه الجزيرة التي كانت شاهدا على جريمة إعدام  عدنان مندريس (رئيس تركيا )  بتهمة الخيانة العظمى والذي رد اليه الشرف والاعتبار وبأنه كان ضحية مؤامرة شيطانية دبرها له الاستخبارات العسكرية وجنرالاتها.

إن اعتقال القائد أبو كان صدمة لكل الكورد على اختلاف مشاربهم وأحزابهم , لكن الكورد يدركون جيدا  ان دروب الحرية شاق وطويل,  وثمنه باهظ ونفيس , وأنهم ماضون على درب القائد الخالد البارزاني و قاضي محمد ومن سبقهم كالشيخ سعيد بيران وسيد رضا وقاسملوا وشرفكندي و رفاق( أبو) من أمثال ساكنة جانسيز ورفيقاتها ورفاقها كمال بير وحقي قرار ومظلوم دوغان وليلى قاسم وغيرهم من الأبطال الذين واللواتي رووا بدمائهم   الذكية تراب كوردستان قديما وحديثا  من قنديل الى عفرين ومن سري كانيية الى سننداج ومن ديار بكر الى مهاباد ومن زاخو الى قامشلو و كوباني وان شعار الكورد هو ياكوردستان يا آمان.   
                                                                                                                                                        الرياض

14- 2 -2014
حسني كدو        

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك