في زحمة اقواس الخلافات الكوردية

آراء وقضايا 04 مارس 2017 0
في زحمة اقواس الخلافات الكوردية
+ = -

بقلم : سلمان ابراهيم الخليل

.
في زحمة اقواس الخلافات الكوردية- الكوردية ، وفي ظل أنين انكسارات الاحلام بنيل الحقوق المشروعة ، التي يقوم بوادها لحظة بعد اخرى زيف القيادات التي أصابتها هوس المناصب والمكاسب ، بات همنا وقف اقتتال الاخوة في حضن الام ،وصرنا نستجدي بحثا عن الكوردايتي التي احتكرها تجار القضية ومافيا المؤتمرات المسبقة الصنع ، نبحث عن الكوردايتي في معاجم الاخلاص والتوافق والتضحية ، التي باتت غريبة في زمن النفاق والرياء ، ما زالت اكفنا تحترق بجمر الدعوات والنوايا الطيبة ، ايمانا منا بعدالة قضية شعبنا المظلوم ، رغم زيف المبشرين السياسيين بوحدة الصف ، لكن كل ما يمر الوقت تتلاشى الاحلام ، ويضمحل الانسان الكوردي ليصبح مجرد ورقة يطويها السياسي ويضعها في جيبه ،للمساومة عليه في بازرات السياسة ليصبح مجرد حبرا للاتفاقات السرية ، التي تهوي بمشروع الانسان الكوردي الباحث عن هويته المفقودة وانسانيته المسلوبة ، وينقطع الحبل السري بينه وبين ساسته وزعمائه ، وتصبح العلاقة بين الشعب وزعاماته مشدودة بحبل المصالح والانا الحزبية الضيقة ، ههنا ننفض غبار الاسى عن وجع ذكرياتنا المؤلمة ، التي أوهمتنا بتحقيق تطلعات شعبنا التي اقرتها معاهدة سيفر عام 1920 التي نصت في إحدى موادها “إعداد مشروع حكم ذاتي محلي للمناطق التي يشكل فيها الأكراد الأكثرية والتي تقع إلى الشرق من الفرات وإلى الجنوب من الحدود الجنوبية لأرمينيا , كما تحدد فيما بعد، وإلى الشمال من الحدود التركية مع سوريا وميزوبوتاميا” كما نصت مادة اخرى من هذه المعاهدة “إذا أكثرية سكان هذه المناطق يرغبون في الاستقلال عن تركيا .واذا وجد المجلس آنذاك أن هؤلاء جديرون بمثل ذلك الاستقلال واذا أوصى – المجلس- بمنحهم إياه” لكن هذه البنود تناثرت مع رياح مصالح الدول الكبرى ، وفي ظل تشتت الكرد ، فكانت معاهدة لوزان عام 1923 التي خطفت الحلم الكوردي ، حيث تجاهلت الدول الكبرى حينها فرنسا وبريطانيا القضية وتراجعت عن وعودها بإنشاء دولة كوردية مستقلة ، ولم يرد أي ذكر لكلمة الكورد وحقوقهم في بنود معاهدة لوزان البالغة “143” بندا، هذه المعاهدة التي لملمت احلامنا ، وجعلت كوردستان حكاية وطن ترقص على جراحه الخيبات ، كما يرقص الطير مذبوحا من الألم . بين لوزان إلى اليوم حوالي مائة عام لكننا لم نستفيد من التاريخ وما زالت لعنة الانكسارات والخيبات تلاحقنا ، وبدلا من استثمار اللحظات التاريخية الحاسمة كما حاصل الآن في سوريا والشرق الاوسط عموما وهي تنبا برسم ملامح جديدة لسورية والمنطقة برمتها ، مع حصول تغيير جذري في بنية الانظمة الحاكمة وأشكال الدول ،والاستفادة من هذه المتغيرات الاستراتيجية لصالح قضية شعبنا الكوردي ، وما يقدمه ابنائه من تضحيات ، تذهب هذه التضحيات سدى ، نتيجة الصراعات الحزبية بين اقطاب الحركة الكوردية التي على ما يبدو لم تستوعب دروس الماضي ،مع عدم قدرتها على الارتقاء إلى مستوى القضية الكردية ومواكبة اللحظات التاريخية المصيرية الحاسمة ، وبقائها اسيرة للفكر الاقصائي الضيق وتغليب مصالحها الحزبية ومصالح قياداتها على المصالح العليا للشعب الكوردي ،لذلك فلا غرابة أن تبقى القضية الكوردية متكأه على كتف الحزن كزيتونة باكية.

.

ماورد في مقال الكاتب يعبر عن رأيه ولايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر