قصة اغرب من الخيال لفتاة في الحسكة : “خطبتني لإشباع رغبات زوجها الجنسية”

المراة و المجتمع 02 يونيو 2020 0
قصة اغرب من الخيال لفتاة في الحسكة : “خطبتني لإشباع رغبات زوجها الجنسية”
+ = -

كوردستريت || المجتمع 

حققت هؤلاء الشابات نجاحات جلية ويتقدمن بخطوات واثقة وبفخر غير آبهات بنظرة المجتمع السلبية إليهن، طالما وصلنا إلى مرحلة الرضا عن الذات والثقة بقدراتهن.

وتقول شابات يعانين من إعاقات جسدية طفيفة إنهن قررن عدم التراجع أو الاستسلام أمام الإساءات المتكررة التي يتعرضن لها من قبل المجتمع، وماضيات في تحقيق أعلى درجات النجاج والاستقلال المادي.

لم تستطع خزامى (35 عاماً) أن تكمل دراستها في الجامعة بعد أن أنهت المرحلة الثانوية في مدينة الحسكة بشمالي سوريا، بسبب الحرب الدائرة منذ قرابة 10 سنوات، والنزوح المستمر من مكان لآخر. إلا أنها أثناء فترة إقامتها في مدينة حلب، كانت قد أنهت كافة المستويات المطلوبة لدراسة العزف على آلة الكمان في المعهد الموسيقي.

وبدأت الشابة التي تعاني من قصور بصري منذ صغرها، بتدريس الموسيقا لجميع الفئات العمرية في قرية والدتها بشمالي حلب، التي انتقلوا إليها بعد أن دمرت الحرب منزلهم في المدينة.

كما عملت مدرّسة للغة العربية والرياضيات إلى جانب الموسيقا لتلاميذ المرحلة الابتدائية بسبب نقص عدد المدرّسين.

وتعيش خزامى حياة طبيعية وترعى والديها المسنَّين، واستطاعت دائماً إيجاد عمل لها أينما حلت لئلا تحتاج لمساعدة الناس.

“توزيع المهام بين زوجتين”

كان ذلك في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عندما زارتها جارتها الجديدة في أحد أيام عطلة نهاية الأسبوع، لكن من أجل طلب “غريب”.

تقول خزامى، “انفجرت بالضحك عندما رأيت وجه جارتي وهي تطلب يدي لزوجها بكل جدية، لكنني ذهبت لتحضير بعض القهوة لنجلس ونتسامر كعادتنا ظناً مني أنها تمزح”.

وتضيف: “لكن جارتي قاطعتني بهدوء وقالت لي، أنا لا أمزح، إن وافقت، سنزوركم مساءً أنا وزوجي للتحدث مع والديك وطلب يدك بشكل رسمي!”.

صُعقت خزامى من سؤال جارتها وموقفها، وصمتت لبرهة تنظر إليها بحيرة تتساءل في قرارة نفسها فيما لو كانت هذه المرأة تقصد ما تقول أم أن ذلك، مجرد مزحة وإن كانت ثقيلة للغاية.

.

ولكي تسيطر خزامى على ارتباكها، سايرتها وسألتها بابتسامة: “ولماذا يريدني زوجك وأنت أم أطفاله الأربعة ولا تعانين من أي مشكلة صحية، حتى أننا متقاربتان في العمر ” تقول خزامى.

كان ردُّ الجارة بمثابة صاعقة أخرى صدمت خزامى، عندما ردت عليها أن “سبب رغبة زوجها بامرأة ثانية هو فقط الجنس”.

لم تتفوه خزامى بكلمة، وتستمر الجارة في شرح موقفها بالقول: “لم أعد راغبة بالجنس بعد أن نزحنا عن منزلنا وخسرنا ممتلكاتنا، كما خسرتُ والدي وأحد إخوتي في الحرب، والهدف الوحيد الذي يحثني على الاستمرار في الحياة هو رعاية أطفالي الأربعة”.

“جحظت عيناي ثانية، وسط حالة الصمت، كان سؤالها صاعقاً ومحرجاً للغاية” تتذكر خزامى.

هل هو غياب الرادع الأخلاقي أم تساهل القضاء؟

ومن المعروف أن القوانين في معظم البلدان الإسلامية لا تمنع زواج الرجل بأكثر من امرأة. وخاصة في البلدان التي دمرتها الحروب وهجّرت الملايين، حيث بات الزواج معضلة يعاني منها الأسوياء الأصحاء قبل غيرهم.

و ارتفعت نسبة “العنوسة” بين الشباب والشابات في السنوات الأخيرة في معظم البلدان العربية، ووصلت نسبتها في سوريا، في العقد الأخير بحسب الإحصاءات الرسمية إلى 70 في المئة، بسبب الحرب وخوف الشباب العاطل عن العمل من تكوين أسرة ومواجهة المستقبل المجهول.

ولذلك، اقترح القاضي الشرعي الأول في دمشق، محمود معراوي، الزواج بثانية كأحد الحلول للقضاء على ظاهرة “العنوسة” في البلاد. وأشار إلى أن القضاء السوري “سيتساهل مع مسألة الزواج من امرأة ثانية وثالثة، مثل تساهل القضاء في مسألة التأكد والتدقيق من قدرة الزوج على تحمل الأعباء والمصاريف المالية لإعالة أسرتين أو ثلاثة كما كان لزاماً في السابق”.

وبالفعل أضحى بعض الرجال المتزوجين ولديهم أطفال أكثر جرأة في التفكير بالزواج من فتيات شريطة “عدم إنفاق المال عليهن” بمعنى لا وجود لالتزامات مالية أو ضمانات اجتماعية لحماية حق المرأة في حال فشل الزواج.

وحذّر خبراء الصحة العقلية من هكذا خطوة لما لها من تأثير اجتماعي سلبي في تفكك الأسرة وحرمان الأطفال من حنان الأب الذي قد ينقسم بين أسرتين.

.

“المشكلة ليست في إعاقتي بل في كوني أنثى”

تقول خزامى: “غالباً ما تطرق مسامعي عبارات الأسى والشفقة من الناس الذين ألتقي بهم بسبب نظاراتي الطبية السميكة”.

وتضيف: “سمعت ذات مرة إحدى النساء تقول لوالدتي، إن مشكلة خزامى ليست في ضعف بصرها ولكن في كونها أنثى”.

وتقول لمى الصفدي، وهي أخصائية في الإرشاد النفسي والأسري، إن المنظومة الاجتماعية عامة أجحفت بحق المرأة منذ عقود طويلة، وأهملت تفاصيل وجوانب إنسانية مهمة في المرأة وخاصة عند اختيارها كزوجة، ويندر أن يتزوج شاب لا يعاني من مشاكل جسدية من فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتنصح الصفدي هؤلاء الشابات بتوجيه طاقاتهن نحو تحقيق الذات والعمل على تطوير مهاراتهن للاستغناء عن مساعدة الآخرين. أما نظرة المجتمع فلن تتغير إلا بمرور الزمن وبمساهمة من جميع فئات ومجالات الحياة بحسب رأيها.

وتضيف: “الرسالة يجب أن توجه إلى المجتمع للبحث عن القيم الأخلاقية، فالشكل قابل للتجميل والتغيير، أما جوهر الإنسان فهو ما لا يتحمل أي عمليات تجميل”.

وثمة تجارب كثيرة لشابات يعانين من إعاقات جسدية لكنهن حققن المستحيل ونلن أعلى الدرجات العلمية.

.

لا تجد المجتمعات الشرقية في إعاقة الشاب الجسدية مشكلة كما يرونها في المرأة، وتبقى فرص العيش بكرامة متاحة أمامه، في الوقت الذي توصد فيه جميع الأبواب في وجه الفتاة التي قد تعاني من حالة مماثلة تماماً، عدا عن وصفها بأوصاف لها علاقة بإعاقتها الجسدية. وفي أفضل الأحوال، ينظر إليها المجتمع بعين الرأفة والشفقة وكأنها “مخلوق ناقص”.

وربما كانت هذه النظرة الشائعة في المجتمع هي التي شجعت جار خزامى، المتزوج والأب لأربعة أطفال، على طلب يدها ظناً منه أنها ضعيفة وستوافق عليه دون أي تردد.

بي بي سي

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك