قـراءة فـي الـواقـع ” الكـورد وملـف عـفرين إلى أيـن ” ..!!

آراء وقضايا 22 أبريل 2020 0
قـراءة فـي الـواقـع ” الكـورد وملـف عـفرين إلى أيـن ” ..!!
+ = -

كوردستريت || آراء 

بقلم : دلدار بدرخان 

– المتتبع للأحداث في سوريا لا يخفى عليه أن هناك رغبة لدى القوى الدولية ظاهرة أو مبطنة في إعادة تكريس و تكرير النظام والمحافظة على مؤسساته ، خاصةً بعد أن أثبتت المعارضة فشل صنيعها و خوار سياساتها ، و أنها لا يمكن أن تُشكّل بديلاً حقيقياً عن هذا النظام ، وأنها في أفضل الأحيان لا تصلح إلا أن تلعب دور مجاميع إرتزاقية ، وأدوات رخيصة تُدار من القوى الإقليمية أو الدولية .

– وأمام هذا الشرخ الحاصل عامودياً وأفقياً في الهوية السورية منذ عقود طويلة ، وبعد أن دخلت الأزمة السورية عهد التدويل منذ سنوات خلت ، نرى أن حل ملف عفرين مرتبط بالملف السوري ككل ، و تندرج في سياق التسوية النهائية في سوريا .

– ترى ما هي السيناريوهات الأقرب للتحقق ، والأهم ما هو المطلوب منا حالياً ؟

– هل تفي النشاطات و المؤتمرات التي يقوم بها بعض الكورد في أوروبا من أجل عفرين بتحقيق المطلوب ، أم تراها عبارة عن فض عتب وفرصة لظهور البعض لتبييض صوَّر مشغليهم ،
أو للتسلُّق و التبجح و التقاط صوّر تذكارية للبروزة في أفضل الأحيان ، أليس المبالغ المصروفة هنا وهناك أولى بها طفل عفريني من صغارنا يمشي بلا حذاء تحت الثلج و حمأة المخيمات ، أو لعائلة مفجوعة أثخنتها الجراح والضّيم .

– إننا لا نقصد مغالطة التوسل بالشفقة بل نؤكد أن السياسة هي فقه الأولويات .

– وكقراءه أولية ما نتوقعه سواءً أبقي رأس النظام في دمشق أم لم يبق ، سيبقى النظام بهيكليته قائماً بنفس الذهنية ، لأن النظام لا يعني كما يتوهم السذج شخص الأسد فقط ، و في حال إنتهاء الحقبة قد يكون ثمن رأس النظام هو بداية التسوية والتوصل لمصالحة شكلية بين الطرفين المتصارعين ، فهذا ما يتم ترجيحه من خلال الإستقراء السياسي كما يتبين .

– إذاً السيناريوهين المتاحين إما إنفراد النظام لوحده وهذا ما نستبعده ، أو إقرار تسوية تنخرط فيها المعارضة بعد إقرار دستور جديد للبلاد و إجراء إنتخابات ، وهذا أقرب إلى الواقع والتصورات .

– فبالرغم من كل إجرام النظام بحق السوريين / وتوليه مهمة حرق الناس في السماء بعد أن أوكل مهمة حرقهم في الأرض للمعارضة المتأسلمة والثيوقراطية / إلا أنه يبقى وجود مؤسساته ولو من غير رأس النظام حلاً معقولاً لدى كثير من الإرادات الدولية خاصةً بعد أن أنتفى البديل الحقيقي ،وسواءً بقي منفرداً أم بجسم صوري مع المعارضة عبر مصالحة وطنية تطوي ملف الحرب الدائرة رحاها منذ تسع سنوات إلا أن فرصة إخضاعه / منفرداً أو متحداً / من قبل روسيا ستبقى متاحة إلى أزمنة متواصلة ،

– إذاً ما نعتقده كقراء هو أن هيكلية النظام خاصةً بالمراكز الحيوية ستبقى قائمة ، و لا أحد يرضى بعودة النموذج العراقي ، ولم يسمح العالم في فترة الأزمة / الحرب ولن يسمح بعدها أن تمس مراكزه الحيوية أوحاضنته بأي عمليات إنتقامية أو تطهير عرقي يمتد إلى مناطقه .

– إن ما يهمنا في هذه الجزئية من أستمرار الوضع في سوريا للحضيض وحالة الإستنزاف الإقتصادي الحاصل منذ فترة الكل بات يعلمها ، و هو وضع مناطقنا المحتلة في عفرين ومن ثم تل أبيض وسري كانية ، وما هي السيناريوهات المتاحة ، وما علينا نحن أنفسنا التجهيز له داخلياً وخارجياً ،
وإلى متى ستبقى دعواتنا مجرد صرخات في بئر مهجورة .

– إننا كدارسين في الرابطة ” Bêkes ” للدراسات نؤمن أن أي إقتصادي أو سياسي بارع يقرأ ألف باء السياسة والإقتصاد يدرك أن الموارد دائما شحيحة والمطالب دائماً في المقابل كثيرة و لا تنتهي ، والسياسي الحقيقي هو الذي يعرف فقه الأولويات فيها ، أي يعرف كيف يفاضل بينها ، وكيف يحقق بأقل كلفة ممكنة أكبر عائد ممكن ومتاح منها .

– ونظراً لأن التدويل الحاصل بين القوى الدولية المتورطة في الملف السوري مرتبط بملفات وتنازلات أقرب للبيع والإتفاقات على تقسيم الكعكة ، وأن المؤشرات تشي بأن رغبة الدول لحد الآن تتجه نحو الحفاظ على كامل التراب السوري بدون تقسيم ، وبقاء مؤسساته أي بقاء النظام ولو بدون رأسه ، نجد أن سيناريو بقاء الأمر على ما هو عليه تحت نفوذ تركيا هو الوضع الأقرب للتنفيذ ، ولو كمناطق نفوذ لها ، وليس عبر تكريس التقسيم فعلياً ، ما لم يحدث تطورات و تتخلخل الدولة المركزية التركية بذاتها ، وأن أي حل لا بد من أن يكون بتوافق الدول المتورطة بالملف لأسباب كثيرة تتعلق بأن إحتمالية عودة النظام لعفرين ضعيفة ،ولا مؤشرات عليها لحد الآن قبل حل وتسوية شاملة للملف السوري ينخرط فيه الجميع وترضي مصالح الجميع ، كوننا نعتقد باستحالة أن تتخلى تركيا عن مجاميعها من الفصائل التي غذتها طوال هذه السنوات ، وتسليم رقبة هؤلاء للنظام بسهولة مخافة أن تنقلب عليها في الداخل ، وكون خروجها من عفرين ربما يتيح مخاوف عودة قواعد PYD إلى المنطقة مرة أخرى ، وهو أمر لن تتهاون فيه تركيا أبداً ولو تلقت ضمانات من أي طرف خاصةً بسبب تيقنها أن النظام هش وأقرب إلى التحالف مع منظومة PYD ، و لأن أي حرب تخوضها PYD هي خاضعة فيه لأجندات أكبر من حجمها الفعلي .

– إذاً باعتقادنا يجب علينا أن نستبعد أيضاً أي حل عسكري منفرد من قبل PYD لاستعادة منطقة عفرين ، ونؤكد أنه ببقاء الإحتلال التركي ولو عبر بسط نفوذها ستقوى رويداً رويداً قبضتها خاصةً أن فرصة إقامة بنى تحتيه من قبلها قائمة ، وقادرة بنفس الوقت على أن توفر مصالح للناس أفضل من فرصة الإرتباط بالداخل السوري المنهك إقتصادياً ، وما نستطيع اليوم تحقيقه من أجل عفرين لن نستطيع أن نحققه بعد عشر سنوات ، فكلما أمتدت الفرصة صعبت المهمة أكثر ،

– إن الأمر رغم صعوبته الآن إلا أنه ممكن و مشروط بأن لا نتكل على أحد سوى على أنفسنا ، أن لا نطالب الإخوة في الإقليم بدور هو أكبر منهم ، وأن نعذرهم أيضاً ، وأن نسترشد التخطيط على أساس / هرم ماسلو / التي سماها بالإحتياجات ، ونحن نسميها المصالح ، و لا يمكن أن تحرر شعباً من سلطة إحتلال وخبزه ومعيشته وحياته مرتبطان بمحتله ، فلنفعل ما نشرناه بالرابطة من بنود تخص النضال اللاعنفي السلمي ، ولنحاول أن نثبت تواجدنا .

– إن قسماً كبيراً من الإخوة والأخوات في أوروبا سيصبحون مواطنين أوروبيين ، وهذه الميزة ورقة نستطيع أن نقوم باللعب عليها إذا أردنا ، وعندها كل شخص سيصبح سفيراً لعفرين ، فلن تنفعكم المنصات و المؤتمرات و لا التوصيات ولا قرارات من يتاجرون بكم لتظهر صورهم و يعطوا الشرعية لمشغليهم وإيثارهم ، الأمر لا يحتاج لساسة بربطات عنق ،
الأمر يحتاج لفعل ، لعمل ، للإرادة والتصميم ، الأمر راجع لكم ، لكم أن تنعموا بجنتكم في أوروبا وتنسوا ، لكن ما نؤمن به أننا سواءً فشلنا أم نجحنا لا يهم المهم أننا حاولنا ، المهم أننا بادرنا .

– رابطة بيه كه للدراسات في أوربا

كتبت بتاريخ : ٢٢ – ٤ أبريل – ٢٠٢٠

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر