كردستان سوريا الى اين

آراء وقضايا 30 ديسمبر 2016 0
كردستان سوريا الى اين
+ = -

ليس بالمعنى الحرفي والتعبيري لكلمة الحريق والدمار والتشتت والضياع والتقطيع والانقسام , بل بالمعنى السياسي فان كردستان سوريا تعرض ومازال يتعرض لحريق في الاعماق ويناله التدمير وينهشه تقطيع الاوصال ويوميا” يزداد تقسيما” وضياعا” ومازال تشتيت الشعب مستمرا” مع نزيف للأدمغة , وذلك ومنذ ستة اعوام والى اليوم .فأسبابها كثيرة ومن اهمها :

.
– تشرذم الحركة السياسية الكردية والتعداد الكبير لعدد الاحزاب الكردية وارتباطاتها بمحاور واجندات كردستانية و اقليمية ودولية تخدم اجنداتها اكثر ما تخدم قضيتنا الكردية العادلة في كردستان سوريا .
– الهجرة المليونية لشعب كردستان سوريا وتقطيع اوصال المجتمع الكردي وبداية التغيير الديموغرافي للمنطقة , وتشتيت ابناءنا في المخيمات والمعسكرات في بلاد الاغتراب
– انهيار المؤسسة التعليمية وانقراض الجيل الجامعي لأبناء شعبنا وضياع عدة اجيال .

.
– انتشار ثقافة العنف والارهاب وانحلال الاخلاق وانتشار الفساد وظهور جيل سلبي.
– التمييع لقيم النضال والمناضلين وصعود انصاف الرجال واشباه المناضلين كانت بالأمس نكرة المجتمع الى سدة السلطة وسيوفهم متسلطة على رقاب الشعب بشكل يومي .
– الحصار على كردستان سوريا من قبل الاب والاخ والصديق والعدو ومن كل النواحي
– استهداف كردستان سوريا من قبل وحوش ارهابية وبشكل ممنهج ومدروس ومدعوم وتحاول انهاء الشعب والقضية معا” .

.
كل ذلك اكبر واخطر واعنف من الدمار والحريق والتقسيم والتشتت والضياع . ففي كل يوم يستشهد خيرة شبابنا وبناتنا ويسطرون اروع ملاحم البطولات والمقاومة , ويموت العشرات او المئات في بحار الظلمات وفي بلاد الاغتراب , ومازال يظهر كتابات وبوستات من سياسيين ومثقفين وكتاب لا معنى لها كونها تعبر عن الهروب من الواقع ومن الواجب وتقليد الاخرين واغلبها مسيرة ومأجورة للأسف.
والمصيبة الاكبر ليست في مستعمري واعداء شعبنا ووطننا كردستان بل في بيتنا الكردي نفسه

.
فمجلسنا الوطني الكردي الذي يعتبر ميتا” وكتب له الرحمة والذي اثبت بعدم قدرته على تحمل مسؤولياته التاريخية ولعدة اسباب ,وتحول المجلس الى مجلس حزب واحد يهيمن عليه ويسيره لأجندات معروفة وبه تم تعطيل المجلس الذي عقد الكثير من شعبنا الآمال عليه وللأسف خيب هذه الآمال , وينبغي الغائه وانهاءه وبناء هيكلية جديدة وبأسس تنظيمية جديدة وكل حزب او فعالية فيه حسب حجمه وامكاناته , وان تكون جامعة لكافة احزابنا السياسية , ويجب سحب العضوية من الائتلاف الداعشي الحاقد على الشعب الكردي .كونهم اثبتوا انهم الوجه الاخر للنظام البعثي ويعادون الوجود الكردي وينكرون حقوقه المشروعة
.

وبنفس الوقت نرى حركة المجتمع الديمقراطي Tv.dem وحزب pyd اصبحوا حكومة امر واقع بسلبياته وبإيجابياته ونشروا سياسة الحزب الواحد والتفرد بالسلطة وانكار الاخر وفرض ثقافة الشمولية التي عانينا منها لعشرات السنين والاعتقال السياسي كونه الراي الاخر مع مداهمات وانتهاك حرمات المنازل باقتحاماتها ومداهماتها للقرى والبلدات الكردية وبحجج واهية .

.
الا يكفي صراع المحورين المعروفان “محور هولير وقنديل ” وكل ما ذكر من مأسي وضياع وتشتت هو نتيجة خلافات بين هذين المحورين وصراعهما على النفوذ وارتباطهم بأجندات ومحاور اقليمية ودولية وضحيتهم الشعب والقضية في كردستان سوريا , وخاصة الحملات الاعلامية الغير مقبولة .

.
الاستاذ عبدالحميد درويش سكرتير حزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وجه نداء للطرفين وحاول كثيرا ان يتم ارسال وفد كردي مشترك يمثل الكرد في جنيف وفي كافة المحافل الدولية الاخرى, بالاضافة الى اصراره بضرورة تشكيل مركز قرار كردي سوري يخدم تطلعات شعبنا الكردي في كردستان سوريا ويهدف الى تحقيق اهدافه المشروعة , ولكن للأسف لم يتجاوب الطرفين وذلك لارتباطهم بالمحاور والاجندات المعروفة للجميع والتاريخ لن يرحم احد اذا استمروا بذلك .

.
وما نراه مؤخرا” ونتلمسه من حالة الاحتقان بين الطرفين المذكوران والتحريض المدروس من قبل البعض ومن الطرفين ولهدف حصول الاقتتال الكردي الكردي وازدياد الانتهاكات في حقوق الانسان واستثمارها سياسيا” ستؤدي حتما” الى الجحيم ووئد القضية الكردية .
يا مجلسنا الوطني الكر دي ويا تف دم ويا باقي الاحزاب والمؤسسات والمثقفين لنتوحد في وجه هؤلاء الاعداء من المنظمات الارهابية امثال داعش ومن مستعمري كردستان وغيره من المتوحشين والمجردين من كل القيم الانسانية كونهم يستهدفون الكرد كشعب وكقضية وكوجود وان نلتف جميعا” حول مصلحة شعبنا ونعمل معا” لكسب حقوقنا المشروعة .

.
لوند محمد ( لوند كاردوخي )
كركي لكي 10/12/2016

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك