كرد سورية مرتاحون للعيش في كردستان العراق لأجل عيد الأضحى

ملفات ساخنة 15 أكتوبر 2013 0
+ = -

موقع ميدل ايست اونلاين الأثنين 14 تشرين الأول 2013

ترجمة : تمر حسين ابراهيم

بعد أن فرَوا من الحرب الأهلية الوحشية , يقضي كرد سورية عيدهم الأول في مخيم كاوير غوسك بالقرب من أربيل بعيدا عن وطنهم.

تجلس شقلاوة محمد رشيد على مدخل خيمة بيضاء في مخيم اللاجئين في شمال العراق, يظهر عليها حال عيدها الأول خارج سورية.

تبتسم الفتاة التي تبلغ من العمر ستة عشر ربيعا في وجه والدتها – برشان – التي تجلس بجانبها على سجادة متسخة حيث يغطي وجها قطعة قماش لتحميها من الشمس و الغبار,تهمس بإرتياح ” وضعنا هنا مؤقت “

هناك ما يقارب من أربعة عشر ألف كردي سوري في مخيم كاوير غوسك و الذين سيمضون عيد الأضحى – و هو من أكبر المناسبات الإسلامية خلال العام- بعيدين عن وطنهم .

لكن في الوقت الذي يشعر فيه اللاجئون بالبعد عن منازلهم ,فإنهم قد هربوا من الحرب الأهلية السورية الوحشية و وجدوا الأمان في المخيم قرب أربيل,عاصمة إقليم كردستان العراق المستقل.

” لقد قدمنا من منطقة المزة في دمشق, غادرنا بسبب الوضع القائم هناك . حيث لم نستطع الذهاب إلى المدارس أو نخرج من منازلنا , بسبب خطر الذبح او القتل أو الخطف ” تقول شقلاوة.

” هذا هو عيدنا الأول خارج سورية , كنا في الماضي نحضر الحلويات و نزور بعضنا البعض, كنت أشتري ملابس جديدة و أخرج مع أصدقائي الى المتنزهات أو المطاعم “

لكن تبدل كل ذلك نتيجة الحرب الأهلية الدموية العنيفة بين قوات الرئيس بشار الأسد و الثوار الذين يسعون إلى الإطاحة بحكمه .

تقول شقلاوة بانها أمضت آخر عيد أضحى في دمشق مع عائلتها ” لكننا لم نخرج من المنزل مجددا في ذلك الوقت “

” الوضع هنا افضل بسبب وجود الأمان “

أنشأ مخيم كاوير غوسك في شهر آب عندما وصل عشرات الآلاف من السوريين معظمهم من الكرد بأعداد كبيرة إلى شمال العراق.جعل هذا الأمر منظمات الإغاثة ُتسرع العمل لأجل البنى التحتية الأساسية و المؤون.

دفع القتال بين الجهاديين و بين القوات الكردية السورية إلى موجات نزوح , بحسب الأمم المتحدة هناك الآن ما يزيد على 185 ألف لاجىء سوري في محافظات أقليم كردستان العراق الثلاثة.

بالقرب من خيمة شقلاوة, تعيش – ناراس قاسم- الفتاة التي تبلغ من العمر ستة عشر ربيعا منشغلة بغسل الملابس في وعاء معدني كبير.

” لقد قدمنا من الحسكة , حيث كانت هناك انفجارات , كنا سعداء , كنا في أمان. في سورية لم يكن هناك طعام لكن هنا كل شيء متوفر ” تقول ناراس.

” ليس هناك الآن عيد في الحسكة, حتى عيد أضحى الماضي لم يكن مثل سابقيه,هذا العيد افضل بسبب الأمان و سيكون أفضل من العيد في سورية .

لكنها تضيف ” أمنيتي أختي الصغرى هي شراء ملابس لأجل العيد, لم نشتري أي شيء جديد لأننا لا نملك مالا كافيا لذلك “

مخيم كاوير غوسك مُحاط بسور من جوانبه بحيث لا يستطيع مُقيموه المرور دون الحصول على أذن أو إقامة قانونية.

بالقرب من السور مجموعة من الناس يقودها حسن يوسف يتناقشون في الأغاني و المسرحيات التي يرغبون بتقديميها لأجل المخيم خلال عيد الأضحى .

” الناس مستاؤون من الموت ” حيث يشير حسن يوسف البالغ أربعة و أربعين عاما إلى المدينة التي نزح منها .

لكنه يضيف بإبتسامة ” لا نشعرهنا بأننا بعيدون عن بلدنا, نشعر بأننا في وسط بلادنا لأن هذا حقنا موطننا “

” لقد شكلنا مجموعة موسيقية و مسرحية لنسلي الأطفال , الشباب و العائلات, كي يصبحوا سعداء , نقوم بواجبنا في تخفيف الألم الذي يشعرون به “

بدأ الناس بتشجيع حسن للعزف و على نحو خاص رجل يُخبر بإبتهاج كل شخص من حوله بإبتسامة و الدموع في عينيه ” هذا ابن عمي , إنه يكون ابن عمي “

يجلس يوسف على كرسي بلاستيكي أزرق بالقرب من سور المخيم حاملا آلة موسيقية ذات أوتار تدعى – ساز – و يبدأ بالعزف .

بعد لحظات يبدأ الغناء بالكردية أيضا و يُخيم الصمت عندما يستمع الناس بإنتباه كامل إليه و هو يتحسر على ما يجري
في القامشلي.

يقول في أغنيته ” الأمان أفضل هنا , كردستان موطننا “

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك