كركي لكي: الحروب السّوداء تملأ صفحات قلوب الأطفال البيضاء برسم الحرب ولعبة الموت.

تقارير خاصة 02 فبراير 2017 0
كركي لكي: الحروب السّوداء تملأ صفحات قلوب الأطفال البيضاء برسم الحرب ولعبة الموت.
+ = -

كوردستريت – سيفال محمد
.
لاتتوقف معاناة الأطفال من الحروب بتوقف المدافع، بل تصاحبهم إلى مراحل متقدّمة من أعمارهم، وتكون نتيجة تراكم المشاكل المختلفة النفسية، الاقتصادية، العائلية والتعليمية وغيرها لتكون سببا في تكوين شخصية طفل انطوائي.

.
يقول الأطباء النفسيون عن أطفال سوريا “ربما لن يشفوا من الاضطرابات النفسية التي تسببها لهم الصور المختزنة في أذهانهم عن مشاهد الموت والدمار التي عايشوها” والدكتور “فتحي الشرقاوي” أستاذ علم النفس يوضح إن المشاهد التي يراها الطفل بين سن الثالثة والسابعة تشكل شخصيته وتؤثر في سلوكه، ولذلك فإن مشاهد الجثث المحترقة والمنازل المهدمة يختزنها الطفل في عقله الباطن فتفقده طفولته وعفويته، فالآثار السّلبيّة لتلك المشاهد حسب تعبيره “لا تنتهي بنهاية مرحلة الطفولة، بل تشكل مرآةً يرى الطفل العالم من خلاله”

.
وأضاف في سياق متصل ولأنّ الأطفال لا يفهمون مبررات الحرب كما يفعل الكبار، فإنّه لا سبيل أمامهم للتعبير عن تأثرهم بما يعانون ويعايشون ويرون من تلك الحرب إلا الانطواء والعدوانيّة، من السهل أن نقول للآباء والأمهات: “لا تدعوا أطفالكم يرون مشاهد القتل والدمار في نشرات الأخبار، لكن ماذا نقول لمن يعيشون الحالة كما في حلب وحمص وريف دمشق وغيرها … ماذا تقول الأم لطفلها عندما يهتزُّ بيتها من القصف، وينهار البيت المجاور ويموت زملاء وأصدقاء أطفالها الذين يسألون عنهم.. يبدو أن واقعنا أصعب من كلّ التحليلات”

.
“سعاد” نازحة من حلب عاشت تجربة من هذا النوع، فعندما كان أطفالها يسمعون أصوات الغارات كانت تخبرهم أنها أصوات المفرقعات التي اعتادوا سماعها أثناء وبعد مباريات كرة القدم، لكن هذه الكذبة لم تدم طويلاً، فالأطفال أصبحوا يرون هذه الغارات ويسمعونها في آن واحدٍ ولم تفلح محاولات الأم بإبعادهم عن التلفاز في منعهم من معايشة آثار الحرب، في النهاية لم تجد مهرباً من إخبارهم بحقيقة ما يجري رغم صغر سنهم.

.
أما “حاتم” كان أسعد حظاً بكثير فهو من سكان إدلب فقد تعرضت لهجمات متفرقة، وتذهب محاولات الآباء والأمهات سدى في التخفيف من أثر هذا الواقع على أطفالهم حتى أنهم أصبحوا أطفالاً بلا طفولة، وباتوا يرون مشاهد الأطفال أمام الدبابات في شوارع المدن السوريّة، بل إن ألعاب الأطفال السّوريين أصبحت رشاشات ومدافع.

.
في بلدة كركي لكي “ساجدة” إحدى نساء البلدة تقول بأنها تمنع أطفالها من مغادرة المنزل أو اللعب في الشوارع، وبالمزيد من الخوف تقول بأنها تضطر إلى حبس أطفالها في المنزل وبأنها تحاول أن توفر لهم الأجواء الملائمة من ألعاب ومراجيح.

.
وبحسب المعلمة “منال موسى” فإن أفكار الطلاب في المدرسة “مشتتة” ويظهر ذلك جليا من تراجع مستوى طلاب، موضحة بأن كل مايرسمونه كلها عن الأسلحة وأنواعها، ملفتة بأنه في كلّ الأحوال يحتاج الأطفال إلى معاملة خاصة من ذويهم سواء كانوا ضحايا للحرب أو مجرّد متابعين لها في بعض البلدان، مؤكدة بأنها أدركت خطورة هذه المسألة فعمدت إلى مساعدة الآباء والأمهات من خلال حصص دراسية في المدارس تهيّئ الأطفال للتفاعل مع الحرب دون صدمات.

.
وتابعت بأن أول ما يجب أن يفعله الآباء والأمهات عند تعرض الطفل لظروف مروعة في الحروب هو أن يحيطوه بالاطمئنان ولا يتركوه دون دعم نفسي، وأن يطمئنوه بأنّ كلّ شيء سيكون على ما يرام مع تشتيت فكره عن الحدث المروع، موضحة بأن الأطفال الأكبر سنًّا فيمكن مناقشة ما يجري معهم وإقناعهم بأنّهم في مكان آمن وأنّ القصف لن يطالهم مع عدم منعهم من البكاء أو السؤال عما يجري.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر