كلمة( دين) وعلاقتها بالكورد والإسلام وحضارات المنطقة .

آراء وقضايا 29 أبريل 2020 0
كلمة( دين) وعلاقتها بالكورد والإسلام وحضارات المنطقة .
+ = -

كوردستريت || آراء 

.

لو عدنا إلى المراجع العربية للسؤال عن الأصل اللغوي لكلمة دين لوجدناها تحوم وتدور حول معان كثيرة ومتنوعة ولكن بالتدقيق نكتشف أنها كلها بنيت بدلالة كلمة دين فكلمة ديان والتي قيل فيها أنها تعني الرب وتعني القاهر وتعني المالك….الخ والاشتقاقات من قبيل دان ودنو وما شابه والتي تفيد معاني الإقتراب والسيطرة والإخضاع هي في الحقيقة كلها معان مقحمة على كلمة دين التي لا يمكن كشفها وتوضيحها دون الخروج خارج إطار اللغة العربية والبحث عنها في لغات المنطقة.
قبل البحث في لغات الجوار علينا أن نحدد موقع هذا المصطلح داخل المنظومة العقائدية الإسلامية. لا شك أن كلمة دين هي تستعمل كاسم دال على تمام العقيدة فنقول (دين الإسلام) فهذا الإسم له علاقة مباشرة بالمدخل إلى الإسلام والأساس الذي يرتكز عليه إعلان إسلام شخص ما هو “شهادة ان لا إله إلا الله” والشهادة مشتقة من شاهد بمعنى رأى.
إذا عليك أن ترى وتشاهد كي تصبح في الدين وهذا يعني أن دين=رؤية. أو مشاهدة.
لنراجع ثقافات المنطقة والحضارات السابقة لنرى هل كانوا يستخدمون كلمة دين بهذا المعنى العقدي؟.

نعم السومريون استخدموا إسم دينغر DIN GIR وترجمت هذه الكلمة بمعنى الرب أي ديان وبالتفكيك نجد أن كلمة ديان هي صيغة مبالغة من دين (يعني كثير الدين أو كببر) وكلمة دينغر إذا ما ترجمت بشكل حرفي من الكردية إلى العربية ستترجم إلى:
Din= رؤية. مرآى.مشاهدة
Gir= عظيم. كبير
طبعا لا ينكر انتماء اللغتين الكردية والسومرية إلى لغة واحدة أو أصل مشترك.
الآن السؤال هو: ماهو دلالة وعلاقة المشاهدة والرؤية البصرية بموضوع العقيدة والإيمان؟. في الحقيقة الرمز الدال على إسم Dingir يجيب عن هذا السؤال.
يتشكل الرمز من أربع شعاعات متقاطعة إثنان كبيران (بكل أسف لم أعثر على الصورة الأصلية فاضطررت على جلب الصورة أدناه) متعامدان أحدهما أفقي يرمز إلى شعاع الأفق المنبثق لحظة شروق الشمس وهو الشعاع OS فاطر السماء عن الأرض (هكذا اعتقد الشمسيون) والشعاع الشاقولي يرمز إلى الشعاع AS النازل حينما تكون “يكون” الشمس في قبة السماء عند الاستواء. في الوسط بين الشعاعين ومن تزاوجهما ينتج شعاع الميل Ê الدال على الخصوبة والمثنوية والزوجية ولذلك رمز إليهما بشعاعين صغيرين مائلين.
هذا المشهد يعبر عن أطوار الشمس وأحوالها في النصف الأول من النهار في طور الولادة ومن ثم الصعود نحو قبة السماء وهو طور الحيوية والإخصاب والعطاء ولذلك سمي بالمشهد العظيم عكس هذا المشهد هو مشهد الإنحدار من قبة السماء نحو الغروب والموت ولذلك فإن الأشعة في الطرف الأيمن من الرمز أي الطرف الغربي تتناهى إلى الفناء عكس ابتدائها من جهة الشروق وهي بكامل التدفق (انظر الصورة في الأسفل).
يفيدنا ما اوردناه أعلاه في فهم المصطلحات التي نستخدمها والطقوس التي نمارسها وتفسر لنا على سبيل المثال. لماذا نقول أشهد أن لا إله إلا الله ولا نقول: اقتنعت ان لا إله إلا الله؟. لأن العقيدة مبنية على خبر أخبرنا به من شاهد ورأى فلا نناقش معقولية ولا معقولية الخبر وإنما إما أن نصدق ناقل الخبر أو نكذب فالدين ليس نظرية أو فرضية يمكن إثباتها أو نفيها بالحجج العقلية وإنما الدين خبر يصدق أو لا يصدق ولذلك عرف الإيمان بأنه ما وقر في القلب وصدقه العمل ولم يعرف على أنه ما أقره العقل وأثبتته الحجة فالعقل والحجة يأتيان تاليا في المرتبة ما بعد الشهادة وفقا للفكر الديني. ولأجل هذه أعتبر المتكلمون أن عين اليقين أولى من علم اليقين وأن الخبر (بكسر الخاء) ليس كالخبر (بفتح الخاء).
بقي أن أشير إلى أنني قرأت ذات مرة عن النجمة الثمانية وعلى أنها نجمة كلاويز Gelawêj نجمة الصباح وأنها نجمة كردية وجدت على قبر الملك الميدي (……) في الحقيقة ما رأوه كان رمز دينغر ليس إلا وهو دلالة على إدعاء الملوك الميديين الربوبية.

بقلم : شمس الدين حمو

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك