كوردستريت-تستطلع: آراء النشطاء حول انتفاضة قامشلو 2004

تقارير خاصة 12 مارس 2017 0
كوردستريت-تستطلع: آراء النشطاء حول انتفاضة قامشلو 2004
+ = -

كوردستريت – سليمان قامشلو

بدأت انتفاضة 12/مارس 2004 في مدينة قامشلو أثناء مباراة جرت بين أبناء مدينة قامشلو فريق “جهاد” وفريق مدينة ديرالزور “الفتوة” والتي سرعان ما تحولت المباراة إلى مناوشات لتشد بالتدخل الأمن السوري الذين أطلقوا الرصاص الحي على المتواجدين في ملعب قامشلو مما أدى إلى استشهاد مايقارب 50 شخصا.

.
كانت انتفاضة قامشلو البذرة التي ربما تعتبر الوحيدة من نوعها التي وحدت الكورد صفا واحدا رغم تعدد انتماءاتهم الحزبية، فخرجوا إلى المظاهرات التنديدية ضد النظام السوري لأول مرة، مما دفع النظام إلى اعتقال ونفي المئات من الشباب الكورد والذين بقي بعض منهم مفقودا إلى اللحظة.

.
استطلعت شبكة كوردستريت الإخبارية آراء النشطاء الكورد حول انتفاضة 2004، فعضو منظمة سوز الناشط السياسي “محمد شيخموس” يقول بأن انتفاضة قامشلو إضافة إلى إنها كانت نقلة نوعية في مسيرة نضال الكورد كانت أيضا رسما جديدا للشخصية الكوردية الثورية، وتجسيدا عمليا للرهان على الترابط القومي والفعل الجماهيري التعبوي وكذبت ادعاءات البعث أن سوريا عربية ولا يوجد فيها كورد.

.
وأضاف في سياق متصل بأن هذه الانتفاضة أبرزت مفاهيم جديدة وغيرت المعطيات، واجبرت نظام البعث على التعاطي بشكل علني مع القضية الكوردية من ناحية أخرى. هذه الانتفاضة أعادت للشارع الكوردي حسب وصفه “الجرأة” وأعطت ضوء أخضر للشباب الكورد بأنهم أصحاب كلمة، وبانهم قادرون على إبداء ردات فعل قوية إزاء ما يتعرض له الكورد وبات النظام يحسب حساب خطواته اتجاه الكورد.

.
“شيخموس” أكد بأنه كمشارك في تلك الانتفاضة التي بدأت على شكل تظاهرات جماهيرية عارمة بأنهم خرجوا بالآلاف إلى شوارع رأس العين، وللوهلة الأولى كان العدد قليلا و لكن سرعان ما تكاتف الشباب بكافة انتماءاتهم السياسية والثقافية وقالوا كلمتهم دون خوف وبكل شجاعة. منوها بأنها كانت المرة الأولى التي يشعرون فيها بأنهم انجزوا شيئا أو على الأقل اطفئوا بعضا من اللهب الذي كان يكوي قلوبهم طوال سنين، ملفتا بأنهم كانوا يتأملون أن تستمر الانتفاضة لتتحول لثورة عامة تشمل سوريا بكافة شرائحها ولكن تم “وأد” الانتفاضة بفعل فاعل ولم يستطعوا اكمالها.

.
ومن جهته تحدث الناشط السياسي “هفراز قاسم” معتبرا أحداث قامشلو “مجزرة جماعية” بحق الشعب الكوردي في جزء كوردستان الملحق بسوريا، ورافقها الكثير من الاعتقالات والمداهمات والملاحقات وإلى اليوم، مشيرا بأن هناك أشخاص مفقودين قي سجون البعث، وبالرغم من مأساتها فإن الكورد حسب وصفه “توحدوا ووقفوا وقفة رجل واحد تاركين توجهاتهم الحزبية ومتوجهين بروح الكوردايتي إلى الشوارع” وتابع بأنه شخصيا لم يتعرض حينها للاعتقال، منوها بأنهم دفعوا الثمن غالبا حتى بعد عام 2004.

.
وبحسب الناشط الصحافي “كاوى عيسو” فأن انتفاضة قامشلو كانت كسر قيود الخوف والظلم والاضطهاد المفروض على الشعب الكردي من قبل النظام السوري، مؤكدا بأنه شارك في المظاهرات وتحديدا في مدينة سري كانيه “رأس العين” وذلك تضامنا مع الأهل والأحبة في مدينة قامشلو، موضحا بأنها كانت مظاهرات سلمية وشعبية.

.
“عيسو” أوضح بأنه لم يعتقل حينها؛ ولكن أعتقل الكثير من الأصدقاء الأقرباء؛ وكذلك اعتقل أخاه من قبل الأجهزة الامنية السورية على حد قوله.

.
تجدر الإشارة إلى إن انتفاضة قامشلو تعتبر من أسوأ الاضطربات التي شهدتها المناطق الكوردية في سوريا آنذاك، والتي جعلت النظام السوري يحسب خطواته في اتخاذ أي قرار يخص الكورد، وتجدر الإشارة إلى وقوع ما يقارب 50 شهيدا؛ معظمهم من مدينة قامشلو وعفرين وديريك وسري كانيي وعامودا وحلب.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر