كوردستريت” تستطلع” : كيف تنظر النخبة الكوردية الى العقوبات الأمريكية على تركيا ومدى تأثيرها على سوريا ؟

ملفات ساخنة 13 أغسطس 2018 0
كوردستريت” تستطلع” : كيف تنظر النخبة الكوردية الى العقوبات الأمريكية على تركيا ومدى تأثيرها على سوريا ؟
+ = -

كوردستريت|| مزكين ابراهيم 

.

أحدثت قضية “القس”  الأمريكي المعتقل لدى تركيا بدعوى تتعلق بدعم المنظمات “الإرهابية”  شرخاً  في العلاقات بين الدولتين ، إذ دعت أمريكا تركيا للإفراج عن القس الأمريكي وإلا فإنّ العواقب ستكون وخيمة لتبقى تركيا على موقفها الرافض للإفراج عنه ، الأمر الذي أجبر أمريكا لفرض عقوبات اقتصادية عليها لتصل الليرة التركية إلى أدنى مستوى له خلال العام 2018 .

.
شبكة كوردستريت  تابعت الموضوع  عن كثبت وتوجهت بالسؤال لنخبة من السياسيين والكتاب حول ما إذا كانت  العقوبات الأمريكية على تركيا مؤقتة أم دائمة وهل يمكن أن يتطور الأمر نحو القطيعة دائمة بين الدولتين وانعكاساتها على الوضع في سوريا.

.
  عبدالرحمن كلو عضو المكتب السياسي في  حزب  يكيتي الكردي قال في حديث خلص لكوردستريت بانه  « يمكن قراءة العقوبات على كل من إيران وتركيا في التوقيت ذاته على أنه إدارة ذكية براغماتية من لدن واشنطن بخصوص سوريا والعراق وهذه الإجراءات تأتي في سياق الإستراتيجية الأمريكية لتحديد مصير المنطقة ككل وإعادة هيكلته بما ينسجم مع مشروعها الشرق أوسطي” القديم-الجديد” ،

.
وتابع حديثه في ذات الصدد« فهي من جهة قررت إنهاء النفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا وفي التوقيت ذاته أعلنت حربها الاقتصادية ضد تركيا لتقول لها لا لمشروع الإمبراطورية العثمانية الجديدة الذي يقوده العدالة والتنمية، مشيراً أنها لن تسمح لا لتركيا ولا لإيران في التمدد خارج الحدود الاقليمية لدولها، وعليها أن تسلك سلوكيات الدولة ضمن هذه الحدود بعيدا عن المشاريع الأيديولوجية ذات الطابع الإمبراطوري،

.
وأضاف كلو « أما تقسيم المنطقة أو رسم حدود ديموغرافيات جديدة فهو من شأن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، والخيارات التركية محدودة للغاية وإمكاناتها لا تخولها بالخروج عن الحلف الأمريكي، لأنّ الحليف الروسي له أولوياته تجاه إيران والنظام السوري وهذا ما يتعارض كلياً مع استراتيجية مشروع ”العثمانية الجديدة” بأبعاده التوسعية ،

.

معتقداً  بانه  ربما يحاول أردوغان مع إيران وروسيا في ممانعة المشروع الأمريكي في إطار تحالف مؤقت لكنه لن يصمد هذا التحالف أمام الضغوطات الأمريكية لأنّ الضفة الروسية الإيرانية أخطر على تركيا من الضفة الأمريكية، وإن لم يفعلها أردوغان أعتقد أن تركيا ستدخل حالة اضطراب حقيقية سياسياً واقتصادياً ولن تنجو من المتغيرات الحالية التي تعصف بالشرق الأوسط.

.

وعليه فالحالة السورية تخضع لأولويات المشروع الأمريكي أولاً وأخيراً في حالتي الخلاف أو الإتفاق مع تركيا. لذا فالخلاف مع تركيا لن يغير من استراتيجية المشروع الأمريكي في المنطقة بشيء إلا اللهم تأتي الإدارة الأمريكية على التغيير في شكل أو أسلوب عمل بعض الأدوات التكتيكية .

.

ومن جهته لفت الكاتب عبدالباسط سيدا أنّ العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية ليست على ما يرام منذ فترة أوباما، وكان من المتوقع أن تتحسن نسبياً في فترة ترامب، إلا أنها لم تصبح كذلك،

.

مضيفاً أنّ تركيا تلوح بأنّ لديها خيارات أخرى من بينها الدخول في حلف مع روسيا وإيران، وتوسيع العلاقات الاقتصادية مع الصين والدول الآسيوية الأخرى، ولكن في الوقت نفسه تعرف الحكومة التركية أنّ هكذا خيار سيضعف تحالفها التقليدي مع الولايات المتحدة، ويبعدها عن خياراتها الغربية التي تمثل المحور الذي تمفصلت حوله تركيا الحديثة.

ومضى بالقول « من جهةٍ أخرى، الولايات المتحدة في حاجة إلى تركيا ودورها في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وحسابات المنافسة مع الروس والصين.

.
فإذا كانت أميركا جادة في سياستها الخاصة بتحجيم دور ايران فإنها في حاجة إلى تركيا، لا سيما في أجواء الضعف العربي على مختلف المستويات، كما وعليها ألا نتجاهل موقف الأوربيين، فهم رغم عدم موافقتهم على انضمام تركيا إلى اتحادهم ، يدركون أهمية تركيا لا سيما من الجانب الاقتصادي بالنسبة اليهم. كما أنهم يتحسبون للمفاجأت التي قد يواجههم بها ترامب،لذلك فهم سيحرصون على علاقة توازنية مع كل من تركيا وروسيا.

وأشار سيدا إلى أنّ تركيا في وضعٍ صعب من دون شك، ولكن لديها أوراق، ولعل أهمها هي الورقة الداخلية فهي في حاجة إلى حل المسألة الكردية الداخلية على أسس عادلة لمصلحة الجميع، كما أنها من جهة أخرى في حاجة إلى المزيد من الانفتاح الداخلي، وضمان الحريات الأساسية في ميدان التعبير والنشر والتواصل، حتى يشعر الجميع بالمشاركة والفاعلية، وكل ذلك يمنحها المزيد من القوة لمواجهة سائر الضغوط، بل يخفف كثيراً من التشنج الداخلي وامتداداته وتفاعلاته الإقليمية والدولية.

.
فيما ذهب فتحي كدو عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي إلى أبعد من ذلك، إذ قال أنّ تلك العقوبات مؤقتة ووصفها كما يقال في العامية ب” مجرد فركة أذن ” ،منوّهاً أنّ جميع دول العالم عرضة لعقوبات أمريكية إذا لم تتقيد بإجراءات أمريكية حيال إيران ، مشيراً إلى أنّ الوضع في العراق سيؤول إلى حرب” شيعية شيعية ” مقبلة.

.
وأوضح أنّ تركيا سترضخ للقرار الأمريكي ولن تعرض اقتصادها وأمنها لمزيد من الزعزة ، معتقداً أنّ المشروع الأمريكي الجديد سيكون من خلال الاتفاق النووي وفرض عقوبات على إيران والعالم المخالف لقرارها ،و الدليل كبرى الشركات العالمية كالتوتال وغيرها سحبت رساميلها من إيران .

.
لافتاً أنّ المستفيدين من تلك العقوبات هم إسرائيل بالدرجة الأولى وثم دول الخليج والمعارضة السورية والقضية الكردية في أجزائها الاربعة.

.

وتعليقاً على الأمر  ذاته ، قال الكاتب مصطفى أوسو « إنّ العقوبات الأمريكية على تركيا والتهديد التركي باتخاذ إجراءات مماثلة على الولايات المتحدة الأمريكية باعتقادي ستستمر لوقت طويل، لأن الهدف الأساسي من هذه العقوبات لا يتعدى مسألة تشكيل نوع من الضغط على الجانب التركي وإجباره على تغيير سلوكه بالنسبة للعديد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية.

،
وأشار “أوسو”  أنّ تركيا غير قادرة على تحمّل تبعات وانعكاسات هذه العقوبات، التي بينت الأيام الأولى لفرضها، مدى تأثيراتها المباشرة على الوضع الاقتصادي في تركيا، حيث فقدت الليرة التركية بعد أقل من أسبوع حوالي 20% من قيمتها، لذلك فإنّ المرجح أن تقوم تركيا بتقديم التنازلات المطلوبة وتستجيب للشروط الأمريكية، التي جاءت فرض العقوبات من أجلها.

وأكد أنه لن يمر وقت طويل حتى يُسمع أنّ الطرفان قد توصلا لتفاهمات واتفاقات مشتركة، وسوف لن يتطور الأمر إلى القطيعة بينهما، لأنّ المصالح المشتركة بينهما في المرحلة الراهنة وفي المستقبل أكثر وأكبر من تناقضاتهما، والتي أراها أنها ستتقلص رويداً رويداً خلال الفترة القادمة.

وتابع حديثه « لا أعتقد أنه سيكون لهذه العقوبات انعكاسات كبيرة على تطورات الأوضاع في سوريا، لأن أمريكا تتفاهم في العديد من تفاصيلها مع الجانب روسيا – وإن لم يكن بالشكل الكامل الآن – وهذه الأخيرة تقوم بفرضها على تركيا، كما حصل في ريف دمشق و منطقة جنوب سوريا. ويبدو أنّ تركيا لم تعد تهمها في سوريا، إلا وضع حد لتطور القضية الكردية التي أصبحت هاجسها الأول والأخير.

.
واختتم السياسي عبدالله كدو جملة الآراء لشبكة كوردستريت بالقول « بعد لقاء هلسنكي بين رئيسي روسيا و أمريكا، الأوضاع في سوريا،المحاذية لتركيا، تسير نحو ما اتفق عليه الرئيسان ، و بما أن تركيا ترتبط بعلاقات قوية مع روسيا ﻷسباب متعددة ، أهمها اتفاقهما مع إيران كدول ضامنة لاتفاق أستانة حول سوريا،

.
 لافتاً ان  الرئيس الأمريكي ليس من مصلحته توسيع دائرة الصراع مع دول أخرى بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني مع الدول 5+1 .. حيث تجديد العقوبات على إيران و احتمال لجوء إيران لعرقلة الملاحة الدولية ، إضافة لخلافها مع روسيا و تجديد العقوبات عليها أيضاً.

.
وإلى ذلك فإنّ الرئيس ترامب ليس من مصلحته إضافة تركيا العضو المهم في الناتو إلى قائمة الخصوم، و بالتالي إيقاف دور تركيا على الساحة السورية بالتنسيق مع روسيا المتفقة مع أمريكا، إن لم تكن المفوّضة من قبلها.

.
أما تركيا التي تعاني من هبوط شديد في قيمة الليرة التركية ، و بعد تطبيق النظام الرئاسي حديثاً و بالتالي الخلاف مع المعارضة ، إضافة لمواجهة تيار غولن و حزب ب ك ك ، تركيا بحاجة إلى لملمة الخلاف مع أمريكا، و عليه أتوقع أن الخلاف مؤقت.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر