كوردستريت : عيد الاضحى يخذل” الداعش” بدخوله كوباني ومدينة تحت القذف حتى اللحظة

ملفات ساخنة 04 أكتوبر 2014 0
+ = -
بيروت: كارولين عاكوم (الشرق الاوسط)
يقترب تنظيم «داعش» من السيطرة على مدينة كوباني (عين العرب) رغم الضربات الجوية التي شنتها طائرات التحالف بغرض إضعافه في مناطق نفوذه. وقد باتت المدينة الكردية شبه خالية من سكانها بعد تدفق المزيد من اللاجئين في الساعات الماضية نحو تركيا، وسط مخاوف جدية من اقتحامها في أي لحظة، وارتكاب التنظيم مذبحة بحق ما تبقى فيها من المدنيين، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

في غضون ذلك، وسع التحالف ضرباته ضد «داعش» في ريف حلب، وأشارت معلومات إلى استهدافها مساء أول من أمس، منطقة عين عيسى في الرقة، شمال سوريا. وذكر مكتب أخبار سوريا، أن طيران التحالف شن غارات جوية عدة على مدينة منبج وريفها بريف حلب، مستهدفا مواقع تابعة للتنظيم، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن نحو 20 انفجارا استهدفت مناطق سد تشرين ومدينة منبج الواقعة على مسافة 50 كيلومترا جنوب كوباني، نتيجة هجمات صاروخية يُعتقد أن قوات التحالف شنتها.

واستهدف القصف، كذلك، وفق المكتب، القرى المحيطة بجسر قراقوزاق ومباني عدة على طريق حلب غرب المدينة، كما ضرب مبنى سكنيا بالقرب من الرابطة الفلاحية يتخذه التنظيم مقرا لعناصره، مما أدى إلى تدمير المبنى بالكامل، ومقتل عدد من عناصر التنظيم. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي قد أعلن أن التحالف منذ بدء ضرباته قبل أكثر من أسبوع، نفذ 320 غارة جوية، 230 منها في العراق و76 غارة في سوريا.

من جهة أخرى، أعلن «داعش» على لسان أحد أعضائه (أبو عامر البابي) على حسابه على «تويتر» عن سيطرة التنظيم على جميع محاور مدينة كوباني، بعد سيطرة «داعش»، أمس، على الحاجز المطل على المدينة من جهة تل أبيض.

بدوره، أفاد مكتب أخبار سوريا المعارض بوصول «داعش» إلى مشارف المدينة من الجهات الغربية والشرقية والجنوبية، حيث سيطر على تل الإذاعة غرب المدينة، وعلى الحاجز الشرقي للمدينة، مشيرا إلى استخدامه قذائف الدبابات والصواريخ من طراز «غراد».

في المقابل، ينفي أنور مسلم رئيس الهيئة التنفيذية في مقاطعة كوباني، الأنباء التي أشارت إلى إمكانية اقتحام التنظيم للمدينة خلال ساعات من دون أن ينفي أن المدينة محاصرة من كل المحاور، وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» من داخل كوباني: «يحاولون دخول كوباني لكن قوات حماية الشعب الكردي لهم بالمرصاد، وصدت المحاولات بدخول مقاتلي (داعش)، وقد نفذت صباح اليوم (أمس) عملية نوعية على الجهة الجنوبية الشرقية في منطقة حلمج أدت إلى مقتل 27 عنصرا من التنظيم لا تزال جثثهم في الأرض».

وفي حين أكد أن التنظيم يطوق المدينة من كل الجهات، أشار إلى أنه يبعد عنها في كل جهة نحو 5 أو 6 كيلومترات، لكنه بات أقرب من الجهة الشرقية، على بعد مسافة 2 أو 3 كيلومترات، ويحاول التقدم أكثر لدخولها من هذه الجبهة.

وشدد مسلم على أن قوات حماية الشعب أخذت مواقعها الدفاعية واستعدت لـ«حرب الشوارع» التي ستخوضها إذا نجح «داعش» في دخول المدينة.

وأكد المصدر أن التنظيم لن يتعرض لأي مدني غير متعامل مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) ووحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، في حال دخوله المدينة. وفي حال تمكن مقاتلو «داعش» من دخول كوباني، فسيصبح شريط طويل وواسع حدودي مع تركيا في شمال سوريا تحت سيطرته.

وأشار «البابي» إلى أن معارك عنيفة وقعت أمس بين القوات الكردية والتنظيم على عدة محاور من المدينة، داعيا الله أن يأذن للتنظيم بالسيطرة على ما سماها بـ«عين الإسلام»، في إشارة إلى المدينة الكردية في الريف الشرقي من حلب.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة استمرت بين مقاتلي «داعش» وقوات حماية الشعب الكردية على الأطراف الشرقية والجنوبية الشرقية لكوباني في الساعات الـ36 الأخيرة، مشيرا إلى دوي انفجار كبير سمع عند منتصف ليل أمس، في الوقت نفسه الذي حلقت فيه طائرات التحالف في السماء.

وقال عبد الرحمن: «تدور اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي و(داعش) على بعد مئات الأمتار من أطراف كوباني الشرقية والجنوبية الشرقية، وعلى بعد نحو كيلومترين أو 3 في الجهة الغربية من المدينة، متحدثا عن «مخاوف جدية من اقتحام المدينة في أي لحظة».

وأشار عبد الرحمن إلى أن «معارك الساعات الـ24 الماضية هي الأعنف منذ بدء هجوم (داعش) في المنطقة» في 16 سبتمبر (أيلول)، مشيرا إلى «صعوبة لدى المقاتلين الأكراد في الصمود في مواجهة الدبابات والأسلحة الثقيلة التي يمتلكها التنظيم».

وقال عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «نزح نحو 80 إلى 90% من سكان كوباني والقرى المجاورة، خوفا من هجوم وشيك على المدينة على أيدي التنظيم».

وأشار إلى استمرار «وجود بضعة آلاف من المدنيين في المدينة».

يأتي ذلك بعد أن سيطر التنظيم على أكثر من 350 قرية وبلدة وتجمع سكاني في أرياف المدني في الأيام الـ16 الماضية، وهجر أكثر من 300 ألف نسمة، من المنطقة وريفها.

وأشار المرصد إلى أن التنظيم قام بتوطين مؤيديه في قرية زيرك بالريف الغربي لكوباني التي هجر سكانها منها.

وحقق التنظيم هذا التقدم رغم الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي ضد مواقع التنظيم في المنطقة لوقف الهجوم على كوباني، التي يدافع عنها المقاتلون الأكراد بشراسة.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر