كوردستريت – خاص / فجأةً وجدوا أنفسهم مخيرين بين قذائف المدافع والدبابات أوالهجرة الى أراضي الجوار التركية فكانت الأخيرة الأقل مرارة.
منهم من وجد في المخيمات ملجأً آمناً ينتظرون فيها لحظة العودة القريبة الى الوطن يعانون قساوة الحياة غير قادرين على حماية أطفالهم من برد الشتاء القارس التي تلف بأجسادهم الطرية ومن خلال الأفق ينظرون الى مدينتهم كيف تدمر بلا رحمة أو شفقة ومنهم من انتشروا في المدن التركية يبحثون عن دارٍ تأويهم مدركين أن طريق العودة بعيد وشائك وقد تطول بهم الغربة شهوراً أوسنين ومنهم من يفترشون الأزقة والحدائق أملاً في شبه دار يقيهم برد الشتاء لتكون الخطوة الأولى نحو الاستقرار في حياة الاغتراب ومعها يببدأ مشوار البحث عن العمل وتأمين مستلزمات الحياة التي تثقل كاهلهم مع قلة المساعدات الانسانية التي لاتغطي سوى القليل من احتياجاتهم .
بين هؤلاء النازحين ومن بقوا في المخيمات أملٌ مشترك كلهم عينهم على الوطن يتقاسمهم النزوح في المخيمات والمدن يراقبون مدينتهم تُدمر ومنازلهم تحرق وتنهب ولا شيء يعنيهم سوى متى يحين موعد العودة للوطن ويتساءل بعضهم .
هل سنعود يوماً أم سيبقى حق العودة حلماً يراودنا عقوداً وعقود تتوارثها الأجيال وتبقى الحياة تثقل كاهلنا دون شفقة ويبقى مستقبل أبناءنا معلقاً بفوهة البندقية لتقذفها الى الماضي البعيد.
هيئة التحرير في كوردستريت
