كورد سورية والخط الثالث/ خالد ديريك

آراء وقضايا 21 يونيو 2013 0
+ = -

 

بدا واضحا بأن  أغلبية القوى الكردية تميل للخيار الثالث في تشكيل كتلة مستقلة ضمن صفوف المعارضة السورية

وما دفعهم إلى ذلك هو نهج وطريقة تعاطي الأئتلاف السوري  المعارض مع مطالب التي قدمتها الهيئة الكردية العليا كشرط لأنضمام إلى الأئتلاف.

للكورد كل الحق في تشكيل كتلة مستقلة بسبب موقف قوى المعارضة من مسألة وحقوق الكردية

كما أن تاريخ الكردي شاهد على مواقف سلبية للحكومات في  دمشق بأتجاه قضيتهم

فالكورد ألحق بهم الغبن والإنكار والتمييز منذ استقلال سورية عن مستعمر الفرنسي

في عهد المستعمر الفرنسي بذل الكورد كثيرا من الجهد في سبيل تمتين أواصر العلاقات بين المكونات السورية المختلفة

تجلى ذلك من خلال الثورات التي أقاموا بها ضد الفرنسيين من أقصى شمال غرب سورية إلى أقصى شمال الشرق في مكان تواجدهم على أرض كردستان سورية

في تلك أثناء كانوا يأملون مثل غيرهم من مكونات السورية وبعد مشاركتهم الفاعلة تلك مع باقي السوريين في النضال والكفاح ضد المستعمر

وما قدموه جميعا من الأرواح والتضحيات في سبيل عزة ووحدة سورية

وتحقيق دولة ديمقراطية تعددية يكون لكل فرد حقوق وواجبات وكلهم سواسية أمام القانون

لكن بعد أستقلال وبفترة قصيرة بدأ عهود ووعود قوى المعارضة المكافحة يتلاشي شيئا فشيئا

فبدأت حكومات دمشق بتجريد كورد من حقوقهم رويدا رويدا.

وصلت ممارسات الإنكارية والتمييزية في أوجهه في عهد نظام البعث,حتى بات كورد غرباء على أرضهم التاريخية ومجردون من أبسط حقوق الإنسانية وهكذا نكست ثوار سورية بوعودهم بأتجاه ثوار كورد

ربما ديباجة أو مقدمة المقالة طويلة نوعا ما , لكن لا بد منها لربط أحداث الماضي بالأحداث اليوم  فيا تشابهها ببعض

ولأن ما يحدث اليوم مع الكورد هو ذاته ما حدث معهم في مرحلة النضال ضد المستعمر الفرنسي والتاريخ يعيد نفسه لكن بأياد جيل أخر وبشكل ولون ومذاق أخر

فبالرغم مشاركة كورد فاعلة في الثورة السورية الحالية منذ أنطلاقتها في مهدها بدرعا

وقيامهم وأدائهم بالدور المنوط بهم من خلال المظاهرات الضخمة التي عمت جميع المدن الكردية وتقديمهم الشهداء من القيادات والنشطاء والبسطاء

بالإضافة إلى الجرحى والأسرى والمعتقلين وأيضأ إيوائهم ألاف من أخوانهم النازحين من المدن السورية الأخرى الهاربين من ألة القمع والدمار الأسدي

فمازال هذا كله لا يرضى قوى المعارضة السورية , يريدونهم أن يفعلوا كما فعلوا في عهد نضال ضد فرنسيين وبدون أي ضمانات المستقبلية

إضافة إلى تاريخ الشعب الكردي المعارض للنظام البعثي منذ تسلمه للسلطة في انقلاب عام 1963 ومرورا بأنتفاضة قامشلو 2004

نعم , هذا كله لا يغير عند معارضين الجدد للأسد بشيء

فنظرتهم تكاد تتطابق مع نظرة نظام البعث بالنسبة للقضية الكردية

خاصة إذا ما رفعوا أصواتهم أي ـ الكورد ـ وطالبوا حقوقهم عندها يصبح الكورد لدى هؤلاء المعارضين .أنفصاليين ويريدون تقسيم سورية وما غير ذلك من التهم

إنه حقد أعمى وعدوى نظام تربعت وتغلغلت في أفكار ورؤوس هؤلاء الذين غرس النظام في مخيلتهم وانتقل من جيل إلى أخر

إذأ التاريخ يعيد أنتاجه بالنفس الموازين ,أمام وخلف الكواليس

فحصول الأئتلاف المعارض على أعتراف الدولي ونيتهم تشكيل حكومة ووضعهم برامج حالية ومستقبلية  في وثائقهم بدون كورد هو يظهر نياتهم الحقيقية

كما أن  رفضهم تثبيت وتدوين حقوق كردية مشروعة في وثائقهم التي ستكون نواة للدستور السوري القادم هو أجحاف أخر بحق كورد وحركته السياسية , وهو تكميلة للسياسات الإنكارية والتمييزية لطالما أتسمت بها حكومات دمشق المتعاقبة

ويذهب بعض من المعارضين بقولهم .طالما المدن الكردية لم تتعرض للقصف والتدمير بشكل الذي تعرض لها مدن سورية أخرى إذأ فهم غير مشاركين بشكل فاعل بالثورة ولا يحق لهم مطالبة بحقوقهم على حساب دماء شهداء المدن الأخرى

وكأنه يجب أن يتساوى القتل والدمار في كل بيت وحي سوري حتى يستطيع الجميع حصول على حقوق المتساوية والمتوازية

مع أن هناك كتائب وألوية كردية تحارب تحت جناح الجيش الحر وأيضا شخصيات وقوى سياسية تناشط وتشارك تحت جناح الأئتلاف المعارض ويدور في فلكهم.

ورغم محاولة الهيئة الكردية العليا مرارا لأنضمام إلى الأئتلاف المعارض إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل

بسبب أصرار قوى الأئتلاف في طمس حقوق الكردية بحجة تأجيلها إلى ما بعد سقوط النظام

حسب كل هذه المعطيات التي تدور في غرف مفتوحة ومغلقة حول الكورد ألا يحق لهم ـ الكورد ـ أن يشكلوا الخط الثالث في معادلة السورية يكون لهم خصوصيتهم وأولوياتهم هذه المرة وضامن حقوقهم

ألا يكفي ما ذاقه الكورد على مر التاريخ بسبب جعل قضيتهم أمور ثانوية ……………… بقلم خالد ديريك

 

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك