كيف سيدوَن التاريخ مأساة الوطن : بقلم حمــــيد خلـــــف

آراء وقضايا 13 مارس 2016 0
كيف سيدوَن التاريخ مأساة الوطن : بقلم حمــــيد خلـــــف
+ = -

 سوريا و خمس سنوات عجاف . ثورة ارتأت أن تعتلي قمّة الخلاص . فماذ حدث كان ثمة وجع بحجم وطن . و شعب يذود عن حق طالما ظلّ أسير فكر مستبد لمدة نصف قرن . ثورة نادت من أجل الكرامة و الحرية . و شعب ضاعت ملامحه أمام جبروت سادة و ساسة يقال بأنهم رجال من معارضين !!! تباً لهم من رجال أجهضوا الحلم على عتبة خذلانهم و شرهم المستطير أذاقوا سورية معنى أن تكون عبداَ و تابعاَ . أحالوا الأرواح نهر نزيف من دم . و خوف أهان معنى أن تعيش في دولة سلام و حرية . تاريخ من عبث و فوضى في عدالة ما تجرعها السوري الا ذلاَ و مهانةَ و حقوق أدراج طغمة فاسدة . الحرية باتت وبالاَ لا يطاق . الحرية باتت ألماَ في خاصرة مطالبيها .

و ان اختاروا الصراخ و عدم الصمت . ترى كيف للوطن أن يكون وطناَ و هو يحتضر على يد أشخاص يختزلون الوطن في فكر سلفي ؟ أي ثورة هذه ! مات من صدحت حناجرهم بها ؟ أي معارضة هذه قادتها الجولاني و مالح و لبواني و حجاب و نعسان و علوش . أحالوا حلم الشعب الى كوابيس لا تنتهي من مسلسل رعب ! ثورة بيعت في مزاد الساسة بثمن بخس . ثورة تجرّعت الأسى . أنتم يا من استلمتم زمام المعارضة ؟! لقد سلبتم انسانية هذا الشعب . انه المال السياسي الذي جعل منكم أشخاصا لا أخلاق لهم أو ضمائر . هكذا أفضتم من أوكاركم تجرّون لؤمكم و تجهضون أرحاماَ حبلى بثورة التغيير لتنجبوا دواعشاَ و خونة و لصوص ليعتلوا موجة الثورة .

يا لخيبتك يا سوريا و أنتي ترزحين تحت مقاصل السفهاء الذين يتسلقون فيك المناصب و باسمك ! بماذا أذنب الشعب ؟ هل أخطأ حين طالب بالحياة الكريمة تحت سقف وطن ؟ و أنتم يا من تدّعون الوطنية و الشرف و الانتماء و تنادون بوحدة سوريا وترفضون ان نعيش في وطن يجمعنا في ظل نظام مدني فيدرالي و تبكون على شرفها و تنحرون شعوبها على الهوية الطائفية و القومية . انتم من قسمتم سوريا طائفياَ و قطعتم اواصر المحبة بين شعوبها و دفنتم اسس الشراكة و العقد الاجتماعي بين مكونات المجتمع السوري . ماذا أهديتم لسوريا غير أكفان حمراء و وأد الصرخات و نحر الرؤوس ؟ و بيع الوطن ؟ نعم هذه هي سوريا التي اصبحت ساحة لتصفية حسابات اقليمية و دولية . و تخلت عنها كل شعوب الارض . و هؤلاء انتم ايها السفهاء الذين تقاسون اليوم بحجم عمالتكم لاجندات اقليمية و اخفاقاتكم و بيعكم للوطن بحفنة دولارات .

فانتم مرابون في أسواق النخاسة و لا تأبهون ببؤس السوريين . انتم مبدعون في عقد مؤتمرات العهر و تتخفون و راء ستار العفة و الدين و تبرعون في اثارة النعرات الطائفية و القومية . و تحاولون ما من شأنه اطالة عمر الأزمة . اصبحتم تجاراَ و امراء حروب . وطن يضيع أمام أعينكم وانتم لا تتنازلون عن عهركم و كبريائكم فالمدن مدمرة و الارواح ازهقت و الشعب مهَجر و اللجوء قضية أخرى و غرق على شواطئ بحار الاغتراب يلوذ الشعب بالحياة فيلاحقه الموت . طمعاَ في ابتسامة ربما تعيد الحياة لانسانيته المستباحة جسداَ و روحا و المهدورة دماَ . و كذا الطفولة هلكت أما النساء فبين سبي و ثكل و ضياع ٠ متى ينتهي النواح من شوارع الوطن ؟ الارهاب مستفحل تتخبط في ذاتها امارات اسلامية ممتدة على طول البلاد و عرضها و سرطان رايات سوداء تعلق على نصولها أجساد الرجال . كيف سيدون التاريخ مأساة وطن طال أنينه بين جنيفات .

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر