لابديل عن الفيدرالية لسوريا المستقبل

آراء وقضايا 12 مارس 2016 0
لابديل عن الفيدرالية لسوريا المستقبل
+ = -

حاجي سليمان …..

.
منذ انطلاق ما تسمى بالثورة السورية قبل انحراف مسارها نحو العسكرة والتسلح كان لابد من العقلاء والسياسيين حسم الموقف في تقسيم سوريا الى فيدراليات متعددة بغية تجنب الشعب السوري من الانزلاقات التي وصلنا اليها … مما أصبحنا في حرب طائفية مدمرة نسير من السيئ الى الأسوأ كما هي رغبة القيادة السورية الفاشية المتمثّلة بعائلة الأسد البربري ورغبة الطائفيين والإسلاميين المتشددين القادمين من اكثر بقاع العالم حباً للتلذذ والسيطرة على البشر ..بدراية تامة من النظام الفاشي والجماعات الإرهابية المتشددة بان لا احد قادر على حسم المعركة عسكرياً ضد الاخر رغم تشابك وتداخل الأقطاب والدول في اللعبة القذرة في الساحة السورية ..على خلاف رؤى البعض او الأغلب من قيادة المعارضة الحالية الذين كانوا يتوقعون بان الغرب سيتدخل لاسقاط النظام ومحاسبته كما فعل سابقاً بدول وحكومات قاهرة …. فالكل أخطئوا في تقديراتهم حول الوضع في سوريا دون احد ان يذكر او حتى يتجرء على القول بان قاهر النظام ومخطط المعركة هي القيادة العبرية في اسرائيل التي تنتظر انقسام سوريا الى فيدراليات وبالتالي دويلات ضعيفة على حدودها وها هو الوضع بعد خمسة أعوام من القتل والتشريد والمأساة دون ان يسطيع أحداً من الأطراف او الفصائل الاسلامية المتشددة ولا حتى النظام الفاشي رغم الدعم الروسي والايراني والمليشيات الشيعية له حسم المعركة عسكرياً لصالحه .. وحتى الامس القريب كان طرح فكرة الاتحاد السوري او الفيدرالية حراماً لا بل كان يشتم وينعت بشتى التهم الأمنية الجاهزة حتى من اوعى اقطاب المعارضة التي تدعي بأنها معتدلة ..

.

الا انه بات شبه مقبولاً الان بعد ما طرحت الفكرة على لسان كبار المسؤولين الذين لهم تأثير على الوضع السوري وبشكل خاص من الدول المؤثرة والفاعلة في القضايا السورية كروسيا الذي تدخل بشكل فج في الأزمة السورية عسكرياً دون حساب لأحد وكذل الويلات المتحدة الامريكية التي تلعب شمالاً ويميناً باحثاً عن مصالحه ..

.

فكم هي المعارضة السورية مسكينة وغير واعية ولم تستفيد من تجارب الغير لا بل اصرت على موقفها التي تأتيها من لايهمهم قضية الشعب السوري وهي مجبرة الان القبول بما يطرحه الدول النافذة روسيا وأمريكا بعد تدمير سوريا كبلد وتشريد ما لايقل عن عشرة ملايين سوري الى الشتات واستشهاد مئات الآلاف من السوريين واختفاء الآلاف واعتقال عشرات الآلاف وخسارة سورية للكثير من مدنها لصالح الدواعش وغيرهم من الجماعات الإرهابية التي تحاول زعزعة الاستقرار وزرع الفوضى بناء على رغبة من يمولهم مالاً وسلاحاً وبشراً …

.

وحتى الذين كانوا يعتبرون عقلاء في المعارضة رفضوا فكرة الفيدرالية رفضاً قاطعاً في وجه كل من طرح ويطرح فكرة الفيدرالية وكأنهم يريدون بيع سوريا للاعداء امام الجميع …فنتيجة تعنتهم الفاضح خسروا الكثير من الأوراق وفقدوا شعبيتهم الى الحضيض نتيجة عدائهم الغير مبرر لكل صاحب حق ومعاداة المكونات برمتها الا من في فلكهم وعلى شاكلتهم في التبعية العمياء وفق إرادة من يمولهم …

.

فالشعب الكوردي استطاع الى حد ما الاستفادة من تجارب الشعوب والدول وشكلوا جيشهم الخاص بهم ورفضوا الانضمام الى معارضة شكلية لاتملك أية أدوات الانطلاق نحو المستقبل الواعد وكذلك رفضو لقرارات النظام والعمل في ظله مما بقيوا في المنتصف لا مع المعارضة ولا مع النظام فقط حافظوا على شعبهم ومناطقهم من الدمار والخراب من البراميل المدمرة وحموا مدنهم من الغزو الاسلامي المتشدد من التنظيمات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة وغيرهم …فنهاية الأوضاع في سوريا غير معلومة والأمور مقبلة على عهد الثأرات والاسوأ قادم بكل بساطة لانه هناك جهات تشجع التحريض وتبحث عن هذا لتأمين مصالحه على حساب الشعب السوري ..لذا من واجب ما يسمون أنفسهم بالمعارضة قبول المشروع الروسي الأمريكي الذي يدعوان الى الفيدرالية للمكونات السورية إذا أرادوا فعلاً الخلاص من المأساة والتشرزم الحالي لشعبنا السوري ….

.

وليعلم هؤلاء من يسمون أنفسهم بالمعارضة رغم انعدام تجاربهم وسوء تاريخهم نتيجة خدمتهم السخية في سلك النظام حتى الامس القريب … بان الفيدرالية ليس تقسماً كما هم يحللونها وفق اهوائهم المريضة حيث هناك أغلبية دول العالم المتحضر ذات نظام فيدرالي ..

.

فعند الاعتراف الدستوري بهذه الحالة ستكسب المعارضة حتماً كل المكونات السورية بدءاً من الكورد وانتهاءاً بأصغر مكون سوري وهم التركمان .. وبناء سورية المستقبل ذات نظام ديمقراطي لامركزي سياسي توافقي يرضي الجميع ويؤمن لهم حقوقهم المسلوبة منذ زمن ..فالتوافق الروسي الامريكي لم يأتي الا بعد ما وصل بهم الامر الى حلول مسدودة ولا يستفيد من هذه الحالة الا أعداء سوريا من النظام والجماعات الإرهابية المتشددة …

.

فمن المستحيل العودة الى سوريا موحدة ذات حكم مركزي استبدادي قهري للمكونات الضعيفة مقارنة بالمكون الأكبر ..وليس من الممكن ان يقبل الكورد بحكم السنة بعد الان ولا بحكم العلويين حيث الكل لايقبل الكل الا في ظل نظام فيدرالي ديمقراطي توافقي… وكفا للمعارضة في الركض والهلوسة وراء دول إقليمية تلعب بمصير الشعب السوري من خلال زرع بذور التفرقة والفوضى في نفوسهم وليس من مصلحة تلك الدول اسقرار الوضع وستحاول بشتى السبل لمنع قبول المعارضة بالمشروع الروسي بتوافق أمريكي لبقاء الوضع كما هو لصالحهم بعيداً عن مصلحة الشعب السوري الذي وصل الى أدنى درجات العيش ويسير من سيئ الى أسوأ حيث الضياع الكلي .. لذلك الفيدرالية هي الحل الأمثل لسوريا وشعبها وليس ثمة افضل من هذا الحل ولا مانع من ان يكون لكل المكونات فيدراليتهم ضمن سوريا الموحدة اي فيدرالية الكورد وفيدرالية السنة وفيدرالية العلويين وفيدرالية الدروز وايضاً ان يكون هناك حقوق كاملة للاثوريين والسريان في أماكن تواجدهم ..طبعاً ما يطبق على مكون سيطبق على الجميع بدءاً من الاعتراف الرسمي بلغتهم وقوميتهم ومناطق تواجدهم في الدستور السوري الجديد بحيث تكون هناك حكومة مركزية مكونة من ممثلين عن الفيدراليات وفق التوافق والاتفاق على عدة نقاط رئيسية مشتركة من الرئيس والجيش ونوعية النظام وعلم سوريا واسمها………..

.

فمن المعيب حقاً حتى اللحظة لم تدرك ما تسمي نفسها بالمعارضة هذه الحقيقة التي لابد منها مهما طالت الحرب … واعتقد هذه المعارضة تتحمل قسماً كبيراً من المسؤولية التي حلت بالشعب السوري وسببت آلاف الشهداء وشردت الملايين واعتقلت ألاف ناهيك عن التدمير الشبة كلي لمدن سوريا الجميلة لذا لابد من محاسبة هذه المعارضة مع النظام وكل من له يد في تدمير سوريا وشعبها ..

.

ولا بد من معرفة مفاهيم والفيدرالية التي تمثل روح العصر ومنبع الاستقرار ومصدر الأمان لكل البشر وتعني بمعناها الحقيقي أي اللامركزية السياسية التي تعني الاتحاد وليس اللامركزي الإدارية التي تنادي بها بعض اقطاب المعارضة الذين يساوونها بالإدارة المحلية التي كانت في عهد الأسدين الأب والابن المجرمين .. وكانت وجودها مثل عدمها نسبة للمكونات السورية ..فاللامركزية السياسية تعني الفيدرالية الحقيقية…. ولست هنا بصدد شرح مفاهيم الفيدرالية وأسسها ولكن لابد من الاعتراف بها ومعرفة ماهيتها الحقيقية وبانها ليست

.

لها علاقة بأي موضوع من مواضيع علم الإدارة وإنما هي متعلقة بشكل الدولة السياسي وطبيعة النظام ونوعية الحكم فيها وهي تندرج تحت موضوع القانون الدستوري …. وليس القانون الإداري كما يريده العنصريون ولا يتم تغيير شكل الدولة السياسي الا بتغيير دستوري … لأن اللامركزية السياسية معنية بتوزيع الوظيفة السياسية وليس الإدارية أي السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية للدولة الإتحادية والولايات المكونة لها وهذا التوزيع للوظيفة السياسية هو ما يطلق عليه باللامركزية السياسية…. التي تعني الاتحاد او الفيدرالية بين إقليمين او اكثر وهذا النظام منتشر في العالم اجمع ومن الدول التي تتطبق هذا النظام .. ألمانيا وبلجيكا والنّمسا والأرجنتين وأستراليا والولايات المتّحدة الأمريكيّة والبوسنة والهرسك وكندا والبرازيل والهند وجزر القمر وإثيوبيا وماليزيا وغير هذه الدّول العديد من الدول الأخرى . لايوجد فيها سوى الأمان والاستقرار .

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر