لعبة الكبار تفرض نفسها على الأكراد

آراء وقضايا 12 يناير 2015 0
+ = -


تتفاقم الأزمة السورية وتنكشف خيوطها يوما بعد يوم حتى باتت اللعبة مكشوفة والخطأ الأكبر هو منفذيها الذين لا يفقهون معنى السياسة ويمارسون من خلال الأزمة السورية سياستهم ليتعلموا وليس ليكونوا ماهرين في اللعب وتحقيق الفوز او نتائج إيجابية .

.
من غير المعقول ان تكون هناك مئة دولة في العالم لا تستطيع ان تفرض على ولاية سوفيتية قرارآ ما إلا في حالتين لا ثالث لهما . الأولى هي ان تلك الدول فعلآ لا تريد أنتهاء الأزمة في سوريا حتى تمسح دولها بالكامل من الارهابيين او من لديه نزوة أجرامية وترسلهم الى الشرق الاوسط ولتحقيق مصالحها المستقبلية وتمرير ما تريد في ضوء ما يجري لانه اكبر غطاء او انها تخشى الترسانة النووية الروسية رغم ان مجلس الامن الدولي لا يسمح لاي دولة من دول الاعضاء الخمس بان يمارسو قوتهم في اي قرار دولي وكلها تقع في خانة المهزلة لإنها مسرحية مخزية ولم يعد هناك من مشاهدين لها فالروس ليسو بحاجه لا لحلفاء ولا لإصدقاء ولا لدعم اقتصادي وسلاحها الفتاك يؤمن لها الدفاع والحماية اللازمة لمصالحها في اي دولة كانت وهذه هي القبضة الحديدية الروسية التي اثبتت للعالم اجمع ان انهيار اتحادها هو فقط إداري وتنظيمي فما زالت روسيا تفرض سلطتها على جميع الولايات السابقة للسوفييت ومن منطق القوة وهذا ما تريده بالضبط لدمشق وفي ضوء هذه الالاعيب السياسيه والمخططات الدولية وما يجري خلف الستار فالبنسبة لنا لا يهمنا كثيرآ تلك المخططات لسبب واضح وصريح وهو اننا لا قدرة لنا على مواجهتها او حتى ادراك ابعادها لكن كان الاجدر بمن داخل المعارضة ان يستغلوا تلك المخططات كما يتم استغلالهم ولو كانو يتمتعون بروح الحماس الوطني والقومي لما انجروا لرغباتهم ورغبات اسيادهم ولكانو خففوا من آلام الشعب من الهجرة والقتل واللجوء ولكن هيهات ان يجازفوا بمناصبهم الواهمة او حتى كراسيهم المهزوزة فكانو مع كل اسف مطيعين لمن وضعوهم ولم يحاولوا ان يلعبو مع الكبار لعدم امكانيتهم من اتخاذ القرار فهم تعودوا على التنفيذ وليس على التفكير واعطاء القرار.

.
لا بديل عن السلام وايقاف الحرب فلا يوجد فيها منتصر وانما يوجد فيها خاسر والخسارة هي للجميع والشعب يدفع تلك الضريبة والاكراد جزء اساسي مما يجري لكنهم لم يتخذوا مكانهم المناسب فتم فرض قواعد اللعبة عليهم دون ان يدركوا ذلك وانجروا اليها ودفعوا الثمن غاليآ وما زالو يدفعون الثمن لإن من اعلن صفارة البدء لم يعلن عن الأنتهاء بعد وان الحل الأمثل لهذه الأزمة هو أبعاد المتاجرين بالقضية ثم الوحدة فلقد جعلوا التفرقة بين جميع المكونات حتى بات الجميع ينسى قضيته الأساسية وبدأ الصراع الداخلي يأخذ مفعوله وهكذا التهى الجميع وباتت القضية تسير كما يريد من بدأها ولا بديل الا بالعمل على ارض الواقع وتنظيف المكان ممن لا يتحمل واجبه القومي تجاه شعبه والوقت يمضي ولا حلول ابدآ من الخارج بل يجب ان يكون الحل من ابناء الوطن لانهم مهما حاولوا ان يفرضوا الحل الذي يناسبهم فلن يكون منصفآ لشرائح المجتمع وآطيافه وسيبدأ النزاع من جديد وكأن اللعبة في بدايتها والقوى الكردستانية لديها من المصاعب ما يكفي ولن يأتي الحل ابدآ من تلك القوى فيما يخص بحقوق الكرد ومن يظن غير ذلك فهو واهم وعلى أكراد سوريا تقرير مصيرهم بأنفسهم وبإرادتهم ويجب ان لا ينصاعو لاوامر غيرهم فهم بشر ويجب ان يكونُ احرار وان كانت لعبة المصالح تفرض نفسها بقوة فليقوموا بربط مصالحهم القومية مع من يريدون ويقوموا بربط مصالح الدول معهم حتى يحصلوا على حقوقهم كما يجب حينها سيكونون سندآ لإشقائهم في باقي المناطق الاخرى من كردستان كما كانو دائمآ سندآ وعونآ لهم ولم يكونوا في يومآ من الأيام عالة على غيرهم الا بعد ان تدخلت تلك القوى في تقرير مصيرهم وكانت الغلطة الفادحة فالشعب الكردي لم يرضخ لهم بل من باع القضية لاجل مصالحه الحزبية والشخصية هو من رضخ وكان السبب في صمت الشعب وأستغل حماس الشباب بالكلام المعسول والوعود الكاذبة ولكن مع مرور هذه الاعوام انكشف الغطاء ورأى الجميع كيف ان من هم سياسيون بالأساس هم بدأو يتعلمون السياسة ولم يمارسوها قط وحان الوقت لإزالتهم بكل حرية على وعسى نلحق بغيرنا من البشر ونضع بصماتنا في هذا التاريخ ليكون السند لأطفالنا في المستقبل ويفتخرون به حين يقرأه العالم اجمع

.

زيد سفوك

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك